صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

قراءة انطباعية في (انا احد غيري) للكاتبة ( حنين علي )
علي حسين الخباز

يخلق الادراك الواعي في الشعرية الوثابة ابعادا تفوق امكانية التنميط ومثل هذه الشعرية كفيلة بالرعاية المضمونية القادرة على بلورة قكرية تلج عمق المعنى بواسطة الفسحة الابتكارية وهذا ما وجدته في مجموعة الشاعر رزاق ابراهيم حسن والمعنونة ( انا احد غيري ) فقد ثابر الشاعر بتحويل الواقع اللا مألوف الى مالوفية منحته الالفة الشعورية وهذا من الممكن ان نسميه ترويض التغريب ليحتوي تجربة شاعر تعملق في ما يملكه من خبرات تدوينية تلاعبت بأقدار الترميز والدلالية حيث دلالات عديدة تتمظهر وتتقاطع بأكثر من شكل ، لغة أمتلكت توترات شعورية في نسيج تعبيري كأنها اسطورة ترسخت بها هيمنة القصيدة العمودية وقصائد التفعيلة وقصيدة النثر المتميزة بالكثافة التي سعت لخلق عوالما من التوهج والظهور الواقعي المنفتح على لازمانية تحد من كوامن التلقي وبهذا سيكون السبيل مفتوحا لهيمنة الاشتغالات التغريبية التي تجاوزت على البديهيات النقدية الساذجة ، وشعرية الشاعر رزاق ابراهيم حسن لديها ما يثير القراءة ويحيل المتلقي الى التقابلات التي تجعل منها رافدا مهما من روافد صوره الشعرية فقد هيمن على الديوان نوعان من هذه التقابلات هما الرمز الحسي الواقعي والمفارقة الخيالية التي تعتمد على ابنية الخبرة الجمالية الشعرية الملائمة لحشد كم من الرموز النثرية في نصوصه العمودية في الوقت نفسه استطاع الشاعر ان يجمع بين هذه الصور والوقوف على إيحاءاتها ، يدور حول بؤرة التعبير ليعيد تنظيم المعاني مندمجا بجوهر الكلمة ، يحدد النواة للنص منذ الأطلالة الأولى ، توسط ديوانه الصغير قصائد نثرية كانت عبارة عن اجنحة مبعثرة وبصمات لشاعر لم تكتشفه التجربة ولم ترشقه شمس الظهور التي كثيرا ما أطلت على هضاب قفراء وينابيع اشباه للغدران فهو كان يتأرجح بشاعريتة المرهفة وشعريتة النازفة بين جبلين بعيدين تسأم الشمس على ملاحقته استطاع رزاق ابراهيم حسن ان يسطر جمرات بحق تلسع التحليل والتقويم الشعري اذ تذوقت مفرداته التمييز في كل الجوانب الفنية
نقرأ في نص (اوراق الحنين) يا ايها الواقف في رحيلة \
ياايها الراحل في مفترق الأشياء
انت اخذت موضعي
انت توسدت مكاني
فأختفى المكان فيك
وانت غابة مظلمة كئيبة!!!! )
في هذه الوحدات عبر الشاعر بلغة المخاطبة عن التجسد في المظهر التبؤي بيسيمائية مختبئة داخل شرنقة الرمزية الظاهرة في سورة المكان فقد عبر بالمفارقة بصور مختزلة وحرك اللغة الخيالية بالزمان والمكان بنفس الوقت وتحول من خلال حركة السرد النهائية بعد ان عمر وظائف الشعر المتنامية ، سبك الشاعر لغته الصحيحة في تأويل نصوصه وأتخذ من أيقونات دواخله رموز واضحة رغم كساحها من الهرولة نحو بصيرة المتلقي ..
فقد تعاملت مع كل وحداتة الشعرية في (دم الثلج \ قبل الأوان \ اثقال \ وقفة بين اقاصي الصامتين \ امرأة خلفي \ بيت الأشباح \ واوراق الحينين \ رجل الطابق العلوي \ الصديق) كل هذه النصوص استهلت بالتشظي وتقمص الشاعر رزاق ابراهيم حسن دور الرسام فكان يرسم بريشة افكاره ويداعب ال جرح بكثافة التظليل وموازنتة الشعرية بين الأيضاح والضمور المعنوي وفخامة الألفاظ وجوهرية الأستدلال في المعنى والملاحظ ان كل نص من نصوصه كان مهيمن على ماقبله كأنها درر مختلفة الأشكال لكن ذات توهج متوحد و في (امرأة خلفي) كان اسلوب بنائه في هذه القصيدة يشابه القلاع في القرون الوسطى من مرمر ورخام وشموخ واعمدة فكانت اشبه بديكور حجرة صغيرة وزعت مقاعدها ولوحاتها واركانها بشكل ربما يوحي بالثراء الثر ولكنه يوحي بالحنان والدفء والحنان والالفة كأنه يرسم بخطوط متوازية لا تلتقي ابدا كأنها مجموعة احجار ملونة مرمية على بساط .
تستطيع ان تزحزح أي قطعة منها الى أي جهة تريد ... مع ذلك تبقى الاحجار احجار والقصيدة قصيدة ....... ( خلفي أمرأة لا تعرف غير خواء يدي
تتضور جوعا من جوعي
تبكي قبل سقوط دموعي
تلبس من جسدي الاسمال
وتسابقني ...
للبحر الهائج في سفني
للقدر المظلم في زمني
وتنازع عني الاوحال.....
لكن أمرأتي المنسية
أذ تصحبني في الاسواق
ونزور حوانيت في الطرقات
ونشاهد ما يعرضه الباعة
من افضل موضات الساعة
تتقدم في الخطو امامي
وتفارقني في الرغبات
وتفارقني في الخطوات.............
........................................
استعمل الشاعر طريقة التخدير في التفعلة الموضعية التي لجأ اليها ووزع النغمات بأذرع بعضها تشكل ابعاد بعض واضاف سيمفونية هادرة ادت الى تعطيل خلية اللغة والتركيز على مصب روافد صغيرة في نهر كبير وهو الصورة الحية واللمسة الخيالية التي وضعها في تلك اللوحة الشعرية .......
وبذلك نستطيع القول أن الشاعر رزاق أبراهيم حسن
هو شاعر الحروف الحكائية وشاعر التخدير الموضعي في جسد الشعر بأنواعه لأن اللغة لديه ليست غاية بحد ذاتها ... لكنها مفاتيح الى عوالم أرحب وأبعد وقيمة المعنى عنده هو الرؤيا العملاقة في نصوص


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/19



كتابة تعليق لموضوع : قراءة انطباعية في (انا احد غيري) للكاتبة ( حنين علي )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net