صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الفاتك والمفتوك به!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

القِوى الفاعلة في الأرض وعلى مرّ العصور , تتحرك وفقا لمعادلة الصيرورة الأقوى , وهي تمضي محكومة بالإمساك بمصادر الطاقة بتبدلاتها مع الزمن.
ولا توجد قوة في الدنيا لا تسعى إلى مصالحها , وإمتلاك ما ينمي قوتها وهيمنتها على حركة الآخرين من حولها.
ونهر الصراعات الأرضية مبعثه البحث عن القوة , بكل ما تعنية وما يتصل بها من مصادر ومفردات.
وهذا يعني أن القوى القائمة في الحياة تتحرك وفقا لمخططات مرسومة , للحصول على ما تريده من عناصر القوة.
ومخططاتها هذه تسمى مؤامرة أو تدخل بالشؤون الداخلية , من قبل القوى أو المجتمعات المُفترَسة أو المفتوك بها.
ومن الغريب أن بعض المجتمعات المبتلاة بالإفتراس المتواصل , قد سجنت نفسها وحصرت تفكيرها في دائرة مفرغة تسمى "المؤامرة",  وأكدت عجزها عن الخروج من هذا المأزق التفكيري والتفاعل التدميري للوجود الحي لها.
بمعنى أن المجتمعات المُسْتهدَفة قد تحولت إلى طاقات مضادة لوجودها , ومعززة لإرادة القوى الهادفة لإفتراسها.
وما يدور في تلك المجتمعات أنها تستلطف دور التواجدعلى مائدة الإفتراس الحضاري اللذيذ لإنشغالها بإتلاف ذاتها وموضوعها.
وتجهل قدرات التفاعل البقائي وتنمية القوة والقدرات الذاتية , لأنها لاتريد أن تواجه نفسها وتعترف بضعفها , وفقدانها لمهارات صيانة مصالحها ورؤية مستقبلها , والإستعداد للتفاعل الإيجابي مع أبنائها , للحيلولة دون التواصل في كونها مادة يتم تصنيعها بأدوات وأيادي المفترسين لها.

وأن عليها أن تنفض غبار ضلالها وتجهيلها , وتتخلص من إنفعالاتها السلبية المحققة لإرادة الآخرين.
وهذه المجتمعات عندما تتحدث عن المؤامرة تبدو مُضحكة وساذجة في نظر الآخرين , وكأنها لا تعيش في الأرض وإنما في كوكب آخر لوحدها وحسب.

فهل ستستيقظ تلك المجتمعات من غفلتها ونومها الحضاري الأليم , الذي تسبب في نزيفها القاسي المرير , وتدرك أنها يجب أن تعي مصالحها وتعمل بكل ما فيها من طاقات وقدرات لوضع الخطط والمشاريع اللازمة لتأكيد المصالح الوطنية.

وأن تتآمر من أجل مصالحها!!!

د-صادق السامرائي
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/29



كتابة تعليق لموضوع : الفاتك والمفتوك به!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net