صفحة الكاتب : علي محمود الكاتب

من حقنا الكثير يا غزة
علي محمود الكاتب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لأننا في غزة هاشم تلك المدينة المنكوبة  ، من طائفة البشر فلازال الأمل يداعب عقولنا وأفئدتنا ،أن يطل علينا يومً تشرق فيه شمس دافئة وحنونة ، دون أن نهاب القادم أو نخشى على مصيرنا وأرزاقنا ومستقبل أطفالنا ، من حرب قادمة بعد عام أو عامان أو أكثر ، وأن نمتلك الصبر والقدرة على تضميد الجراح بخطى ثابتة بعد عدوان صهيوني ضروس دمر الأخضر واليابس ….

ومع عشقنا لفكرة الأمل في الحياة ، فلازال أبناء وطني غارقون في حلمهم الأكبر نحو تحقيق الاستقلال والحرية وضمان عيشة كريمة للإنسان الفلسطيني تزيح من ذاكرتنا تلك المشاهد المقززة والناس يصطفون في طوابير وكالة الغوث والجمعيات الإنسانية التي أصبحت يوم بعد يوم أطول من جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل !

نعم هو الحلم أن نرى هذه البقعة المنكوبة من تراب الوطن وهي بهية ، ترتدي ثوب الكرامة المطرز بعزة النفس دون أن يحيا أبناء وطننا وللأبد تحت سوط المزلة والتسول والمهانة المحمولة على سفن وشاحنات فك الحصار الدعائية والقادمة من أقاصي الأرض !

من حق أبناءنا أن يحلموا بالمستقبل الباهر والعيش الكريم الذي دفعنا لأجله أثمان غالية ونحن نسير على درب النضال ، ومن حقهم أن ينالوا أمانيهم على تراب الوطن وليس خارجه وبدلا من عدوهم  وراء سراب الهجرة واشتغالهم بوظائف مهينة بدول ما وراء البحار ، أو أن يقضوا نحبهم فوق سفن تجارة الرقيق الأبيض غرقى في مياه ليست مياهنا وقبور ليست قبورنا، مجهولة لا نستطيع حتى رثائهم فوقها كلما حل عيد !

ولان الأحلام كبير ولان الإنسان الفلسطيني مثله مثل سائر البشر ، على قيادتنا أن تعي ان من هاجر لم يهاجر بحثا عن الترف أو للتجوال السياحي أو حتى لتحسين ظروفه المالية، بل خرج يائساً مقتول الفكر محطم الآمال ، تملكه الشعور بأنه بوطن يهين كرامته ويقتل طموحه وأنه رغم أنفه غارقً في أتون صراع داخلي لا ينتهي ، هو وآخرين كثر من جيله وقود رخيص لمشعلي نار الأنا  !

من حق شعبنا أن يغضب وأن يصرخ وقتما يشاء وبالطريقة التي يراها مناسبة ، أسوة بكل شعوب الأرض وأن يقول للمخطئ أنت مخطئ دون خوف أو رهبة وأن يشير بكل أصابع يديه لمن كانوا سبب في الشقاق ومنبعاً للنفاق !

من حق شعبنا أن يختار من يقوده من شرفاء هذا الوطن ليصلوا به الى بر الأماني والأمان  فلعلهم يحققون ما عجز البعض طواعية وبمكر ودهاء عن تحقيقه حين أغرتهم المناصب والسيارات الفارهة وأصبحوا بين ليلة وضحاها من أصحاب الملايين فرحوا يدوسون أمانينا دون أن يرمش لهم جفن  !


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محمود الكاتب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/04



كتابة تعليق لموضوع : من حقنا الكثير يا غزة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net