صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

مستقبل العراقيين في زمن المهرجين
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ما زالت المعادلة الدنيوية مغلوطة, منذ أول يوم نزل فيه آدم وحواء الى الأرض, بعد أن تسبب الشيطان, عليه لعائن الخلق أجمعين, بخروجهما من الجنة, الى يومنا هذا, فكانت بداية الحياة, بالنسبة لأبناء آدم خطيئة أورثت الندم, عندما قتل قابيل, أخاه هابيل وعجز عن دفنه, فكان معلمه في ذلك غراب عابر, أعطاه درساً ليدرك أن عقله عجز أن يجاري عقل الحيوان, فكان الألم والحسرة والإحساس بالعجز, جزاؤه في الدنيا وعذاب الآخرة أعظم من ذلك بكثير.
رغم ذلك كله لم, يتعظ أبناء آدم مما وقع فيه قابيل, فكانت الرسل تترى واحداً تلو الآخر, 124 ألف نبي, بُعثوا لتصحيح المعادلة, فنالوا نصيبهم, من القتل والتنكيل والأذى, وما زلنا نتنظر تصحيح المعادلة.
نعم  فما زال يزيد يجلس في قصره, يحتسي الخمر  ليلاً ويصلي في الناس نهاراً, لأنه  خليفة المسلمين! رغم أنه قتل أبن بنت خاتم الرسل, ( عليه وعلى أله أفضل الصلاة وأتم التسليم), ووضع رأسه في طشت من ذهب, وراح ينكت ثناياه, بالعصا أمام  الحاضرين في  المجلس, وشتم عقيلة الطالبيين ( عليها السلام), ومَجد مرجانة صاحبة التاريخ المعروف! ورغم ذلك كله , يبقى في نظر دعاة الإسلام خليفة! هنيئاً لكم خليفتكم الفاسق أيها الأغبياء.
التاريخ يعيد نفسه, في كل يوم بل في كل لحظة, إلى اليوم تخرس الأفواه, وتصم الأذان, فلا يُسمع إلا رنين الذهب, في شوارع الكوفة, ليكون ثمنا لرأس سيد شباب أهل الجنة, بعد أن سحبوا جثة سفيره ,وإبن عمه في أزقة الكوفة, في أيام العيد. 
 مازال دعاة الفضيلة,  ممن يرتدون ثياب التقى, لا يتورعون عن الإنحناء للمومسات فيهرعون للملمة, أطراف ثيابهن, حتى لا يمسها التراب, ويبصقون بوجه كل عفيفة عقاباً لها على عفتها, بعد أن أدوا أدوارهم ,ببراعة أمام سذج صدعوا, رؤوسهم بالحديث عن الفضائل, والإصلاح والشعارات الرنانة, لتسقط أقنعتهم المزيفة, وتظهر وجوه تفوق في البشاعة, والقبح وجوه المسوخ.
واهم من يعتقد أن زمن الأصنام ولى, ففي كل يوم يصنع الناس ألف صنم وصنم, ليقعوا لها ساجدين, هاهم ينتخبون المسؤول, فيهرع حمايته لأزاحتهم عن طريقه, بعد أن صفقوا له طويلا, وكأن لسان حاله يقول, صفقوا وصفقوا وصفقوا, ثم أنحنوا كي تسحقوا!
لتحل اللعنات على كل أفاق كاذب, يهتف بشعارات زائفة نهاراً, ويناقض نفسه ليلاً, اللعنة على السياسة, وأشباه الساسة, وعلى أصحاب المناصب والكراسي, من المهرجين ذوي الوجوه الملونة, والضمائر المتسخة, والنفوس المريضة, اللعنة على مشاريع الإصلاح التي ترفع شعارات, في مقدمتها خدمة الفقراء, بينما تسخر لصالح نكرات, يستعبدون الفقراء, اللعنة على دعاة الحق الزائفين, الذين يناصرون الباطل, وينصفون الظالم على حساب المظلوم.
إنه سيرك كبير, يصبح فيه الجلاد ضحية, والفاسق خليفة, وشارب الخمر أميرا ً للمؤمنين, وأبن بنت النبي (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) خارجي, والمقتول ظلماً مجرم وقع عليه القصاص, بينما القاتل صاحب حق! والعفيفة ترشق بالحجارة,  بينما وريثة مرجانة ينحني, لها الجميع إجلالاً وإحتراماً, إنه سيرك يؤدي فيه كل , مهرج دوره ببراعة, أقطعوا تذاكركم  وأحجزوا, أماكنكم فالعرض مازال مستمراً.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/28



كتابة تعليق لموضوع : مستقبل العراقيين في زمن المهرجين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net