صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

انعكاسات التلاميذ المهنية والنفسية على كتابة الاناجيل
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يترك موسى اثرا نفسيا على ما قام بكتابته من التوراة فلم تنعكس اي من مزاياه النفسية واعماله على التوراة ، فموسى بما انه كان مهندسا معماريا على عهد فرعون ثم راعيا للاغنام عند كاهن ميديان يثرون، لم نر ذلك بين ما دوّنه ابدا. بل ان كتابه المقدس حفل بالاحكام الشرعية والاجتماعية وغيرها.
 
وفي القرآن ايضا لم نر اي أثر لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم من ناحية اعماله التي عملها مثل التجارة ورعي الاغنام وغيرها من أعمال بل ان القرآن حفل بقصص الماضين والاحكام الشرعية والاجتماعية والسياسية ولاقتصادية وغيره. 
 
ولكن عندما قمت بدراسة نفسية لاحوال كتبة الاناجيل (متى ، مرقس ، لوقا ، يوحنا ، وكذلك بولص) وتأملت فيما كتبوه فوجدت الأعاجيب التي لربما لم يلتفت إليها أحد من قبل. 
 
وجدت أن من دوّن هذه الأناجيل ترك أثرا واضحا فاضحا لما كان يقوم به من اعمال وبانت وظيفة كل واحد منهم بين ثنايا هذه الكتب (فبائع السمك والصياد ، والطبيب ، وبائع الخمر ، والمنجّم) تركت وظائفهم واعمالهم آثار واضحة ، وكأن هذه الكتب انعكاس لشخصياتهم او هي كتب دعاية وترويج لما يقومون به من أعمال ، وسبب ذلك أن من دوّن هذه الأناجيل هم من العاميين الجهلة الأغبياء العديمي العلم بشهادة تلك الكتب نفسها . فيقول في أعمال 13:4: ((فلما رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا، ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم وعاميّان، تعجبوا )).
 
وكذلك كاتب الرسائل الشهير بولص كان يصف نفسه بأنه شبه أعمى ومصاب بالصرع وغبي وعامي كما جاء في كورنثوس حيث يصف نفسه : ((ليتكم تحتملون غباوتي قليلا وان كنت عاميا في الكلام)) رسالة بولص إلى كورنثوس الثانية الإصحاح 11 : 1 ـ 8 .
 
وهكذا فإن بقية كتبة الأناجيل انعكست شخصيتهم ومهنهم وأعمالهم على ما كتبوه من مذكرات.
 
فأحدهم كان طبيبا فجاء انجيله مشحون بمعجزات شفاء المرضى وابراء الابرص والاعمى والمجنون والمصروع والعرج والمقعدين ومعالجة نزف الدماء . فانعكست مهنته في ما دونه من مذكرات.
 
وكاتب آخر كان جابيا للضرائب فنرى إنجيله امتلأ بمسائل الاقتصاد والمال حيث أمر الناس فيه ان يعطوا الجزية لقيصر وأن يؤدوا ما عليهم من ضرائب للدولة ، ووضع ذلك على لسان السيد المسيح.
 
وكاتب آخر كان صيادا للسمك ، فامتلأ إنجيله بمسائل الجوعى ومعجزات اطعام آلاف الجائعين من (سمكتين) حيث اعتبر ذلك معجزة للمسيح ، فصائد الأسماك هذا لم يتخلى عن عقليته حتى في تدوينه لمذكراته فرغب أن يُخلّد مهنته فجعل الاسماك من معاجز المسيح الكبرى.
 
والكاتب الآخر كان خمّارا يبيع الخمر في أحد الحانات ، فنرى تاثير ذلك على إنجيله حيث نرى معجزة صنع عيسى لسبع أجران من الخمر الصافي المعتق الذي أعجب القائد الروماني فقال : ((لماذا تقدمون الخمر الردئ في بداية الحفل وتتركون الخمر الجيدة إلى آخر الحفل)) . فهذا الخمّار حاول أن يُخلّد مهنته فجعل معجزة السيد المسيح الكبرى صنعه لسبع أجران من الخمر المعتّق الجيد وأنه في ليلة الوداع سقى تلاميذه الخمر ضاربا مثلا بدمه.
ويوحنا كان معبرا للأحلام وعرّافا . فجاء كتابه قطعة واحدة على شكل رؤيا رآها في المنام ودونها بعشرات الأوراق فأعتمدها الجماعة على أنها كتاب مقدس موحى به من قبل الروح القدس عن طريق المنامات . 
 
وبولص شاول صاحب أكبر الأناجيل الذي يعترف في رسائله بأن ما كتبه هو مجرد آراء يراها هو وليس الله وأنه يظن ان الله حلّ فيه كما يقول في رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 40 ((بحسب رأيي. وأظن أني أنا أيضا عندي روح الله)).
 
كان بولص يتراسل مع اصدقائه في المدن البعيدة فيبعث لهم الرسالة تلو الأخرى فجاء القوم وجمعوها على أنها إنجيلا خامسا مقدسا ، ولا أدري أين يذهبون بقول بولس الذي يوصي به صديقه بأن يجلب معه ملابسه التي نساها فيقول : (وسلام يا صديقي وأن لا تنسى أن تمر على اخي وتجلب معك ملابسي التي نسيتها عنده).
فبولس يكتب رسائل لاصدقائه ويرسلها بيد الناس كما يذكر ذلك في رسائلة مثل قوله : (( سلموا على هيروديون نسيبي ، يُسلم عليكم تيموثاوس العامل معي ، ولوكيوس وياسون أنسبائي ، يُسلم عليكم أراستس خازن المدينة ، يُسلم عليكم لوقا الطبيب ، يُسلم عليك أولاد أختك وسأجيء إليكم متى اجتزت بمكدونية، لأني أجتاز بمكدونية. وربما أمكث عندكم أو أشتي)). (1) 
 
بالله عليكم هل هذا كلام وحي؟! فجاء القوم وجمعوا هذه الرسائل فجعلوها إنجيلا موحى به من قبل الله يتعبدون به.
ثم يأتيك مجموعة من المتنطعين الجهلاء فيفتتحوا الفضائيات لكي يوجهوا نقدهم للقرآن ولنبي القرآن ولرب القرآن. وهم بذلك يحاولون التشويش على الناس لكي لا يلتفتوا إلى عورات الكتب المقدس وفضائحها مما لا حصر له امثال رشيد المغربي و روبي قعوار وزكريا بطرس ومصعب حسن يوسف الجاسوس الفلسطيني الذي تسبب في قتل الكثيرين من ابناء وطنه ، ولما تم اكتشافه من قبل اجهزة السلطة الفلسطينية اعتنق المسيحية وهرب ، ثم افتتح مركز اذاعي لذم الاسلام والمسلمين، وامثال هكذا نماذج لا تفقه الألف من الباء . 
ـــــــــــــــــــــــــ 
1- رسالة يوحنا الرسول الثانية 1: 13 و رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 16: 21

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/10



كتابة تعليق لموضوع : انعكاسات التلاميذ المهنية والنفسية على كتابة الاناجيل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net