صفحة الكاتب : محمد باسم السعيدي

حجاب المرأة.. قيد أم وسيلة؟
محمد باسم السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نلاحظ في وسائل الإعلام المدعومة والمغرر بها من الغرب وقوى الشر المعادية للإسلام – وليس بجديد هذا الفعل منها – تحاول أن تشكك في التشريعات الإسلامية, ومنها الخاصة بالمرأة مثل الحجاب, وأن الحجاب على حد زعمهم هو قيد يمنعها من الإختلاط بالمجتمع ويكبل حرياتها, ويجعلها كقطعة سوداء, وهذا نابع من نظرتهم القاصرة المادية الى المرأة.

غير أن الإسلام لم يفرض على المرأة أي قيود سوى ما فرضته عليها طبيعتها التكوينية، فالإسلام يرى أن للمرأة حجاباً و للرجل حجاباً وهذا ما نجده في كثير من آيات القرآن الكريم كما في قوله تعالى: ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم [النور:30])), فالحجاب الإسلامي ليس كما (يطنطنون) به من أنه قيد بل هو أرقى وسيلة لحماية المرأة من مفاسد المجتمع ومضاره, ولو اجتمعت وسائل الحماية لحمايتها ما استطاعت ان توفر الحماية كما يوفرها الحجاب للمرأة، إذ تغدو المرأة في ظله أعز امرأة بلبسها اياه, ويكون سداً منيعاً لكبح جماح النظرات الشهوانية لمرضى النفوس بالمجتمع, وغلق الباب أمامهم للحيلولة دون التعدي.
إلَا أنَ الغرب يريدون من المرأة أن تشبع شهواتهم الطائشة كالشياطين، متجردين من القيم و المثل الملائكية.
لكن الإسلام على العكس تماماً، أرادها عفيفة كريمة، لتظهر بأبهى صورة يرى فيها القيم والمثل العليا بين مجتمعها، وهذا ما تستسيغه الفطرة السليمة والطبيعة الإنسانية.
ينقل أنَ أحد الأساتذة في الجامعة جاء في يوم من الأيام ومعه علبة حلوى (جكليت) بعضها مفتوحة الغلاف والأخرى مغلقة الغلاف, وقدمها للطلاب من شباب وفتيات و وبعد الانتهاء من توزيعها سألهم الأستاذ: من أخذ الحلوى المغلقة الغلاف ومن اخذ المفتوحة الغلاف؟ فأجابوه جميعهم أنهم أخذوا المغلقة الغلاف!
أقول: ليس لأن هذه مغلقة وتلك مفتوحة، بل لأن المكشوفة أكثر عرضة للتلوث من المغلقة. كالمرأة غير المحجبة عرضة للإبتذال والضرر بإبرازها وإظهارها لمفاتنها, فلا تجعل لهذه المفاتن عزة، إذ ينظر إليها الدني والفاسد والشقي, في حين أن المرأة المحجبة تبقى عزيزة ثمينة كالجوهرة والدرة المصونة، لا ينظر إليها سوى من استحقها و أصبح بعلاً لها.
فحجابها لا يعني الإنزواء عن المجتمع وعدم الإختلاط به بل لها دور كبير في الحياة لا يمكن الإستغناء عنه, وما يعينها على أداء هذا الدور بصورة صحيحة يعطي ثمار بناءئه في المجتمع والأسرة هو حجابها حين يوفر لها الحماية و المهابة والقداسة, سواء أكان ذلك في عملها أم في دراستها فضلاً عن أداء أي دور سياسي او اجتماعي يحتاجه المجتمع.
وخير مثال على ذلك سيدة نساء العالمين والقدوة لهن فاطمة بنت محمد(عليهما الصلاة والسلام). عندما دعت الحاجة إلى أن تخطب أمام جموع الناس لم يمنعها علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو القائم على الشريعة الإسلامية، بل ضرب لها ستار في المسجد وخطبت خطبتها المعروفة والموجدة في كتب التأريخ, وكذا ابنتها زينب بنت علي (عليه السلام) وأخت الشهيد بكربلاء (أبو الأحرار) وملهم الثوار (أبو عبد الله) الحسين (عليه السلام) إذ أدت أروع الأدوار في إيضاح الحقيقة أمام أشرَ خلق الله وأشقاهم, وفي مجلس من يعاقر الخمرة ويلاعب القرود, وقفت عقيلة الطالبيين وأظهرت الحقيقة كما هي بكل هيبة ووقار وبكامل عفتها وسترها.
فأين عزة الإسلام للمرأة من إهانة أعدائه لها، حيث جعلوها سلعة تباع وتشترى, يسوّقون مبيعاتهم ومنتجاتهم بعرض لطافتها وحسن خلقها في إعلاناتهم! يالهم من ماديين متجردين من الإنسانية والقيم والمبادئ الكريمة, لقد جردوا المرأة من روحها وعظيم عواطفها وحنانها حين أظهروها بهذه الصورة الدنيئة المشينة.
في حين نرى الإسلام كرمها أي تكريم وعظمها أي تعظيم, لمَا جعل الجنة تحت أقدام الأمّهات, وجعل الزوجة و سكناً ولباساً للرجل, وجعل منها الأخت والبنت والعمة والخالة المحترمة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد باسم السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/09/05



كتابة تعليق لموضوع : حجاب المرأة.. قيد أم وسيلة؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو محمد البصري من : العراق ، بعنوان : الشجرة المثمرة في 2010/12/01 .

الشجرة المثمرة سيدتي الكريمة
دائما ترمى بالحجر فلا يسقط منها الا الطيب

لايهمكم طنين الذباب




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net