صفحة الكاتب : صلاح نادر المندلاوي

معارض لتبذير الأموال
صلاح نادر المندلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المعارض في جميع دول العالم   الأقليمية والأجنبية تمتاز بالتخطيط السليم والأ هداف الهادفه الى تطوير الأقتصاد الوطني والمعارض عبارة عن أمكنه   خاصة يتم خلالها دعوة الشركات المحلية والعربية والعالمية للمشاركة في المعارض الاختصاصية او الشاملة  لعرض منتجاتها   ففضلاً عن التعريف بالمنتجات والتقاء المستثمرين لأن   المعارض تمثل دخلاً سياحياً وفرص عمل دائمة ومؤقتة بالإضافة إلى الإيرادات المرتفعة للمنظمين والدول المحتضنة أما في العراق فالوضع مختلف جدا لأن المردودات المالية قليلة اضافة الى افتقار المعارض الى توفير فرص العمل للشركات العراقية المتخصصة  والافراد ويكون تنظيم جميع المعارض دون دراية ومعرفة وخدمة المؤسسات الحكومية او التابعة الى قطاعات المختلط والعام والخاص وانما تنظم هذه المعارض لغرض الدعاية والاعلان فقط !!! وهذا ما لمسته شخصيا اثناء حضوري للمعارض التي تقام في العاصمة بغداد أو المعارض في المحافظات منذ سنوات خلت ويمكن أن نضع هذا الموضوع في خانة الفساد الاداري لأن الذين ينظمون هكذا معارض يصرفون الاموال من الميزانية السنوية العامة سواء من قبل الوزارات او المؤسسات الرسمية الاخرى بحجج وذرائع اولدعم الاقتصاد الوطني والحقيقة المرة هو أننا كأعلاميون عندما نحضر احتفاليات الافتتاح لتلك المعارض نجد البضائع والاجهزة المعروضة عبارة عن مواد وبضائع يتم استيرادها من قبل المستورديين والتجار العراقيين ضمن القطاع الخاص وهذه المعارض فرصة لاتضاهيها من فرص  للجهات القائمة على المعارض لغرض الحصول على مبالغ الايفادات والاقامة في الفنادق الفخمة وتغيير الجو  !! بعيدا عن الدوائر والمنغصات والروتين اليومي الممل هذا ما أكده لي العديد من المشرفين على اجنحة الوزارات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص .. 
     وبالتالي ادى الى امتعاض الجمهور من الزائرين لانهم لايجدون ما يحلمون به من اطلاع على اختراعات أو الحصول على عقد معين لأستيراد أو تصدير  مواد  او أجهزة او مكائن وانما يكون في الغالب احتساء الشاي في الاكشاك الدعائية     كشاي محمود او التفاحة او احمد وعصائر النادر ويافا المفقودة في الاسواق العراقية اصلا !! والمشاركات هذه تكون بشكل  هزيل لأن   المعروضات عبارة عن السيارات التي تستوردها الشركة العامة للسيارات والمكائن أو عرض السجاد اليدوي و الحنفيات والاغطية البلاستيكية وانواع من التمور العراقي المغطى بالجوز واللوز والسمسم وادوية مصنع سامراء وخاصة عرض ادوية (البارسيتول) الماركة المسجلة بأسم الشركة والملابس الداخلية لشركة الصناعات القطنية وعرض مشاريع أمانة بغداد عبر صور فوتغرافية والفلكس لصور حدائق ونافورات ونصب وتماثيل قديمة    كالنواعير ونصب الكهرمانه وتوزيع الحلويات والاقلام والبوسترات والمفكرات والحقائب اليدوية بشكل باذخ لان الاموال من تخصيصات الوزارة أو الامانة ولاداعي للبخل ..!!على المواطنيين ما دام  الآموال من نقود التخصيصات المالية ضمن الموازنة العامة لعام (2011) والبالغة أكثر من (96) تريليون دينار عراقي للموازنه الاتحادية والذي استوقفني في هذا الموضوع عدم  التفكير السليم لتنظيم المعارض بشكل يوازي المصروفات  لآقامتها لأننا مثلا بحاجة الى تنظيم معارض للأعمار والبناء وأكساء الشوارع واستيراد مفردات البطاقة التموينية عبر المشاركات الفاعلة للشركات الاجنبية والعربية المهمة لا خلال مشاركات بائسة لشركات غير معترف بها حتى في بلدانهم الاصلية فكيف تم استضافتهم للمشاركة في معارضنا هذا ما يجب ان يتبادر الى ذهن الاجهزة الرقابية لان البعض من الوزارات والمؤسسات الحكومية تبذر الاموال بشكل غير مألوف ومن ثم يطلقون شعاراتهم الرنانة عبر وسائل ا لآعلام يشكوالمسؤليين  من قلة التخصيصات المالية ضمن الموازنة العامة  ويعتبرون  هذه المسألة المهمة  تقصير حكومي في حين  أن الحكومة تعمل على توفير الاموال اللازمة والارضية الخصبة لتنظيم المعارض لدعم الاقتصاد العراقي لكن للأسف البعض من الذين يقودون دفة بعض المؤسسات الحكومية  غير مناسبين لتولي هكذا وظائف كبيرة  وانما المحاصصة الحزبية هي التي جعلتهم يديرون هكذا مؤسسات     فمثلا ما الداعي في أقامة معرض دولي  للزهور في بغداد وصرف الاموال بملايين الدولارات لأقامة هذا المعرض   واغرب ما سمعته من مسؤول أثناء حضوري لآفتتاحية المعرض حينما قال  يأتي هذه التظاهرة الاقتصادية  لغرض تطوير الواقع الزراعي في العراق  !! وبما أنني لست متخصصا بالعلوم الزراعية لكنني املك معلومات كافية حول الزراعة كونني من القاطنيين في اشهر مدينة زراعية منذ الصغر وحتى الأن (مدينة مندلي ) وبمعنى انني لدي خبرة  كافية في هذا المجال لكنني لم اسمع عن تطوير الواقع الزراعي عن طريق زراعة الزهور !!وهنا أود أن يجيبني السيد المسؤول عن أهمية زراعة الزهور لتطوير الواقع الزراعي في حين أننا نستورد الطماطة والخيار والفلفل والرقي والبطيخ وحتى البرتقال والبذ نجان من دول الجوار بالله عليكم اعزائي القراء.   ألايثير هذا التصريح الضحك في نفوسكم ؟؟  والمشكلة   بأنه وخلال  الاسبوع الماضي تم أقامة ثلاثة معارض الاولى للكتاب للفترة من (15-22)من نيسان الحالي والثانية للزهور والثالثة للمستلزمات الكهربائية ومواد البناء في محافظة البصرة و لم يتم استضافة كما نوهت في بداية هذه السطور  كبرى الشركات العالمية أو العربية وأنما تم التعاقد مع أحدى الشركات المصرية المتخصصة لأقامة المعارض لتأمين الشركات والوفود والاشخاص للمشاركة في المعارض في العراق وهذا ايضا ما  يجب  التقصي عنه    بعد أن كشفه احد مسؤولي وزارة التجارة لي قبل فترة لان الاليات والضوابط لأقامة المعارض يحتاج لدراسة وافية و وفق اليات سليمة وقانونية والاهم من ذلك المصلحة العامة للبلاد عبر اشراك شركات فاعلة لبناء البلد وليس عبر تنظيم معارض للزهور والصور الفوتغرافية ووضع الفلكسات التعريفية على جوانب الطرق لغرض الدعاية والاعلان وصرف الملايين !! واظها العضلات بأن   الجهة الفلانية تعمل من اجل العراق وتنظم المعارض بشكل هزيل وعندما اتحدث عن نوعية المشاركات كونني اتعاون اعلاميا  مع وزارة التجارة وخاصة شركة العامة  المعارض  و امانة بغداد بشكل واسع و من الضروري أن اقوم بطرح السلبيات التي شخصتها لتتحول عمل جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية وخاصة هيئة الاستثمار الوطني كونها الجهة المهتمة بالاستثمار لاننا  نحتاج للأستثمارويجب ان نستثمر  أفكارنا و اموالنا وقدراتنا وشهاداتنا لخدمة البلاد والعباد و الابتعاد عن المشاركات الخارجية لانها لاتغنينا ولاتقدم شيء يذكر لنا فمثلا ما فائدة المشاركات  ادناه لتطوير الاقتصاد الوطني :
دورات القادة الاعلاميون في الاردن – دورات الحاسوب والمكتبة الرقمية -  ورشة عمل لتأهيل منظمات المجتمع المدني – دورة طريقة الرسم على الزجاج – دورة كيفية تشكيل و تنسيق الزهور بالورق الصحي – بالاضافة الى المشاركات البائسة في معارض الكتاب في دول العالم والاحتفالات الشعرية – ومعارض الكتاب – وهنا أود أن أوضح مسألة مهمة بأنني لست ضد أقامة  معارض الكتب أو الزهور او الاحتفالات الثقافية معينة لان المشاركات الخارجية يدل على عمق اصالتنا و عراقة تاريخنا ومدى ثقافتنا  ويجب ابرازها  لعموم العالم و لكن يجب ان يتم تأجيل موضوع المشاركات الى اشعار اخر ولحين استقرارنا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا   وحال   الانتهاء من الأمور الجوهرية لتطوير البنى التحتية وانجاز المشاريع المهمة لخدمة الشعب وعند الانتهاء من تلك النشاطات لخدمة  المجتمع نتفرغ فيما بعد لأقامة معارض للزهور والكتاب والدجاج المقلي واكبر كيكة بالعالم واجمل  ابتسامةوافضل شاعر شعبي واجمل صوت غنائي واطول كعكة ....لأن دول العالم شرعت بتنظيم هكذا معارض واحتفالات بعد أن اعطوا للشعب حقوق المواطنة الحقيقية لا عبر الشعارات فقط  ..!!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح نادر المندلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/23



كتابة تعليق لموضوع : معارض لتبذير الأموال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net