صفحة الكاتب : دلال محمود

ذكريات , عراقية
دلال محمود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تباً لك من ذاكرةلاتنسى يوما ًماتختزن ,الا الصباح هذا,أنستني أن أصطحب معي في رحلتي للغابة,حبيباً طالما افشيته اسرار قلبي ومهجتي,حملته كل الودائع,.
مذ كنت طفلة وانا احكي له ماجال ويجول  في خاطري,نصف الطريق اجتزته واراني الآن في رحلتي وحيدة ,والله لااقوى على فراقه لأنه يجلني كما انا أجلُّه.
أخاصمه,أعاتبه,أزعله,أحكي له حلو الكلام ,ومُّره.
وكم , قسوت عليه ,ضربته ,حطمته,ركلته بقدمي,لكنه فاجأني بكل ركن في غرفتي وعلى الرفوف ينتظر كأنه يدري أنني لااقوى بغيره.
أوآه منك........
قلمي هذا.
أعرفتم قلبه,كم طيب؟ومخلص؟فانا الآن بدونه كالطير لايقوى من غير اجنحة.فهو جناحي أطير به لكم وأسرد مافي جعبتي..
كانت هناك طفلة ,عنيدة ,دلوعة مدللة,فهي الصغيرة بين أهلها,لن تهوى لعبة الا وكانت قربها في حضنها.رغم انهم لن يكونوا من الطبقة الغنية آنذاك,بل  كان حالهم حال الطبقة المتوسطة التي انسحقت بفضل الحروب الشعواء وهمجية القيادات,وظهر مكانها الطبقة الغنية (غنية بالمال فقط )والطبقة الفقيرة (فقيرة بالمال فقط) وبعدها كان لشيوخ التسعينيات وحواسم الاحتلال الدور الاكبر في طمس كل ماكان راقياً, في بلدي الراقي تلك الطفلة العنيدة,رغم  دلالها  ورفاهها,  فأنها كانت  قوية وجريئة فكم طربت لأغانٍ ممنوعة لو سمعها  شخص ما  فلربما كانت في خبر كان..
 لقد حفظت  كلمات أحدى تلك الأغاني   وظلت ترددها  مع نفسها ........
امكبعة او رحت امشي يمه بالدرابين الفقيرة
ابوسط فَي او شمس يمه وآنه من ديرة إعلى ديرة
ومن وصلت عيوني ماتيهت ..........ماتيهت دربهم
بلغتهم باجرالمايدري يدري يهتف وينشر قصيدة
بلغتهم باجر الحيطان تحجي بالشعار اللي نريده
بلغتهم باجر إعيون الرفاكه تصير كمره
بلغتهم باجر زنود الرفاكه زنود سمره
اواه .....
كم كانت تلك الايام رائعة, بحزنها وجورها ومتع معاناتها .لقد كان اخوها يبعثها لتجلب له جريدة كا نت ممنوعة حينذاك,حالها ,حال كل الممنوعات في بلدي.
السفر ممنوع
الغناء ممنوع
الاشتياق ممنوع
الابتسام ممنوع
كانت تلك الطفلة ترتدي البنطال والتيشيرت وتخفي الجريدة تحت التيشيرت وتحت ذراعها,و كانت تبدو وكأن ذراعها محنطة ,فهي لاتحركها خوفاً, من ان تفلت وتسقط على الارض ,وتسقط معها فرحتها,ويسرقها سراق الحياة وسراق العراق.
تركض ,تلهث,تجري.تسبق خطاها
تصل بسرعة وتبشر اخاها
بأنها  جلبت  الغالية تلك التي تحوي هموم شعبنا  الكادح المتعب
تحكي حكايات جنوبنا الغني الفقير
تحكي حكايات شمالنا الحلو الكئيب

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


دلال محمود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/27



كتابة تعليق لموضوع : ذكريات , عراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net