شرعية الإرهاب الأمريكى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فى لحظة ظلامية من التاريخ المصرى تغلبت المشاعر العقائدية على المصلحة الوطنية، وأستولى رجال تنظيم عقائدى أيديولوجى لا تهمه مصلحة الوطن بل يهمه الوصول إلى السلطة لنشر أفكاره العقائدية الخاصة بالقوة وفى غياب أيه رقابة، لأنهم كانوا المتسلطين الدكتاتوريين بأسم العقيدة التى يركع أمامها كل عربى، وتصاعد الغليان الشعبى الرافض لتجاهل مشاكلهم وإهتمام السلطة العقائدية بتمكين أتباعها فى خلايا الجسد المصرى، وكانت الضربة القاضية لسياسات الإخوان والإحباط الأمريكى المتحالف معهم عندما أنتفض الشعب ضدهم وتم عزل مرسى وجماعته بإرادة شعبية نفذها الجيش الوطنى. 
الإحباط وخيبة الأمل الأمريكية نابعة من اليقين التى رأت بوادر نجاح سياستها فى إقتراب سقوط نظام مبارك، ثم تمكين تنظيم المحظورة من الحكم وهى الذراع القوية التى قاعدتها وجسدها الحقيقى يعيش داخل الإدارة الأمريكية، حيث يتولى الكثير من إفراد هذا التنظيم مناصب عديدة وتم إعدادهم لتصديرهم إلى مصر حال نجاح خطتهم بالإستيلاء على السلطة، لتفرض أمريكا سيطرتها وتتحكم فى إدارة مصر كبرى البلاد العربية ودائماً كما حدث بالعراق مجرد حجة لنشر الديموقراطية وحقوق الإنسان، وكما يقولون فسخرية القدر أو العبث الأيديولوجى أن تستعين بالأذرع الإرهابية لتطويع والتحكم فى الجماعات الإسلامية، أى من جديد يحاولون وضع الثعالب والذئاب لقيادة القطيع!!!
 
فالجماعة المحظورة تسعى لإسقاط الرئيس السيسى حينها سيكون عودتها للإدارة السياسية أسهل فى ظل الدعم غير المحدود من الإدارة الأمريكية ودول الإتحاد الأوربى وغنى عن الذكر تركيا وقطر وإيران، حيث بدا واضحاً منذ عزل مرسى وجماعته مقدار ما يتمتعون به من مكانة لدى أمريكا ودول أوربا، حيث ألتقى وفداً من قادة التنظيم الدولى للإخوان بالعديد من المسئولين فى عدد من الدول الأوربية، لإقناعهم بالضغط على حكوماتهم ومساعدتهم فى الإفراج عن المعتقلين من أفراد الجماعة، وألتقى مسئول التنظيم الإخوانى فى بريطانيا بلجنة التحقيقات فى شرعية الأنشطة الإخوانية التى يمارسونها على أرض بريطانيا، بل دعى المسئول الإخوانى أعضاء التنظيم لعدم القلق لأن التقرير الذى ستصدره لجنة التحقيقات سيكون فى صالحهم، وعليهم اعتباره حبراً على ورق وكل هذا يبرهن مدى تغلغل وإقتناع السياسات الأوربية بالتنظيم الإخوانى لأنه يحقق مصالحهم وأهدافهم الحاضرة والمستقبلة فى منطقة الشرق الأوسط.
 
أصبح العنف والقتل الذى يقع فى مصر لا يلفت نظر المنظمات الحقوقية ومن يقف ورائهم من الدول الأوربية وأمريكا، بل تعمل تلك الدول على حصار مصر سياسياً وأقتصادياً وإرهابياً فالجميع يعرف أنه لا مصلحة لتلك الجماعات الإرهابية فى التضحية بأفرادها مجاناً وقتل أبرياء مصريين، إلا إذا كانوا دخلوا أرض مصر بسماح من الجماعة وينفذون إرادتها فى خلق فوضى العنف والتفجيرات والقتل، وكل ذلك من أجل عودة شرعية الجماعة التى فشلت بأعتراف العالم كله، كل تلك الجرائم التى يعرفون من يقف خلفها يتجاهلونها وتتجمد مشاعرهم نحوها لكن يزداد إنفعالهم وإهتمامهم بإطلاق سراح المعتقلين الذين يوجد بينهم صانعى جرائم الإرهاب ومخططيها وتريدهم طلقاء أحرار لتنفيذ جرائم جديدة.
 
إن الذين يدافعون عن الحقوق الإنسانية يتركون بلداً مثل سوريا يتكالب عليه الإرهاب الدولى، أى ذلك الإرهاب التى تقف وراءه نفس الدول التى تعلن إهتمامها بحقوق المواطن بل هم أنفسهم الذين قدموا التسهيلات والإمدادت لتلك الجماعات الإرهابية لتكون سوريا حلقة مفرغة جديدة بعد أفغانستان والعراق، إن الإنتهازية السياسية الدولية لا يهمها تلك النهايات المأساوية التى وصلت إليها بلاد مثل مصر وسوريا والعراق بقدر إهتمامها بتحقيق مخططاتها الغير إنسانية لإسقاط أى نظام سياسى لا يضع أولى إعتباراته السير وراء إرادة دكتاتورية النظام الأمريكى.
 
إن ما يحدث على الساحة العربية من عمليات إرهابية وأزمات طائفية وأقتصادية وسياسية بات واضحاً وقوف أمريكا وراءها، والسبب فى ذلك خضوع الكثير من جماعات الإرهاب حول العالم لها ، وأصبح السمع والطاعة هو المبدأ الجوهرى فى سياسات أمريكا وحلفائها وهو نفس المبدأ الذى تقوم عليه الجماعة المحظورة التى تنادى بشرعية وجودها التى تأخذها من شرعية الإرهاب الأمريكى.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/28



كتابة تعليق لموضوع : شرعية الإرهاب الأمريكى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net