صفحة الكاتب : د . محمد ابو النواعير

داعش: بين الحمل والولادة!
د . محمد ابو النواعير

  بَنى الإسلام السني الجهادي نظريته السياسية المعاصرة, إنطلاقا من الدور الغربي في إقصاء آخر الخلفاء العثمانيين, ومنذ ذلك الوقت, يرى الإسلاميون والجهاديون أن مشروعهم أنما يقتضي إعادة احياء الخلافة الإسلامية, وجعلوا ذلك خطوة مهمة جدا في سبيل استعادة أمجاد وتطلعات المسلمون الأوائل, في العصر الذي تلى النبي محمد ص.

   الجانب الثاني والمهم في عقيدة الإسلام السني, والتي حاولت من خلاله بناء منظومتها العقدية والفكرية, هو مواجهة تحديات الغزو الثقافي العقائدية والسياسية, التي أدت الى تفرق المسلمين وهوانهم ! وهذا ما جعل مشروع احياء الخلافة الإسلامية, أمرا مهما في أدبيات الإسلام السني, حيث كانت تلك المنظومة الدينية, تنظر الى أهمية اقامة نهضة روحانية في عموم أراضي المسلمين, امرا مهما يجب أن يسبق إقامة دولتهم المزعومة؛ فكان للتبليغ الوهابي المدعوم بأموال هائلة من دول الخليج, أثرها في تربية وتنشأة أجيال كثيرة في دول العالم الثالث الفقيرة.

   الجيل الجديد الذي مثله أسامة ابن لادن, يمثل الثمرة الأولى لهذا المشروع, ببعد عسكري ناجح نوعا ما, مكنهم من امساك الأرض في بعض المناطق, من خلال الترهيب والترغيب. ثم جاء الجيل الثالني, وهو جيل دولة العراق الإسلامية, والتي تزعمها " أبو عمر البغدادي", والذي نصب نفسه خليفة للمسلمين.

الجيل الثالث, وهو الأخطر, وهو جيل الدولة الإسلامية في العراق والشام(داعش), جاء بأدبية جديدة, وهي أدبية المواجهة العسكرية والظهور العلني, وقيادة معارك تصادمية نظامية مع الجيش العراقي, ولا نعلم ما تخبأه لنا الأيام, من إنشطارات وولادات هجينة لهذا المسخ الملتحف بالسنة النبوية, والسنة بشطريها (التعاليم النبوية, والكتلة البشرية) منه براء.

   الملفت للنظر في هذه التنظيمات, هو أنها تجد دوما ضالتها من المؤيدين, والذين هم في أغلبهم منبوذين اجتماعيا وفاشلين حياتيا؛ إذن هذا الفكر الضال يجد دوما بيئة بشرية جاهزة لإستهلاك تعاليمه, وهذه البيئة تنمو وتتكاثر بفضل فايروس القهر الإجتماعي؛ ما نحتاجه وتحتاجه كل المجتمعات, هو إعادة نظر في كيفية إحتواء وإنصهار هؤلاء الفاشلين, لكي لا يكونوا حطبا لنارٍ ترتد بشررها على نفس المجتمعات.

   إذن : نحن (كمجتمعات) نكون عادة جزءا مكوناً وأساسيا في تنشأة الإرهاب.

إلى ذلك وددت التنويه !


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . محمد ابو النواعير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/10



كتابة تعليق لموضوع : داعش: بين الحمل والولادة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net