((عين الزمان))ادارة العلاقات الثقافية العراقية مع العالم (2)
عبد الزهره الطالقاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الزهره الطالقاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تناولنا في مقال سابق اهمية العلاقات الدولية .. واهمية استمرار هذه العلاقات وسبل توطيدها واستمرارها.. وتساءلنا عن الجهة التي تدير هذه العلاقات ، وعرضنا لبعض الاتفاقيات والفعاليات التي تقوم بها دائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة .. ونحاول في هذا المقال استكمال المعلومات المهمة عن علاقاتنا الثقافية مع العالم واهمية المشاريع والاتفاقيات التي ابرمت ، اضافة الى افاق تطور هذه العلاقات مستقبلاً .. فضمن النشاطات التي تقوم بها دائرة العلاقات الثقافية حضور الاجتماعات الاقليمية والدولية والمؤتمرات ، مثل مؤتمر اليونسكو الذي يعقد كل سنتين بمشاركة جميع الدول الاعضاء ومنها العراق الذي يشكل وفداً من الوزارات ذات العلاقة بالشأن الثقافي والعلمي والتكنولوجي حيث يناقش فيه المشاريع والمقترحات وخصوصاً فيما يتعلق باتفاقيات اليونسكو في المجالات الثقافية والعلمية والتكنولوجية.
كما ان الدائرة اسهمت في اجتماع تطبيق اتفاقية التراث الثقافي غير المادي في قطر، حيث حضر ممثلون عن الوزارة من المختصين في تطبيق اتفاقية التراث الثقافي غير المادي 2003 وصادق العراق على هذه الاتفاقية بتاريخ 6/4/2010 كونه يمتلك الكثير من التراث الثقافي غير المادي ، ويرغب في رفع ملفاته الى اليونسكو لتسجيلها على القائمة التمثيلية . وحضرت الدائرة اجتماعا عقد في تركيا حول اعداد ملف جحا البغدادي، ومجموعة اجتماعات اخرى عقدت في عمان لبحث ضم مقبرة وادي السلام الى لائحة التراث العالمي ، اضافة الى المساهمة في اجتماع خبراء الخطة الشاملة للثقافة العربية حيث ارسلت الدائرة خطة وزارة الثقافة بهذا الشأن.
ومن القضايا المهمة التي تضمنتها خطة عام 2013 هي اعداد ملف موقع خضر الياس (ع) والذي يمثل احدى الشخصيات العراقية المهمة في التراث الاجتماعي وكذلك مايمثله من رمزية في الدول الاقليمية ويسعى العراق الى ضمه الى لائحة التراث العالمي.
لقد لاحظ العديد من الباحثين بأن الناس حول العالم اكثر ترابطاً واتصالاً من قبل، فالاموال والمعلومات تتدفق بشكل اسرع من قبل ، والبضائع والخدمات التي تنتج في جزء من العالم تنتشر الى جميع انحاء العالم باسرع مما كان ، واصبح السفر الدولي ايسر واسرع واكثر تكراراً، اي ان التواصل الدولي اصبح شائعاً وعاماً، هذا مانقلته لنا الدكتورة سهاد القيسي في كتابها (عمل العلاقات العامة) الذي اشرنا اليه في مقالنا الاول ، ويقيناً ان العلاقات الثقافية احدى بوابات هذه العلاقات وان الثقافة لم تعد شاناً محلياً .. فهي ليست اماسي وجلسات وحوارات واصدار كتب فحسب ، بل هي اليوم واحدة من الاستراتيجيات المهمة كون تأثيراتها واسعة ومتشعبة ، ورجع الصدى فيها يتجاوز الاطر والحلقات الاولى للوصول الى عدة اجيال . لذلك فان مايعقد من اجتماعات ولقاءات ومايقام من مؤتمرات ومهرجانات اصبحت احداثاً دولية ، وبدأت المدن تاخذ طابعاً ثقافياً يحتفى بها سنوياً بناءً على معايير خاصة توضع لذلك ، مثلما حدث لبغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013 ، والقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية ، وغيرها من العواصم التي تشهد فعاليات وبرامج واحتفاليات ونشاطات على مدى سنة كاملة عندما يحتفى بها عاصمة للثقافة.
وفي ضوء هذه المعلومات وضعت وزارة الثقافة طروحات ومقترحات ضمن الخطة الشاملة المحدثة ، وارسلت الى اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم وتضمنت الخطة الدعوة الى توحيد المواقف العربية في المحافل الدولية ازاء القضايا الثقافية والاستمرار بمشروع العواصم الثقافية العربية ومواصلة الفعاليات والانشطة الثقافية التي تؤكد على عروبة القدس وكذلك مواصلة تقديم الدعم المالي لمشروعات البنية التحتية والمؤسسات الثقافية المقدسية بالتنسيق مع المنظمة العربية.
اضافة الى ان الخطة الشاملة ركزت على الجوانب المهمة للنهوض بثقافة الطفل ، وطرائق تشجيع الشباب على القراءة والنهوض بالمرأة والاهتمام بالادب النسوي ونشره ودعمه مالياً ومعنوياً.
هذه حصيلة بسيطة حاولنا من خلالها تقديم معلومة مهمة استقيناها من مصادرها لايضاح كيفية صناعة العلاقات الثقافية بين العراق ودول العالم وكيف يتم رسم السياسات الثقافية ووضع الخطط وتنفيذها .. انها رحلة قد تكون غير مسلية ولكنها مهمة للمثقفين واصدقائهم.
القاهرة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat