صفحة الكاتب : حمزه الجناحي

لماذا يهرب ضباط الجيش العراقي من المعركة ويتركون معيتهم عرضة للقتل ؟
حمزه الجناحي

اليوم العراق يمر بحرب مختلفة عن ما الفناها من المعارك في الحرب العراقية الايرانية التي واكبها اكثر العراقيين ومن اعمار مختلفة فمعركة اليوم ليس معركة ارض ومسك الارض بل معركة تختلف في كل العناصر بين تلك الحرب واليوم فالقتال اليوم في معارك العراق يعتبر من اعنف القتالات وهو يدرج تحت مسمى حرب الشوارع وحرب السلاح الابيض وحرب المعنويات وحرب الانواع المتقدمة من الاسلحة واحيانا يطلق على مثل هذه المعارك المعارك القذرة فالقتال فيها يدور احيانا داخل الشوارع ومن بيت الى بيت هذا اولا والعدو من القاعدة او داعش يمتلك مقاتلين تدربوا على هذه
 المعارك بالذات وخبروا التعامل مع الاهداف والتحرك لتفاديها والظروف الجغرافية والجوية اضف الى هذا ان هؤلاء المقاتلين اغلبهم عقائديين مغسولي الادمغة لا يفكرون بالخسارة فالموت لديهم شهادة وقتل العسكري غنيمة وثواب والذهاب الى الحور العين هو الهدف الاسمى لذالك لابد من ان تقاتلهم بالطريقة نفسها التي يقاتلك بها لذالك على الجندي العراقي او الضابط العراقي ان يكون مدربا تدريبا خاصا لمثل هذا القتال وعليه ايضا ان يتوقع كل الاحتمالات وربما يصل الحال الى القتال بالايدي والحجارة والسكين في بعض الاحيان عندما يصادف ويخرج السلاح الذي يحمله
 خارج المديات الاستعماليه له فالخوف لابد ان يكون بعيدا عن تفكيره ولابد ان يضع في تفكيره على الاقل الدفاع عن النفس ومن ثم قتل العدو من اجل الهدف التي يقاتل من اجله ..
العودة الى سؤالنا الاول لماذا يهرب الضابط العراقي من المعركة ؟الحقيقة هناك اسباب كثيرة لهذا التحول الخصها بالاتي ..
اولا—ان اغلب ضباط الجيش العراقي لم يتدربوا أويألفوا مثل هذه الحروب ودراستهم كانت دراسة كلاسيكية قديمة لم تتطرق لا من بعيد ولا من قريب لمثل هذه المعارك والاعتماد على مناضد الرمل وحرب الحدود والمواضع والخنادق مثل حرب العراق وايران .
ثانيا—هؤلاء الضباط اللذين تبوأو مناصب في الوحدات العسكرية ابتداءا من الفرقة وحتى الى السرية لم يصلوا الى تلك المناصب بالترقيات المعروفة والخبرة بل وصلوا لها عن طريق دفع الاموال والرشوى والذي يستطيع استرجاعها من الجنود وتقاضي الرشوة والاموال من المراتب والاستحواذ على بعض من مرتباتهم وبالتالي هؤلاء لايمارسون عملهم (الطيارة).
ثالثا--البعض من هؤلاء الضباط بالاضافة الى ماتقدم لم يكونوا ضباط اساسا بل حصلوا على رتبهم عن طريق الدمج مع الجيش وجاءوا بقرارات سياسية وصفقات حكومية وحزبية  وحصولهم على رتب عسكرية خطيرة ومناصب اخطر ولايمكن ان يديروها بالشكل الصحيح .
رابعا--هؤلاء الضباط  البعض منهم يعتبرون هذه الحرب ليست حربهم ولا قضيتهم وقتالهم في هذه المعارك مجرد لأرضاء قادتهم وأحزابهم وحكوماتهم وهم ليس طرفا بها .
خامسا—الخسارة والربح في هذه المعارك لايقدم لهم شيء فهم جاءوا من اجل الاموال والرواتب ..والخسارة والانسحاب والخيانة مؤمونة من المسائلة والعقاب وحسب تجارب سبقتهم من اقرانهم المتخاذلين فلم يعاقبوا او يطردوا او يزجوا في محاكمات عسكرية .
سادسا—فقدان العقيدة العسكرية الحقة التي تنموا من الدراسة والتدريب وحب الوطن والمواطنة الصالحة .
سابعا—والاغرب من كل ماتقدم والعجب كل العجب ان بعض من هؤلاء الضباط يحملون جنسية اخرى بالاضافة الى العراقية وتفكيرهم ينصب على عوائلهم التي تسكن خارج العراق وهذا من اغرب ما موجود في كل جيوش العالم فلايمكن ان يكون جندي حاملا لأكثر من جنسية في الجيش ولايمكن القبول به .
ثامنا —ان الضباط والجنود اليوم لا يتمتعون بحب الوطن الطاغي على كل ماهو بعد الوطن من القومية والطائفية والاثنية ..واغلبهم يقاتل بشراسة من اجل مذهبيته او قوميته اوانتماءه وعرقيته وليس من اجل الوطن .
تاسعا—البعض من هؤلاء القادة والضباط هم على علاقة وثيقة بالعدو وهم على اتصال بهم بل بعضهم زج بالجيش لغايات تجسسية من اجل تسليم القطعات للعدو وتزويدهم بتحركاتها وهذا ماشاهدناه في معركة تلعفر ومعركة مصفى بيجي  الاولى .
عاشرا –وهذا السبب خارج عن النطاق الشخصي للضباط الا وهو عدم تقديم الاسناد الجوي والارضي للقطعات المقاتلة فترى القطعة المقاتلة  نفسها معزولة وبعيدة عد طرق الامدادات ومحاصرة في جيوب الموت ولأيام عديدة مما يضطر الضابط للبحث عن مخارج للهروب من ارض المعركة وبالتالي يتبعه الجندي لامحال ..وسبب ذالك مرده ان ضباط المكاتب او ضباط التوجية او الاركان هم ايضا لايصلحون لقيادة الجيوش في ارض المعركة بل تراهم ضباط للفضائيات والاعلام (والهوبزة).
من اهم واكثر اسباب انتصار الجيوش والوحدات العسكرية في المعارك هو وجود قادتهم وضباطهم في الخنادق الامامية وهم يتسابقون معهم ويوجهوهم الى مايروه مناسبا وما تحتم عليه ظروف المعركة من تقدم أوتراجع اولتفاف وتكتيكات تتطلبها الساحة القتالية واستعمال ذخائر معينة او استعمال اسلحة لأهداف واحداث وتطورات انية وقلما تجد وحدة عسكرية تنكسر او تخسر معركة وضباطها الميدانيين معها لأن الضابط يعتبر كمثل المهندس الذي يرسم الخريطة ويغير المسار في مشروع ما والعسكري المحترف يستطيع ان يتجاوز الكثير من الملمات التي ربما تقع في اثناء القتال وممكن
 معالجتها اعتمادا على اكاديميته ومهنيته واحترافه ..والمقاتل البسيط (الجندي ) مهما كانت مدى معنوياته متردية او عاليه لا يمكن ان يتراجع وهو يرى قائده يسير معه جنبا الى جنبا او يرى ذالك القائد وهو يتقدمه وهذا يعطيه زخما معنويا ويشد من عضده ويجعله مبادرا وسباق وباذالا وغيرمتخاذل .. وهذا من ادبيات العسكر والف باء الفوز في المعارك ليس في العراق ولا في عالمنا العربي بل في كل العالم ..

مما تقدم ان اي جندي يرى قائده وضابطه لا يحمل صفات تؤهله للأستمرار بالمعركة وهو على استعداد لتركها في اي لحظة هذا يعني ان معيته معرضة وفي اي معركة للقتل والابادة والموت الزؤام على ايدي مقاتليين عقائديين متدربيين وشرسيين لايهمهم يقاتلوا مع من بل لهم اهداف عقائدية ثابتة يجب تحقيقها حتى لوكانت على جثثهم وشاهدنا ذالك في معارك مثل معركة الصقلاوية ومنطقة السجر ومعركة الموصل واحتلالها وهروب البيش مركة في سنجار وسهل نينوى وترك الايزيديين عرضة للذبح .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حمزه الجناحي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/27



كتابة تعليق لموضوع : لماذا يهرب ضباط الجيش العراقي من المعركة ويتركون معيتهم عرضة للقتل ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net