رؤية في تشريع القوانين في البرلمان العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إعتادت السلطات على كتابة ديباجة مع تشريعها اي قانون تتضمن ذكر الغاية منه ويتمحور ذلك في الاعم على معالجة وضع شريحة اجتماعية معينة او انه يصب في خدمة الصالح العام ، إلا اننا نلحظ ان بعض القوانين او اغلبها تعالج مشكلات تخص شريحة معينة لكن في الوقت نفسه تخلق مشكل اخر يخص فئة اجتماعية جديدة ، ومعها تبدأ المطالبات بتشريع قانون اخر يعالج الخلل الذي ولده التشريع الجديد الناتج عن عدم احاطته بموارد القضية وهكذا ندور في حلقة مفرغة من فوضى التشريعات التي لاتنتهي وخير مثال على هذه الفوضى هو قانون التقاعد العام الجديد الذي نقضت المحكمة الاتحادية بعض مواده.
ان هذا القانون قد عالج مشكلات انخفاض الدخل لدى شريحة مهمة من المجتمع لكنه خلق فجوة ومشكل جديد حين تم حجب رواتب فئات اخرى في المجتمع ، وما زاد الطين بلة تدخل بعض النواب لاسباب انتخابية واسهموا في ايقاف مداخيل عدد كبير من المواطنين منهم قضاة المحكمة الجنائية وغيرهم عبر نقض المادتين "37 و 38 / الفقرة 3 " وترك موضوعهم معلق من دون معالجة والسبب يعود للاستعجال في اصدار التشريعات من دون تقديم معالجات ناجعة فضلا عن ان نقض المحكمة الاتحادية لهذه المادتين انشأ مشكلات مالية جديدة لفئات اجتماعية اخرى غير قضاة المحكمة الجنائية .
في دول العالم المتحضر يوجد قسما معنيا بأجراء الاستطلاعات والاستماع لرأي الفئات المستفيدة من الجمهور يرافق اي نيه لتشريع جديد كما يعرض للنقاش والجدال عبر وسائل الاعلام المتنوعة والمتعددة فضلا عن انشاء صفحات الالكترونية تستقبل ارائهم ومقترحاتهم كما تعطى الجهة التي تشرف على تطبيق القانون المزمع اصداره فرصة لمراجعته وتقديم رايها بفقراته ودراسة الجوانب السلبية فيه مثل تعارضه مع قوانين نافذة او من تسببه بضرر فئات اجتماعية اخرى من جراء تطبيقه.
وحين يمر التشريع بأكثر من حارس بوابة فأنه يكون تشريعاً اقرب للاحاطة في جوانب المشكل المتعددة ويؤدي في النهاية الى تحقيق الغايات منه وتسهيل استفادة المواطنين من تشريعه سواء بتغيير حالهم عبر زيادة مواردهم المالية ام الافصاح عن مشكلات تواجه المواطنين اثناء تطبيق االقوانين ليتم تجاوزها في التشريع الجديد.
ان استحداث قسما في البرلمان يعنى بأجراء استطلاعات عامة قبل اصدار اي تشريع لاسيما في القرارات المهمة والمصيرية مثل الدخول في الحرب او تقديم مساعدات خارجية وغيرها من التشريعات التي تتصل بخدمة المواطنين جدا ومن الضروري الاستماع الى اراء المجتمع قبل تشريع اي قرار لان الامر يعود لهم والمبتغى منه هو خدمتهم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/18



كتابة تعليق لموضوع : رؤية في تشريع القوانين في البرلمان العراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net