هل يمكن دحر "داعش" بوجود هؤلاء ؟
سامح مظهور

للاسف مازالت بعض المرجعيات الدينية والسياسية في المناطق الغربية من العراق ، والتي يمثل السنة اغلب سكانها ، ترفض الاعتراف بالنظام السياسي الجديد للعراق الذي تشكل وفقا لحجم المكونات الاساسية للشعب العراقي، بعد سقوط صنم بغداد في 9 نيسان 2003 الامر الذي جعل اهالي تلك المناطق تعيش ومنذ ذلك التاريخ حالة من عدم الاستقرار ارتدت تداعياتها على مجمل العراق.

تختلف الدوافع التي تدفع هذا البعض من المرجعيات الدينية والسياسية ، الى رفض اي تعاون مع الحكومة في بغداد ، رغم ان الحضور السني كان ومازال قويا في الحكومات المتعاقبة التي تشكلت بعد سقوط صنم بغداد ، ومن هذه الدوافع ما هي طائفية وما هي سياسية وما هي شخصية الا ان جميعها تشترك في عامل في غاية الخطورة وهو العامل الاجنبي المتمثل بالتدخل الواضح  لبلدان اقليمية كبرى تاتي في مقدمتها تركيا والسعودية.

تركيا والسعودية اللتان تقدمان نفسيهما عل انهما حاميتان للسنة في العراق والمنطقة والعالم ، مازالتا تعملان من خلال نفوذهما وما تمتلكانه من امكانيات مالية واعلامية وسياسية ، على دفع الاوضاع في العراق ، من خلال استغلال هذا البعض من المرجعيات الدينية والسياسية لرفض كل الحلول ، الى حافة الانفجار وحتى الانفجار من اجل ضرب العملية السياسية برمتها في العراق .

في هذا البعض من هو مدفوع بالطائفية البغيضة ، ومن هو مدفوع بموقف سياسي رافض لكل ما هو قائم مثل البعثيين والمتضررين من قيام نظام ديمقراطي في العراق ، ومن هو مدفوع فقط بالمال السعودي والقطري والتركي والمال العراقي الذي سرقته عائلة الدكتاتور صدام حسين ، ومن هو مدفوع بالتحريض الاعلامي التابع لهذه الدول ، ويمكن اعتبار ما عرف في العراق ب"ساحات الاعتصام" التي ضمت كل هؤلاء الى جانب حليفهم التقليدي من التنظيمات التكفيرية الارهابية ، التي حولت هذه الاعتصامات الى مراكز لاشاعة الفوضى والدمار بالعراق تحت شعارات بانت زيفها سريعا مثل رفع الحيف والمظالم عن ابناء الاقلية السنية في العراق ، بينما كل افاعيل هذه المجموعات ونتائج هذه الاعتصامات كانت على الضد تماما من مصالح السنة في العراق.

من بين رموز تلك الاعتصامات والتي كانت تحرض الناس على  الفتنة الطائفية ليل نهار وتدعو الى تسليح المعتصمين للدفاع عن اهل السنة ضد الحكومة "الشيعية الرافضية الصفوية الايرانية في بغداد " هو المدعو "الشيخ" حميد الجميلي.

حميد الجميلي هذا يجمع جميع الدوافع التي ذكرناها سالفا ، فهو يرفض النظام السياسي برمته ، ولا يعترف بالعملية السياسية والا بالحكومة والا باي مرجعية عراقية اخرى سوى المرجعيتين التكفيرية والبعثية ، والطامة الكبرى ان الجميلي ركب موجة الاحداث في المناطق الغربية في العراق واصبح خطيبا في احدى مساجد مدينة الفلوجة وهو مسجد المرسلين  ، ومن على منبر صلاة الجمعة يبث سمومه في قلوب وعقول اهالي المناطق الغربية من العراق ، ويتلاعب بمشاعرهم دون ان يقول صراحة ما الذي يريده بالضبط ، فهو يريد ان يحول شباب المناطق الغربية للعراق الى حطب لنار اشعلتها قوى اقليمية لا تريد خير العراق واهله ، ويمكن تلمس ذلك وبشكل واضح من خلال موقفه من الحكومات العراقية المتعاقبة وخاصة حكومة الدكتور حيدرالعبادي ، ففي الوقت الذي لم يتسلم الدكتور منصبة كرئيس لوزراء العراق الا منذ فترة قصيرة جدا ، حتى ان الرجل لم يكمل بعد تشكيل حكومته ، بينما "داعش" وباقي التنظيمات التكفيرية والبعثية تعيث في ارض الرافدين فسادا لاسيما في المناطق الغربية والشمالية الغربية من العراق ، نرى الجميلي يترك كل جرائم هذا التنظيم الارهابي التكفيري ويشن هجوما خبيثا وظالما على رئيس الوزراء العبادي في خطبة صلاة الجمعة 3 تشرین الاول / اکتوبر في مدينة الفلوجة 3، ویتهمه ب"إبادة اهل السنة"!!!.

ومن بين ماقاله الجميلي في خطبته :"الامر أصبح واضحا فهو ( اي العبادي) يكمل مشروع التحالف مع دول الارهاب امريكا وإيران والدول العربية لإبادة اهل السنة والجماعة... وان القصف لا يزال مستمرا على الأبرياء في الفلوجة والكرمة والرمادي".

و وصف التحالف الدولي لمحاربة "داعش" بانه " تحالف الشر والارهاب " ، وقال: ان "اهداف تحالف الشر والارهاب هي قتل أكبر عدد ممكن من اهل السنة والجماعة وذبح الاطفال والنساء وتدمير منازلهم وتفجير محالهم وسياراتهم"!!!.

هذه العبارات التي تفوه بها المدعو الجميلي تكفي للوقوف على المنطلقات الفكرية التي ينطلق منها ، فهي ذات المنطلقات التي تنطلق منها عصابات "داعش" واخواتها ، بل ان امثال الجميلي في العراق هم اخطر من "داعش" بكثير ، فلولا وجود امثاله لما تمكنت "داعش" ولاغيرها من التنظيمات التكفيرية ان تجد لها موطىء قدم في المناطق الغربية من العراق ، فهؤلاء هم من غرر بالكثير من ابناء هذه المناطق لاحتضان افاعي "داعش" والتكفيريين.

ان اتهام الجميلي للدكتور العبادي ب"ابادة اهل السنة" في العراق ، يكفي للكشف عن حقيقته والذي لا يهمه الا تنفيذ اجندات قوى اقليمية تسعى لخراب العراق وتشتيت اهله وشرذمتهم ، في مقابل التنفيس عن احقاده والحصول على بعضه الاف من الدولارات.

هنا تُطرح عدة اسئله نفسها على كل عراقي ومنها، ترى كيف يمكن طرد "داعش" والمجموعات الارهابية والتكفيرية من العراق ولاسيما من المناطق الغربية ، مع وجود اشخاص من امثال الجميلي؟، اليس امثال المدعو الجميلي هم اخطر من "داعش" ؟، الا يجب القضاء على من يشرعنون جرائم "داعش" ويبررون وجودهم في العراق اولا ومن ثم محاربة "داعش" ؟ ، الا يجب ازالة الغطاء الذي يتستر تحته "داعش" ، وهم الجميلي وامثاله ، قبل فعل اي شيء ؟.

ان كل فعل عسكري ضد "داعش" لا يمكن ان يحقق اي نتائج على الارض مادام الجميلي وامثاله ينبرون لتجريمه وتكفيره و وصف الجهات التي تنفذه ب"الكفرة و المرتدين والصليبيين" ، لتبقى هذه العصابات الاجرامية تعيث بارض العراق فسادا ، وان مهمة التصدي لمشايخ الفتنة وعبدة الدولار ، هي من مسؤولية ابناء السنة الشرفاء في المناطق الغربية ، الذين عانوا اكثر من غيرهم بسبب وجود هؤلاء.

 

المصدر شفقنا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامح مظهور

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/05



كتابة تعليق لموضوع : هل يمكن دحر "داعش" بوجود هؤلاء ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net