صفحة الكاتب : منتظر الصخي

دور المعارضة والصراع من أجل البقاء
منتظر الصخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هناك عدة مفاهيم سائدة لدى بعض النخب المجتمعية، أنه لا يختلف إثنان في تشكيلات الأحزاب السياسية، فهي متعدده بشكل كبير؛ منها الأحزاب الإسلامية  والتي تجمع بين الدين والسياسة وترفض مبدأ الفصل بينهما، وأيضا هناك الأحزاب الليبرالية التي ترفض الجمع بين الدين والسياسة  وتذهب أحيانا إلى محاربة الإسلاميين .
كما إن هناك صنفا يدعى بالأحزاب القومية التي تتخندق إلى قوميتها وتعمل على إقصاء بعض شرائح المجتمع التي تختلف بقوميتها، ويتصدر الفهم في بعض الأحيان لدى شريحة واسعة من المجتمع إن العمل السياسي وسيلة للوصول إلى هرم السلطة والتصدي للحكم .
مما يلحظ في الواقع السياسي في العراق، إن جميعها أيام معارضة حكم صدام، توحدت في خندق واحد من أجل الإطاحة به، إن كان على الصعيد السياسي أو العسكري، رغم إختلاف الأيديولوجيات والأفكار التي تتبنها هذه الأحزاب .
منذ سقوط النظام البائد وطي هذه الصفحة للأبد، أنفتح العراق على حياة جديدة خالية من الديكتاتورية، وبعد هذا الإنجاز العظيم، والذي أخذ يتطور شيئا فشيئا،  جميع الأحزاب بمختلف توجهاتها، إنتقلت فجأة من المعارضة إلى المشاركة في إدارة العمل الحكومي، الغريب في الأمر، الكتل السياسية جميعها، إشترك مع بعضها في الحصول على مناصب وزارية داخل الحكومة،  تاركة التوجه إلى الدور الرقابي والتشريعي، الذي يمارسه البرلمان، فكان من شدة الصعوبة محاسبة أي وزير أو مدير عام بسبب إنتمائه لجهة حزبية. 
في ظل ما تشهده المرحلة الراهنة، من التخبطات وعرقلة القيام بواجب الحكومة التنفيذي، والعمل على ارجاع المؤسسة التشريعية إلى طريقها الصحيح، بعدما كانت ساحة حرب للصراعات السياسية بدلا من أن يكون مكانا لمراقبة عمل الحكومة وتشريع القوانين التي تخدم الوطن والمواطن .
تصحيح المسار كان أمرا صعبا ولم يكن مستحيلا في الوقت نفسه، لكنهم لم يتمكنوا من ترك المغريات السلطوية، إلا بعض قليل أحس بخطورة إكمال المسيرة في بناء دولة قوية وواعدة، إن أستمر الوضع على حاله، فكان خيار المعارضة الإيجابية هو الحل الوحيد، للرجوع إلى جادة الطريق مرة أخرى، كتلة المواطن كانت الوحيدة التي مارست هذا الدور، بعد أن عمدت للتخلي عن المناصب التي أسندت إليها إبان تشكيل حكومة 2010، كان لها السبق في طرحها عديد من مشاريع القوانين والمبادرات التي تهدف إلى خدمة الوطن والمواطن  .
من جد وجد ومن زرع حصد، بعد الإعلان عن نتائج إنتخابات 2014، أثمرت الجهود التي مارستها كتلة المواطن، بعدما حصلت على 31 مقعدا أي ضاعفت عدد مقاعدها بالكامل 100%، لم تمتلك سوى مبادرات ومشاريع كانت تصب في مصلحة المواطن، في حين من اشترك في إدارة الحكومة، لم يتمكن بتحقيق ما يبتغيه، فبعضهم توقع كسر الرقم القياسي، لكنهم فشلوا فشلا ذريعا بهذا الأمر، رغم إمتلاكهم  السلطة فضلا عن الدعم اللوجستي والفني، وأموال الشعب التي أستغلت بشكل غير قانوني ولا أخلاقي .
كان الأجدر ببعض الكتل، لعب دور المعارضة الإيجابية في البرلمان، بدلا من المشاركة  في الحكومة، لكي يقوم مسار الحكومة إن انحرف عن جادة الطريق، فمفهوم المعارضة لابد من ترسيخه بشكل جيد،  ليتقبل جميع الساسة النتائج وبدون أي مشكلات .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر الصخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/30



كتابة تعليق لموضوع : دور المعارضة والصراع من أجل البقاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net