صفحة الكاتب : ابو فاطمة العذاري

وفقه توضيحية بين يدي مصحف فاطمة ( ع ) ....
ابو فاطمة العذاري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله أجمعين لا زلنا نعيش في أجواء شهادة الزهراء سلام الله عليها ونريد ان نسلط الضوء على موضوع مهم يتعلق بهذه الصديقة العظيمة الشهيدة ربما سمع به كثير منكم  ونحتاج الى معرفة تفاصيله أكثر ...
وهو مصحف فاطمة سلام الله عليها هذا المصحف الذي أثيرت حوله الأقاويل الغريبة من قبل مخالفي أهل البيت ( ع ) حتى أنهم اعتبروا هذا المصحف قرآنا غير القرآن الكريم وانه موجود عند بعض الشيعة يخفونه سرا بينهم وهي دعوى باطلة وكل دليلهم الذي اعتمدوا عليه هو أن لفظ المصحف يطلق على القرآن أيضا لذلك قالوا بأنه غير هذا القرآن الكريم المتداول الآن .
لتوضيح الأمر نقول بعد التوكل على الله تعالى :
اولا : أن فاطمة  كانت محدثة دون أن تكون نبية فقد ورد عن أبي عبد اللّه عليه السلام : (... أن فاطمة مكثت بعد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وسبعين يوما, وكان دخلها حزن شديد على أبيها, وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها, ويطيب نفسها, ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها, وكان علي عليه السلام  يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة سلام الله عليها ) ولا تستغرب أنها ليست نبيه وتحدثها الملائكة فهذا كتاب اللّه عز وجل يثبت ان بعض الناس كلمتهم الملائكة وهم ليسوا انبياء ومنهم السيدة مريم ( ع ) :
قال تعالى : (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ.) ونحن لا يمكن ان نعرف حقيقة علاقة الزهراء بالملائكة ولكن اروي لكم هذا الحديث الذي يدهش العقول وهو طويل منه :
(( فقالت الملائكة : إلهنا وسيدنا لمن هذا النور الزاهر ، الذي قد أشرقت به السماوات والأرض ؟ فأوحى الله إليها : هذا نور اخترعته من نور جلالي لأمتي فاطمة ابنة حبيبي ، وزوجة وليي وأخو نبيي وأبو حججي على عبادي ، أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثواب تسبيحكم وتقديسكم لهذه المرأة وشيعتها ومحبيها إلى يوم القيامة )) وهذا يعني أنها  لها مقام النور الزاهر عند الملائكة فهم يعرفونها في السماء بالنور الزاهر الذي أزهرت السماوات والأرض بنورها ولأجل ذلك سميت بالزهراء .
ثانيا : ولعل دفع شبه المعاندين انه قرانا تتضح من خلال بيان معنى لفظ المصحف ، وماهية مضمون هذا المصحف .
أما لفظ المصحف فقد ورد في كتاب لسان العرب : المصحف والمصحف الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين كأنه أصحف والكسر والفتح فيه لغة .
وبناء عليه، فالمصحف ليس اسما مختصا بالقرآن الكريم والمصحف ما جمعت فيه الصحف.
وقد نفى ائمة اهل البيت ( ع ) ان يكون مصحف فاطمة قرانا فقد ورد في حديث يعبر الإمام الصادق عن دفع هذه الشبهة حين قال عليه السلام: (( وعندنا مصحف فاطمة  سلام الله عليها أما  واللّه ما هو بالقرآن )) ثالثا : ان مصحف فاطمة من مواريث المعصومين وقد ورد أن مصحفها سلام الله عليها يشتمل على جميع الأحكام الشرعية وأن فيه أسماء جميع الناس والكائنات ويستفاد أيضا أنه من أهم مصادر علوم أهل البيت  وكان الأئمة يرجعون إليه  .
عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي  عن مصحف فاطمة ، فقال : \" أنزل عليها بعد موت أبيها . قلت : ففيه شئ من القرآن ؟ فقال : ما فيه شئ من القرآن . قلت فصفه لي ، قال : له دفتان من زبرجدتين على طول الورق ، وعرضه حمراوين . قلت : جعلت فداك فصف لي ورقه ، قال : ورقه من در أبيض ، قيل له : كن فكان . قلت : جعلت فداك فما فيه ؟ قال : فيه خبر ما كان وخبر ما يكون إلى يوم القيامة ، وفيه خبر سماء سماء ، وعدد ما في السماوات من الملائكة ، وغير ذلك ، وعدد كل من خلق الله مرسلا وغير مرسل وأسماؤهم ، وأسماء من أرسل إليهم ، وأسماء من كذب ومن أجاب ، وأسماء جميع من خلق الله من المؤمنين والكافرين من الأولين والآخرين ، وأسماء البلدان ، وصفة كل بلد في شرق الأرض وغربها ، وعدد ما فيها من المؤمنين ، وعدد ما فيها من الكافرين ، وصفة كل من كذب ، وصفة القرون الأولى وقصصهم ، ومن ولي من الطواغيت ومدة ملكهم وعددهم ، وأسماء الأئمة وصفتهم ، وما يملك كل واحد واحد ، وصفة كبرائهم ، وجميع من تردد في الأدوار .
قلت : جعلت فداك وكم الأدوار ؟ قال : خمسون ألف عام ، وهي سبعة أدوار ، فيه أسماء جميع ما خلق الله وآجالهم ، وصفة أهل الجنة ، وعدد من يدخلها ، وعدد من يدخل النار ، وأسماء هؤلاء وهؤلاء ، وفيه علم القرآن كما أنزل ، وعلم التوراة كما أنزلت ، وعلم الإنجيل كما أنزل ، وعلم الزبور ، وعدد كل شجرة ومدرة في جميع البلاد \" .
والنتيجة ان مصحف فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) هو كتاب عظيم المنزلة أملاه جبرائيل الأمين على سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) بعد وفاة أبيها رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و ذلك تسكيناً لها على حزنها لفقد أبيها ( صلَّى الله عليه و آله ) وكاتب هذا الكتاب هو الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، فقد كتبه بخطه المبارك أما بالنسبة إلى مكان وجود هذا المصحف في الوقت الحاضر فهو اليوم موجود عند الإمام المهدي المنتظر ( عجَّل الله فرَجَه ) .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابو فاطمة العذاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/25



كتابة تعليق لموضوع : وفقه توضيحية بين يدي مصحف فاطمة ( ع ) ....
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net