صفحة الكاتب : باسل عباس خضير

المطلوب خطط امنية ناجحة لا تزعج المواطن وترقى الى مستوى التحديات
باسل عباس خضير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


منذ سنوات والخطة الامنية نفسها لم تتغير قط , ومحتواها زيادة عدد السيطرات وقطع اوصال المدن من خلال الكتل الكونكريتية التي تعيق حركة الناس والنتائج هي تزايد الخروقات الامنية ومزيدا من الشهداء والجرحى والخسائر بممتلكات الناس وعدم الرضا من الاداء الحكومي بسبب المضايقات والهدر في الوقت وتوقف الكثير من الاعمال وخسائر كبيرة في الاقتصاد لان نصف كميات الوقود التي تستهلكها السيارات تذهب هباءا في طوابير الانتظار والبعض بات يعتقد ان الغرض من السيطرات هو لتيسير مرور وحركة مواكب المسؤولين , وكلما تعالت الدعوات لرفع تلك الحواجز وتقليل السيطرات خرج المدافعون عنها على شاشات الفضائيات ليبرروا وجودها واستمرارها باعتبارها صمام الامان في المدن وواقع الحال يؤشر العشرات من الخروقات الامنية في بعض الايام .
الغريب في الامر اننا لم نسمع يوما عن دراسة او احصائية من الجهات المعنية تعرض فيها الجدوى الامنية او الاقتصادية من هذه الخطة التي يتفق اغلب الجمهور بتسميتها بالعقيمة, كما اننا لم نشهد مقارنة بين التفجيرات التي حصلت وعدد السيارات او الانتحاريين الذين استطاعت تلك السيطرات كشفها لإعطاء الاطمئنان للناس بأهمية وجودها بالفعل , وفي الوقت نفسه فان العراقيين كافة باتوا يعرفون بان اغلب الاجهزة المستخدمة في تك السيطرات لا تعمل بكفاءة عالية وحتى وان توفرت فيها نسبة من المصداقية فإنها تعتمد على مستخدمي تلك الاجهزة من خلال تركيزهم , والتركيز حالة نادرة لأنه لم يتم منع افراد السيطرات من استخدام الموبايل والتدخين والانشغال في ( السوالف ) اثناء الواجبات كما ان بعضهم يعمل لساعات طويلة جدا ومرهقة بسبب نقص الافراد ( الموجود ) الذي يرجعه البعض لانتشار ظاهرة الفضائيين .
ولعل الجميع يتذكر الاوامر التي اصدرها القائد العام للقوات المسلحة قبل الانتخابات بأيام والتي تقضي بفتح عدة ممرات للسيارات في تلك السيطرات وبشكل يسمح بمرورها بيسر , حيث عدوها واحدة من الانجازات لأنها قللت من وقت الانتظار في تلك السيطرات , ففي بعض الاحيان يطول الانتظار لأكثر من ساعة في السيطرة وعند الوصول الى باب ( الجنة ) تسمع كلمات من افراد السيطرات اغلبها ( اسرع ) بمعنى الطلب للمرور بسرعة , والانكى من ذلك ان المواطن يتفاجأ عند وصوله لمكان التفتيش بعد طول الانتظار بانه لايوجد تفتيش اصلا لان الموجودين من الشرطة الاتحادية او الجيش تحولوا الى شرطة مرور لتنظيم حركة السير في السيطرات ذات الممر الاوحد بدلا من التفتيش والتدقيق .
ان ما حفزنا لعرض هذا الموضوع هو الزيادة في التفجيرات التي شهدتها الايام الماضية في بغداد وكربلاء المقدسة وغيرها من المدن العراقية العزيزة , ناهيك عن بروز ظاهرة جديدة للإجراميين وهي استخدام التفجيرات وسط التجمعات والانتظار في السيطرات بهدف ايقاع اكبر اذى باهلنا الاعزاء , ومنها مثلا التفجيرات التي حصلت في بغداد الجديدة وقرب مدينة الكاظمية المقدسة , وما نخشاه ان تتحول تلك السيطرات الى افخاخ من قبل المجرمين والاوغاد لغرض زيادة الاذى من جهة وزيادة السخط على الاداء الامني لتقليل المعنويات من جهة اخرى, لاسيما بعد اشغال منصبي وزارتي الداخلية والدفاع بعد شغورهما لسنوات باعتباره تحدي للإرهابلأنه سيكون عاملا مساعدا لإعادةالنظر بالأساليب السابقة من خلال تنفيذ خطط امنية اكثر فاعلية لحماية الوطن والمواطنين .
لقد تحمل شعبنا تبعات تلك السيطرات والكتل الكونكريتية خلال العشرة سنوات الماضية , ولم يعارضها بمظاهرات واحتجاجات لانهم اودعوا امانتهم في الجهات الامنية لتحقيق الامن ولكن هذه الوسائل اثبتت فشلها فلماذا الاصرار عليها وهي لاتؤدي اغراضها بالفعل , فمن الممكن ان يستثمر الجهد البشري والمادي في تلك السيطرات ( وهو جهد كبير حقا ويتطلب درجات عالية من التحمل في جميع الظروف الجوية وغيرها ) لغرض توزيع دوريات متحركة وراجلة ومتابعة الاهداف وحركة السيارات والاشخاص التي يشتبه بها من خلال التواجد في الميدان بدلا من القبوع في تلك السيطرات التي لم تؤدي اهدافا تذكروأسهمتفي سوء العلاقة مع اغلب المواطنين وزيادة التذمر واحيانا الاحتكاك الذي تحول في حالات كثيرة الى شجارات واعتداءات .
ان المرحلة التي يمر بها شعبنا ووطننا في التصدي الى خطر ( داعش) وكل من يتشارك معه تحت هذا العنوان , تتطلب وعيا امنيا فائقا وخططا تصحح الاخطاء السابقة , وقد اثبتت الغالبية من ابناء شعبنا استعدادهم للتعاون مع الاجهزة الامنية لتحقيق الامن بدليل تحملهم لجميع سلبيات وتداعيات السيطرات كما بذلت الجهود الامنية تضحيات عديدة في هذا الخصوص , وهو ما يلقي المسؤولية المهنية والوطنية على القيادات الامنية لان تستثمر هذا التعاون من خلال رفع الضغط غير المبرر عن المواطنين واشراكهم كطرف في العملية الامنية في الابلاغ عن الحالات غير الطبيعية والكشف المبكر عن العمليات الاجرامية والارهابية , وما نقصده من اجراء التغيير في سياقات عمل التفتيشوالرصد والمراقبة ليس غرضه تملص المواطن عن دوره وانما لإيجاد وسائل افضل للتعاون من دون تلك السيطرات بما يحقق اهداف الجميع .
 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسل عباس خضير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/21



كتابة تعليق لموضوع : المطلوب خطط امنية ناجحة لا تزعج المواطن وترقى الى مستوى التحديات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net