صفحة الكاتب : حيدر نعمان العباسي

الامم الاربعة العرب والاكراد والاتراك والفرس اسباب الصراع و الروابط المشتركة الجزء الاول
حيدر نعمان العباسي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم

يختلف المؤروخون في تحديد تاريخ ولادة الاعراق ومتى نشأت  رغم ان الشائع ان الاقوام السامية والارية  عاشت ونشات في اوقات متقاربة  ورغم ان هنالك من ينسب الاكراد والاتراك والفرس الى العرق الاري بينما ينتسب العرب للعرق السامي فان الجغرافيا التاريخية تثبت ان تجاور هذه الاعراق يعود لاعماق الحقب التي ملأت السهل الخصيب واسيا الصغرى والجزيرة العربية  ومفهوم التجاور الحضاري هو بعد يحتاج لبحث مفصل بحد ذاته اذ امتزجت الحضارات الفارسية منذ المانوية والزرداشتية مع الحضارة الرومانية البيزنطية والحضارات العربية القديمة منذ سبأ اليمن والحضارات البابلية والفرعونية وحتى دولتي الحيرة وتدمر على اطراف بلاد الشام وكان للمفصل الذي حكم العلاقة بين هذه  الامم  هو الرسالة الاسلامية التي وحدت هذه الشعوب والاعراق واللغات تحت راية لا اله الا الله محمد رسول الله وكان الاسلام بوتقة انصهار لهذه الاعراق التي تشربت  الاسلام  وهضمته وتحولت من امم مستقبلة للاسلام وتعاليمه الى امم ناشره  له  وصار كبار العلماء والفقهاء والقادة  من هذه الامم التي وجدت في عمق الاسلام وجودها وذاتها مع ايمانها  بمبادىء العدالة والمساواة التي وفرتها الشريعة الاسلامية ,,وصارت هذه الشعوب فعلا امة واحدة واستمر المنهج الاسلامي على هذا المنوال حتى العصور الحديثة اي حتى في عهد الدولتين العثمانية والصفوية التي قاد فيها القوقاز والترك الايرانيين اضافة للعرب والكرد الامبراطوريتين على ما فيها من علل اذ ظل الاسلام بخيمته وتعاليمه العامة هو من يحكم العلاقة بين المكونات هذه وكان للعلماء من مختلف العرقيات الدور الاكبر في هذا التلاحم الذي وجد من خلاله كثير منهم وعلى راسهم المصلح الكبير جمال الدين الافغاني مكانا في كلا الامبراطوريتين ,, لكن مجيء الاستعمار الغربي وانتشار الفكر القومي التهديمي الذي زرعه لتفكيك هذه الشعوب ومع نشوء الدولة القطرية باسم الوطنية والطائفية  ورواج الفكر الشيوعي الذي تبنته بعض النخب الناقمة على الوضع المتردي ساهم بخلق واقع جديد وهجين لهذه الشعوب التي بدلا من العودة لجذورها واستحضار عصرها الذهبي تحت قبة الاسلام صارت بفعل الاستعمار والنخب الفاسدة التي هي  صنيعة الغرب الاستعماري صارت تبحث عن لباس حضاري غريب عنها فكانت العلمانية القومية التركية المتطرفة والشاهنشاهية الفارسية المتطرفة  مع تفجر القومية الكردية وصراعها مع محيطها الاقليمي في تركيا والعراق وايران ناهيك عن ولادة قومية عربية الغائية تريد ان تلغي الاخر كما وجدناها في البعث العراقي  الذي الغى الاخر وتنصل من ماضيه الاسلامي ,, لكن الصحوة الاسلامية التي اجتاحت الدول القطرية الاسلامية  سرعان ما اذابت هذه الاغلفة الثلجية التي جمدت الدول الاسلامية  بشعوبها هذه على مدى قرن من الزمان وساهم مفهوم الصحوة في عودة للذات الاسلامية المتعايشة لهذه الشعوب مع شخصياتها ومع جوارها وجعل بيدها سلاحا قويا ايدولوجيا وثقافيا لمواجهة مفاهيم العولمة والنظام الشرق اوسطي الجديد ووجود القطب الواحد فما كان من  الغرب الاستعماري ومعه الدب الروسي  الحالم بالمياه الدافئة الا ان توافق على اصطناع ورم سرطاني جديد يضاف للسرطان الاسرائيلي الذي تراجع دوره بالنهضة الاسلامية  وهذا الورم الجديد المسمى بالقاعدة وافرازاتها  من التنظيمات الارهابية التي هي صنيعة هذا التوافق الاستعماري .  يتبع 

نقيب الاشراف العباسيين الهاشميين 

الامين العام لمؤسسة ينبوع الكوثر للاعلام 

رئيس تحرير صحيفة الكوثر 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر نعمان العباسي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/25



كتابة تعليق لموضوع : الامم الاربعة العرب والاكراد والاتراك والفرس اسباب الصراع و الروابط المشتركة الجزء الاول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net