فعالیات الیوم الأول لمؤتمر العمید العالمی بالعتبة العباسیة

من رحاب العميد أبي الفضل العباس ووسط حضورٍ لشخصياتٍ دينية وأكاديمية من داخل وخارج العراق، غصت به جنبات قاعة الإمام الحسن في العتبة العباسية، انطلقت صباح اليوم الخميس فعاليات مؤتمر العميد العلمي العالمي الثاني تحت شعار (نلتقي في رحاب العميد لنرتقي) وبعنوان (إدارة أزمة المصطلح من الخلاف إلى الاختلاف).

 افتتاح المؤتمر

واستُهلّ حفل الافتتاح بآياتٍ من الذكر الحكيم وكلمة للجهة الراعية للمؤتمر -العتبة العباسية المقدسة- ألقاها أمينها العام سماحة السيد أحمد الصافي، والتي بيّن فيها بعد تقديم الشكر والامتنان لكلّ من ساهم بانعقاد هذا المؤتمر بدورته الثانية، جاء فيها: "أهلاً وسهلاً بكم وأنتم في ضيافة العتبة العباسية المقدسة ونحن أيضاً في ضيافتكم فكراً وأدباً وعلماً، ونسأله تبارك وتعالى أن تمتزج الضيافتان معاً حتى نصل الى تطبيق الشعار المبارك الذي رُفِع في هذه الدورة الثانية وهو بالارتقاء، إن شاء الله تعالى يحصل الارتقاء (نلتقي لنرتقي) ولاشكّ أنّ الكلام والفكرة ستكون لكم والفائدة ستكون منكم، حتى نشترك سويةً سواءً كان في تأسيس شيءٍ أو الاستفادة من ماضٍ عتيدٍ عريق نحاول أن نُظهره بحُلّة أخرى ولاشكّ أنّه كلام طيب بل يطيب لنا دائماً أن نجلس مع الإخوة للاستفادة منهم والوقوف على بعض المشاكل التي تعيشها الأمة سواء في هذا الدور أو لعلّها في أدوار سابقة، ولكن لا زالت ظلال تلك المشاكل تحوم حولنا وواقعاً لنا كلّ الفخر والاعتزاز بكم جميعاً، ونسأله تعالى أن تستمر هذه اللقاءات بل حتى أنّ اللقاء بمجرد اللقاء نعتقد أنّ فيه فائدة لأنّه يقرّب المسافات كثيراً".

 وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 

وبعدها كلمةٌ لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية قام بإلقائها مدير دائرة البحث والتطوير الأستاذ الدكتور غسان حميد والتي استهلّها بالشكر والثناء للعتبة العباسية المقدسة على رعايتها لهذا المحفل الأكاديمي في هذا التوقيت وفي ظلّ الأوضاع التي يعيشها البلد، كما قدّم خلال هذه الكلمة استعراضاً مصوّراً لما تقوم به وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال مديرياتها والدوائر المرتبطة بها من جامعات وكليات ومعاهد، من أعمال ونشاطات تخصّ البحث العلمي والطرق والآليات المتبعة في تطوير منهجية الدراسات الأولية للجامعات العراقية والبحوث وكيفية الارتقاء بها وبما يتلاءم والتطوّر العلمي العالمي، كما أشاد بالخطوات الجادة التي خطتها مجلة العميد المحكمة التي تصدر من قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة.

 كلمة اللجنة التحضرية

ثم أعقبتها كلمة اللجنة التحضرية للمؤتمر التي ألقاها نيابة عنهم الدكتور سرحان جفات وبيّن فيها: "إنّه لشيءٌ جميل أن يلتئم هذا الجمع العلمي المبارك مرّة أخرى لمناقشة واحدة من القضايا العلمية الجليلة وهي قضية المصطلح، استشعاراً منّا بأهمية هذا الموضوع إذا ما نظرنا الى المصطلح بوصفه أداةً معرفية ووسيلةَ تفكير وسبيلاً من سبل البحث عن الحقيقة العلمية، مؤسَّساً على أُسسٍ مكينة واضحة المعالم والتوجهات، وبناءً على ذلك تبدو أزمة المصطلح أزمة وجود قبل أن تكون أزمة ثقافة ومشكلة وعي، وإنّ ثقافةً يتداخل الدالّ والمدلول في مصطلحاتها ويحيك ما نتداوله من مصطلحات على الشيء ونقيضه لجديرةٌ بأن تكون مادةً لأقلام أهل البحث والتقصي من الباحثين الجادين الوعاة، إنّ البحث في المصطلح في هذا الوقت العصيب الذي يمرّ به بلدنا وأمّتنا ليس ترفاً فكرياً بل هو رسالةٌ علمية تبتغي التوثيق والتصحيح وإعادة العافية الى نهجنا وأدواتنا في التفكير ومقاربة الأشياء، مستأنسة بفتوى الوجوب الكفائي التي أطلقها المرجع الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظلّه الوارف) التي ابتغت تصحيح النظر الى مصطلحات مثل الجهاد والذود عن الوطن وغير ذلك من المصطلحات التي أُريد لها أن تُلقى في غيابة جُبّ التكفير والتطرّف".

 کلمات الوفود

جاءت بعدها كلمة الوفود المشاركة في المؤتمر قام بإلقائها نيابةً عنهم الأستاذ إدريس هاني من المغرب والتي عبّر في مقدمتها عن فرحته وسروره لمشاركته في هذا المؤتمر، كونه يقام بتوقيت مناسب وينطلق من مكانٍ مقدسٍ، وأضاف: "ونحن نتشرّف لوجودنا في حضرة العميد أبي الفضل العباس(عليه السلام)، هذا الرمز في تراثنا وتاريخنا وأحد رموز الحضارة العربية والإسلامية وجمع منظومة قيمتها، فأخلاق أبي الفضل العباس(عليه السلام) الذي أنكر ذاته في مشهدٍ عظيم وعمل من أجل الآخرين، ولكنه نال الفضل كلّه فكان هو أبا الفضل وأبا القيم في إدارة أزمة المصطلح من الخلاف الى الاختلاف".

 قصيدة شعرية "الدكتور سلطان جاسم

ليستمع بعدها الحاضرون الى قصيدة شعرية بهذه المناسبة ألقاها من سلطنة عمان الدكتور سلطان جاسم، بعدها تمّ عرض فلم وثائقي عن مسيرة مجلة العميد ومؤتمرها وما حققّته.

ليُختتم هذا المحفل المبارك بورقةٍ بحثيةٍ تحت عنوان: (الحوار والجدل بين القرآن والقضية الحسينية) لأحد الباحثين بيّن فيها ثلاثة محاور لمعالجة هذا الموضوع، توزعت على النحو الآتي:

المحور الأول: الحوار ومصاحباته المصطلحية بين اللغة والاستعمال القرآني.

المحور الثاني: حاجة الأمة إلى الحوار.

المحور الثالث: الإمام الحسين(عليه السلام) بين ثوابت الحوار ومتغيراته.

 أعمالُ الجلسات البحثية الأولى

على بركة الله انطلقت مساء  الخميس (14ذو الحجة 1435هـ) الموافق لـ(9تشرين الأوّل 2014م) وضمن فعاليات مؤتمر العميد العلمي العالمي الثاني أعمالُ الجلسات البحثية الأولى له، والتي جرت على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) في العتبة العباسية المقدسة بحضور شخصياتٍ دينيةٍ وأكاديميةٍ وثقافية.

 الدكتور بدرالدين زواقة

وجرى خلال هذه الجلسة التي كانت برئاسة الدكتور عادل زيادة من مصر طرحُ ثلاثة بحوث استهلّها الباحث الجزائري الأستاذ الدكتور بدرالدين زواقة من جامعة بانتة الجزائرية ببحثه الموسوم: (مصطلح الإعلام الإسلامي المقاربة والمفارقة) وبيّن فيه: "أنّ الإعلام مثّل قديماً وحديثاً محوراً أساسياً واستراتيجيةً ونقطةَ انعطاف في دنيا الناس من حيث الدراسات والبحوث التي أُنجزت من جهة، ومن جهة أخرى من حيث وسائله وتقنياته، وكان لهذين البعدين الأثر الأساس والدور الهام في تطوّر شبكة العلاقات الإنسانية والتحكّم في فنون الاتّصال ومهاراته، ودراسة الجمهور وقياسه، والإعلان وأشكاله والدعاية وأنواعها... والإخراج وصنوفه والدراما وآثارها والرقميات وتقنياتها".

وأضاف الباحث: "أنّه من المجالات المهمة والأساسية في الإعلام والاتّصال مهمة التأسيس والتنظير والتعقيد، حيث كان الإعلام مسمى يمارس بمعناه الاتّصال الى ظهور الطباعة التي حوّلت الإعلام من مسمى وممارسة الى اسم وفن وعلم وممارسة، وبظهور الطباعة في الغرب وأثرها على تطوّر تكنولوجيا الاتّصال وفي عصر النهضة الأوروبية التي أسّست للعلم ونظرياته وفرضياته ومناهجه، كان للإعلام والاتّصال الاهتمام الكبير في عملية التنظير والتأسيس، وقد رصده الباحثون الغربيون -في غياب الرؤية العربية الإسلامية لاعتبارات واقعية وموضوعية- من حيث تتبّع ظواهره وآثاره، فظهرت بعض النظريات الابتدائية في فهم سلوك الجمهور تجاه وسائل الإعلام وتطوّرت بحسب الفرضيات الموضوعة والبيئة والظروف".

 الأستاذ الدكتور المساعد حيدر مصطفى
جاء بعده دور الباحث العراقي الأستاذ الدكتور المساعد حيدر مصطفى هجر من جامعة ذي قار كلية الآداب وكان بحثه بعنوان: (مصطلح التفسير وإشكالياته) حيث أوضح فيه: "أنّه لم يختلف اللغويون في معنى التفسير فقد جاء على معنى واحد وهو الكشف والبيان والإيضاح، ولكن اختلف المفسّرون في معناه اصطلاحاً، فبعضهم يعرّفه تعريفاً غير جامع وبعضهم يعرّفه تعريفاً غير مانع، ولأجل التوصّل الى معطيات صحيحة تساعد في معرفة تعريف التفسير وتقييم تلك التعاريف قام الباحث باستعراض مجموعةٍ من التعريفات لمفهوم التفسير عند مجموعة من المفسّرين قديماً وحديثاً، ثمّ قام بتحليل تلك التعاريف، فتوصّل الى مجموعةٍ من المعطيات هي:

1- التفسير علم لأنّه يحتوي على العناصر الموضوعية.

2- التفسير هو استخدام مجموعة من الآليات والقرائن من داخل النص وخارجه.

3- التفسير أسلوب وفن وطريقة عرض للتبيين والإقناع يعتمدها المفسّر في بيان ما تحصل عليه من قناعات للمتلقي.

4- التفسير بوصفه محصّلة للعملية التفسيرية هو ما استقرّ عليه رأي المفسّر بعد البحث التخصصي، فهو على هذا يكون بمعنى اسم المصدر.

وللتفريق بين مصطلحات الشرح والفهم والتفسير وعدم الخلط بينها قام الباحث بتوضيح العلاقة بين الفهم والتفسير وبين الشرح والتفسير بعد أن ذكر المعاني اللغوية والاصطلاحية للفهم وللشرح ومن خلال هذا توصّل الباحث الى أنّ للعلماء اتّجاهاتٍ في بيان العلاقة بين الفهم والتفسير والعلاقة بين الشرح والتفسير.

 الدكتور ستار عبدالحسين جبار الفتلاوي
واختُتِمت هذه الجلسة ببحثٍ حمل عنوان: (إشكالية ترجمة المصطلح القرآني في ترجمات معاني القرآن الكريم الى اللغة العبرية –أسماء السور القرآنية انموذجاً-) للأستاذ المساعد الدكتور ستار عبدالحسين جبار الفتلاوي من جامعة القادسية كلية الآداب، حيث تناول فيه أسماء السور القرآنية وترجمتها في الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم، وقد اختار من الترجمات العبرية الأربعة المطبوعة ترجمتين (الأقدم والأحدث) وهي ترجمة العالم الألماني اليهودي تسيفي حاييم ريكندورف عام (1857م) والعالم اليهودي اوري روبين عام (2005م)، حيث سلّط الضوء في البداية على معنى الترجمة والمصطلح لغة واصطلاحاً، والقرآن الكريم عند اليهود والترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم وإشكاليات ترجمة أسماء السور القرآنية في ترجمتي ريكندورف واوري روبين ودراستها لغوياً، ويتّضح منها أهمية دراسة المصطلح القرآني، فمعرفة معاني أسماء السور القرآنية يساعد على فهم المعنى المطلوب ويختصر المسافة الطويلة في الفهم وإدراك المعنى، ويجنّب الوقوع في الخلاف والشقاق المتوهّم في الترجمة.

وشهدت الجلسة طرح العديد من المداخلات والاستفهامات من قبل الحاضرين، والإيضاحات التي قام الباحثون بدورهم بالإجابة عنها.

 الدكتور سرحان جفات

وقال الدكتور سرحان جفات، إنّه لشيءٌ جميل أن يلتئم هذا الجمع العلمي المبارك مرّةً أخرى لمناقشة واحدة من القضايا العلمية الجليلة وهي قضية المصطلح، استشعاراً منا بأهمية هذا الموضوع إذا ما نظرنا الى المصطلح بوصفه أداة معرفية ووسيلة تفكير وسبيلاً من سبل البحث عن الحقيقة العلمية، مؤسَّساً على أُسسٍ مكينة واضحة المعالم والتوجهات".

وأضاف: "وبناءً على ذلك تبدو أزمة المصطلح أزمة وجود قبل أن تكون أزمة ثقافة ومشكلة وعي، وإنّ ثقافةً يتداخل الدالّ والمدلول في مصطلحاتها ويحيك ما نتداوله من مصطلحات على الشيء ونقيضه لجديرةٌ بأن تكون مادةً لأقلام أهل البحث والتقصي من الباحثين الجادين الوعاة، إنّ البحث في المصطلح في هذا الوقت العصيب الذي يمرّ به بلدنا وأمّتنا ليس ترفاً فكرياً بل هو رسالةٌ علمية تبتغي التوثيق والتصحيح وإعادة العافية الى نهجنا وأدواتنا في التفكير ومقاربة الأشياء، مستأنسة بفتوى الوجوب الكفائي التي أطلقها المرجع الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظلّه الوارف) التي ابتغت تصحيح النظر الى مصطلحات مثل الجهاد والذود عن الوطن وغير ذلك من المصطلحات التي أُريد لها أن تُلقى في غيابة جُبّ التكفير والتطرّف".

وتابع جفات: "لقد كان لمؤتمرنا (مؤتمر العميد العلمي الأوّل) جملة من التوصيات التي سعى القائمون على المؤتمر لتحقيقها، وفي طليعتها أن تكون مجلة العميد من مجلات (IMPACT FACTOR) وقد تحقّق لها ذلك، إذ حصلت أعداد السنة (2012م) على أكثر من ثلاث نقاط، وحصلت أعداد السنة (2013م) على أكثر من أربع نقاط، وهو رقم لم تصل اليه أيّ مجلّة إنسانية من المجلات التي تعتمدها وزارة التعاليم العالي العراقية، بل لم تصل اليه أي مجلّة في أرجاء الوطن العربي، كما أوصى المؤتمرون بأن تكون للعميد شقيقة تعنى بالدراسات العلمية وقد أُنجزت هذه التوصية كذلك، وهي مجلّة تعنى بحقل العلوم التطبيقية الصرفة، كما أوصى المؤتمر بإيجاد تشكيل بحثي يرعى حركة البحث العلمي، وتوجد علائق معرفية بين الباحثين التوّاقين الى اللقاء العلمي مع نظرائهم من الدارسين فكان (مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات) ثمرة كريمة وفرصة علمية مضافة حاولت العتبة العباسية المقدسة أن توفّرها للباحثين والدارسين".

واختتم قائلاً: "يطيب للقائمين على هذا المؤتمر أن يرحّبوا بالسادة الضيوف الحاضرين لفعاليات المؤتمر، فنحن نزداد غنىً بوجودكم معنا ونحن نتكامل مع كل إضاءة منكم، وكيف لا ونحن نؤمن بأنّ (النظر الى وجه العالم عبادة) و (من وقّر عالماً فقد وقّر ربّه)".

 الأستاذ إدريس هاني

کما شهد منهاج حفل افتتاح مؤتمر العميد العلمي العالمي الثاني، والذي أُقيمت فعالياته الخميس (14ذو الحجة 1435هـ) الموافق لـ(9 تشرين الأوّل 2014م) إلقاءَ كلماتٍ لوفودٍ وشخصيات عالمية ومحلّية، ومن تلك الكلمات كانت هناك كلمة للّجنة التحضرية للمؤتمر ألقاها نيابةً عنهم الأستاذ إدريس هاني من المغرب والتي عبّر في مقدمتها عن فرحته وسروره بمشاركته في هذا المؤتمر كونه يُقام في توقيت مناسب وينطلق من مكانٍ مقدّس، ونحن نتشرّف لوجودنا في حضرة العميد أبي الفضل العباس(عليه السلام)، هذا الرمز في تراثنا وتاريخنا وأحد رموز الحضارة العربية والإسلامية وجمع منظومة قيمتها، فأخلاق أبي الفضل العباس(عليه السلام) الذي أنكر ذاته في مشهدٍ عظيم وعمل من أجل الآخرين ولكنه نال الفضل كلّه فكان هو أبا الفضل وأبا القيم في إدارة أزمة المصطلح من الخلاف الى الاختلاف.

وأضاف: "هذا العنوان في الحقيقة يضعنا أمام إشكالياتٍ منها ما شكّل تحدّياً في أوّل تجربة وجودية للإنسان وأنّ الله سبحانه وتعالى علّم آدم الأسماء كلّها قبل أن ينخرط في تجربة الوجود وقبل أن يخضع الى خبرة الوجود في هذه الدنيا، فكان التحدي الأوّل هو تعلّم الأسماء كلّها، ذلك لأنّه في اعتقادنا أنّ المشكلة الفكرية والمعرفية والثقافية هي في أساسها مشكلة مصطلح وإدارة مصطلح وحكمة مصطلح، لأن المشكل الأخلاقي ها هنا يكمن، لأنّ المشكل في المنطق نفسه، لأنّه المعنيّ بالتعريفات والمعنيّ بالأسماء، حتى في التجارب الفقهية والأصولية لابدّ من مداخل مباحث الألفاظ".

مضيفاً: "ها هنا تتحدّد الأسامي وتتّحد الألفاظ وتتحدّد المصطلحات من منطلق أنّ اللغة في حدّ ذاتها التي نولد فيها، نحن أبناء اللغة لأنّ اللغة هي التي تختزل وتلخّص كلّ حكاية الفكر والتجربة الثقافية للإنسان، ولكن المشكلة في المنطق هو أنّهم أخرجوه عن مباحث القيم والأخلاق، هل يمكن أن نتحدّث عن أخلاق في المنطق أخلاق في التعريفات، يعني في مباحث المنطق أيضاً؟ نعم.. هذا ممكنٌ جداً لأنّ الإصرار على المغالطة والمفارقة بكلّ أشكالها كلّها يكمن خلفها، وفي العناد الذي يكمن خلفها موقف لا أخلاقي، وجال الأصوليون في هذا الموضوع وتسامحوا كثيراً حتى أنّهم جعلوا أن القطع حجة في ذاته أيّاً كانت مصادر هذا القطع".

واختتم: "نحن الآن في مورد استيراد المصطلحات أيضاً، نحن في المجال العربي نستورد المصطلحات وعندنا مشكلة مضاعفة، أوّلاً المصطلح وثانياً نقل المصطلح، وعملية نقل المصطلح من ثقافة الى أخرى هي عملية ليست سهلة أبداً إذا استحضرنا أنّ اللغة حتى من وجهة نظر المناهج الحديثة، لأنّ المصطلح يلخّص الثقافة عملية انتقال المصطلح من مجال تناولي الى مجال آخر يترك تصميمات ثقافية ويحدث اختلالاً في البنية الثقافية وهذا يجعلنا أمام حقيقة هو أنّ المصطلح حينما نتبنّاه يجب أن نحافظ على وزنه العربي، لأنّه يجب أن نفرّق بين اللغة الطبيعية واللغة المصطلحية".

النهایة

المصدر: شبکة الکفیل العالمیة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/10



كتابة تعليق لموضوع : فعالیات الیوم الأول لمؤتمر العمید العالمی بالعتبة العباسیة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net