صفحة الكاتب : قاسم المعمار

في رحاب العمارة التاريخية دراسة هندسيه في العقود والاقبية والقباب الاسلامية
قاسم المعمار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تشكل اليوم اطلالة الباحث الاثاري المهندس سامي عبد الحسين الكفلاوي الموسومة ب(العقودوالاقبية والقباب في العمارة التاريخية )دراسة تحليلة مقارنة واضافة نوعية في مسار التراث العربي الاسلامي المتميز ذوقأ وابداعأ وفنالابد ان ياخذطريقه العملي والعلمي في رفد مكتبتنا الوطنية بكل ماهو جديد في هذاالمجال0000
-ان هذا المؤلف الذي يربو على المائتي وستون صفحة من الحجم المتوسط قد جاء بشكل جذاب ومنظم لما يحتويه من سرد بحثيأمسهبأ مشوقأ للبدايات ثم مراحل التطور والابداع الهندسي في الرسم والتشيد وتجيد روحية التزاوج الفني للحضارات الانسانيه واستثمار هذه الخيرات في تحفيز الشعور الباطني للتميز في حين كانت بقية الصفحات تضم بين دفيتيها الخرائط الهندسيه للاهرامات ودور العبادة والعتبات المقدسه في العراق 
 
لقد تناول باحثناحضائص هذا النموذج الفني المعماري عبر العديد من العصور التاريخية مر تسمأ امامه المعابد المصرية ومسلاتها ومقابرهاودقة القياسات الهندسية لبناء الاهرامات المدرجة والمتكسرة والمقابر المحفورة بالصخر ونوعية الحجر المستعمل في عملية التشيد 
ثم راح معرجأ لهذه النشأة الهندسية الفريدة في بلاد الرافدين عبر عقود زمينة عاشتها في التدرج والابداع مما خلق تراثا حضاريا شامخا تتغنئ بها الاجيال لايطيلها طائل بل امتدت يد الخير والاعمار لصيانتها فكانت سموا عاليا لحكمة الخالق العظيم في منح خلقها العقل المفكر واليد الجبارة والتواصل في العطاء 
ان مطا لعتنا لما ورد في كتاب الكفلاوي التراثي قد زاد في شوقنا وفضوليتنا المشروعة ان نغوص اكثر في مسارات ماورد من تفاصيل ممتعة ومقارنات اسيتضاحية للاشكال الهندسية في فن العمارة أخذا هذا الجزء المهم من هذا الفن كصورة ابداعية للذكاء الفكري المتواصل العطاء رغم مايحوف بالعاملين من اخطار البيئة وطقس متغير واعتماد اليات عمل بدايئة ومواد بناء بسيطة في الانجاز والصيانة واستغراق زمني طويل اضافة الى صعوبة الاستخراج والتقطيع والرسم والحفر والنحت والزخرفة والخط ورفع المواد الى علوشاهق مقارنة كل ذلك مع ماتحمله الحضارة اليوم من اساليب تكنلولوجية مستحدثه للعمل والانجاز 
وقد صدق الكاتب حينما اشار الى ان معيار معرفة التقدم الانساني 00يكمن في الصروح المعمارية الذي يشكل محصلة ثقافية وروحية لتلك الشعوب مشيرا الى ان فن العمارة يلبي احيتاجات ورغبات الانسان يرعى فيها المتانة والذوق والتقليد وقد ظهرت مجدة في بلاد الرافدين في اريدو واوروك والمعابد والزقورات والقصور الملكية واسوار المدن وابراجها 
وتعد بلاد الرافدين اول من انشاء مباني تحتوي على طراز جديده تعتمد بها على انواع هندسية من عقود واقبية وقباب موضحآ تفعيلة هذا التمازج مع حضارتي الرومان والاغريق بعد عام 300ق0م وكيف صار العقد اساس الحضارة وقد مزج متنيا مع نظام الاعمدة وتيتجانها حيث كثر استخدام القباب في العمارة البيزنطية 000
كما ان انظمة الحكم والعبادات الدينية لها دور فعال في تسخير وتوظيف الفنون المعمارية لخدمة المللوك ورجال الدين 
ويتطرق الباحث الى فن العمارة المصرية الذي يتميز بالبساطه والقوة مقرونا بالجمال والانسجام والمتانة والاستقراء 0وهذا مانجده في المعابد والاهرامات والمسلات ومن اشهر المعابد هي معابد الكرنك والاقصر وابي سنبل ومعبد سيني والمقابر الجنه ئزية مؤكدا ان الحجارة المستخدمة بببناء الاهرامات هي حجارة صناعية وليست طبيعية هي من الطين والماء المفخور حراريا 
اما الفصل الثاني فيحدثنا عن نشأة العقود وحضائها الهندسية في بلاد الرافدين فهو مهد الحضارة الانسانية حيث ظهرت الدولة السومرية في حدود(3500)ق0م تتابعت بعدها الاكدية والبابلية والاشوريه وقد تركت هذه الحضارات امتلة متعددة وخصائص معماريه متميزة كتشيد مدن نيبور لكش 0اور 0اريدو 0كيش 0بابل0نمرود0نينوى0والتي تمتاز بتخطيطها الهندسي الفرير وبأسوارها وبواباتها الشاهقة وحدائقها المعلقة التي تعدمن عجائب الدينا السبع ومعابذها وادراجها التي اتخذت مصاطبها اشكالا هرمية ومنحدرات مخصصة لعبادة الاله القديم وتقديم القرابين وقد عرفت بالزقورات
وكان الطين المادة الرئيسية بالبناء ابتداءا باللبن ثم الاجر والقير والتسقيف بنظام العقاد في المنطقة الوسطى والجنوبية اما الشماليه فقد كان البناء بالحجر ثم تطور فيما بعد باستخدام الزخرفة وادخال الموزايئك الملون والطابوق المزجج كما في بوابة عشتار في بابل واستعملت في بلاد اشور الواح من الحجر المزخرف والمحزز باشكال بارزة لتغليف الجدران وان يطوع المواد الاوليه حسب المتطلبات
كما ابدع الانسان السومري في بناء بيته الذي استخدم فيه بداية الاغصان والطين تم استخدام طريقة العقد اوالقوس بعدها تشيد القبو او القية وكانت بداية للاشكال الهندسية البسيطة ويتوالي السنين واكتساب الخبرة تنوعت التصاميم والاستخدامات لما تحتويه جيولوجية الارض من المواد الاولية للتشيد 0وقد ظهرت انواع عديدة من فنون هندسة العقود منها المتدرج والبيضوي ونصف الدائري والمطول والمستقيم والمنبطح 
وتعد الاقبية من ابتكارات سكان وادي الرافدين حيث وجدت في المقبرة الملكية بمدينة اور نماذج لسقوف معقودة بشكل اقبية متطورة ويؤكد تاريخنا ان اليونان والرومان والبيزنطيين والساسانيون قد اقتبسوا هذه التقنيات الاثرية 
ويشير الباحث هنا الى امتداد هذا الفن في العمارة العربية الاسلاميه الى بقاع العالم منذ نهاية القرن السابع عشر الميلادي وظهور حالات تفاعل وتزاوج متبادل مابينها وقرينا تها في الخارج ليشكلا ابداعا ترايثا حضاريا متنوع الاشكال الهندسية 000وقد جاءت هذه التنوعات ملبية لمتطلبات العقيدة الاسلامية فغي عهد الخلفاء شيدت المساجد وبنيت القصور ودور الامارة في المدن والامصار وقد مثل مسجد قبة الصخرة في القدس وجامع دمشق قمة الفن المعماري الاسلامي 
وفي العراق ظهرت التأثيرات الشرقية في استخدام الاواويين ذات العقود والسقوق المعقودة بالاقبية والقباب والزخارق الملونة لاكساء الجدران فاصبحت القباب اكثر ارتفاعا في التركيب المعماري واستخدام رسم وكتابة الايات القرانية ثم راح ذلك يطبق في اعمار المساجد والاسواق والمخازن والحمامات والمدارس 
وهنا يورد لنا الباحث الكفلاوي بعض الامثله الشاخصة ليومنا هذا على روحية هذا الابداع الهندسي في فن العقود والقيب كما نشاهده اليوم في خان مرجان وفي قصر وحصن الاخيضر والقصور العباسية والمساجد العثمانية والجامع الكبير في سامراء حيث نجد هنالك انواعا من الاقبية منها الصلدة والمجوفة الطويلة المجوفة العرظية والمتصالبة في القبة التي تعتبر فنا طبيعا لتسقيف الغرف المربعة بعد تحويلها الى مسقط دائري من خلال منطقة الانتقال التي تعتمد على التحويل المربع الى مثمن ومن ثم الانتقال الى الشكل الدائري بواسطة بناء الحنايا الركيزة او المثلثات الكروية وقد تطورت القباب في العصر العباسي حيث انتشر بناء قباب القبور المخروطية وكذلك في القصور حيث استحدث استخدام مواد الحجر والطابوق والجص والقوالب الخشبية لانشاء هذه العقود والاقبية حيث استطاعت الخبرة الهندسيه ان تبدع في تحديد مسارات هذا التشيد المعماري من خلال احتابات رقمية دقيقه منها تحليل كامل عناصر وخصائص العقد المهمة والمتمثله بطول فتحة العقد (ف)وارتفاع العقد (ع) والنسب المئوية للعقد وهي احتسابات ارتفاع العقد الى فتحته كما يتطلب هذه المحدووات والنسب العددية والخصائص الهندسيه التي تساهم بتحديد نوع العقد ولذلك تم استبناط معادلات رياضية تسهل القيام بالتحليل الهندسي لعناصر العقود 
اما الفصل الثالث الخاص ب(قباب الاضرحة المقدسة في العراق) يرسم لنا الباحث المراحل الهندسية المعقدة والمتعددة لنشأة المدن كبداية للموضوع منها مايكون انشاء الجامع الكبير مركز لنواة المديثه تحيطه ابنية واسواق وشوارع وازقة مكشفة ومنها ما تعتمد المراكز الحومية نواة لانشاءالمدينة واما الثالثة ماتنشأ حول مراقدد الائمة الاطهار من ال البيت \"ع\"وفي هذا التنظيم يتحقق التداخل والتفاعل في النظم الدينيه والاجتماعية والسياسية والاقتصاديه 
حيث يتجلى المشهد البصري في سماء المدينة من شواخص عالية كالقباب الذهبية والمآذن وابراج الساعات وهذا مايتركز في مدن النجف الاشرف وكربلاء المقدسه والكاظمية وسامراء حيث اضحت عمارة الاضرحة المقدسة رمزآ من رموز العمارة العربية الاسلامية وهو موضوع اربتاط مكاني بينهم وبين زائريهم 
وهنا اضيف مداخلة مع استاذنا الكفلاوي بأن هذه النهضة الهندسية قد تعدت هذه المدن الاربعه بل شهدت مدن عراقية اخرى في العمارة وبابل ونينوى وبغداد مراقد اولياءوشيوخ طاهرة لها شآن اجتماعي ومكانه مرموقة في الزيارات حلة قشيبة في اعمارها الفني مما تبهر المشاهدة لها وقد ساهم الابداع الفني باضافات الزخرفة والقباب والمآذن والعقود والمقرنصات والاروقة الواسعه لاداء الصلاة وقراءة القران الكريم وتحاط هذه الاجزاء بالصحن كما ان الصحن يحيط به السور الخارجي ذو غرق واروقة واواوين ومداخل وقد الحعت بيعضها مدارس دينية 000 كمراقد الشيموخ ابي حنيفةو الكيلاني والكرخي والسيدادريس وعون والحمزة الشرجي وسلمان المحمدي واخرين من السادة والشيوخ الاطهار 
ويشير الباحث الى ان المختاربي ابي عبيدة الثقفي يعد اول من بنى على قبر الامام الحسين بن علي عليهما السلام قبة من الاجر والحص عام 66هـ وكان للمرقدبابان شرقي وجنوي ومسجدا صغيرآ وفي القرن الثاني الهجري شيد هارون الرشيد على قبر الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام قبة وجعل لها اربعة ابواب وهي من طين احمر وتعلؤ القبة جرة خضراء وذلك في عام 155هـ -772م وبعد شهادة الامام الجواد عليه السلام عام 220هـ-832م- اقيم بناء قبة على ضريحى الامامين موسى بن جعفر الصادق وحفيده محمد الجواد عليهما السلام في حقابر قريش في الكاظمية وقد دفن الامام الحسن العسكري عليه السلام وقبله الامام علي الهادي عليه السلام في نفس دارهما في سامراء مما اصبح موضع مزار الجميع عام 260 هـ-874م-00
ان ماشهدته المراقد الاربعه المذكورة اعلاه من اهتمامات ورعاية واحتضان شيء يبعث على المحبة والوفاء لاهل البيت الاطهار ومكانتهم السامية في نفوس العرب والمسلمين وكان للجهد الهندسي الغني الرائع الدور الريادي في هذا المجال خاصة وان الشواخص رايات خالدة في سماء الوطن تجيدا لهذه العمارة التاريخية للعقود والاقبية والقباب حيث تتميز عقود القباب باتها من عقود مدببة متجاورة وتخثلف طرق تشكيلاتها الواحدة عن الاخرى وشملت الترميمات والتوسعات زيادة الابواب الخارجية والداخليه وغرف الاستقبال والضيافة تعلوها عقود واقبية مزينة بقطع من الخزف الجميل (القاشاني )ومباني خارجية بطايقين وهي سلسلة من الابوانات والرواق 00وتكون الاضرحة الطاهرة داخلية تغطى بقبب مزدوجة مطرزة بالفسيفساء والخزف وفنون الزخرفة المرايا والمقرنصات والبلاطات المزججة كتب عليها ايات قرانية كريمة الى جانب زخارف الذهب والمقرتضات والواح المرمر وقد سجلت جميع الترميمات والتجديد بنقوش على الجدران توثيقآ لهذه الرعاية والاهتمام 
وقد توصل الباحث في هذا الغور الواسع الى ان عدد انواع العقود (31)نوعا ريئيآوعند اجراء التحليل الهندسي لها حصل على اشكال تبلغ (53)شكلا مختلف وقد تم تثبيت الخصائص المشتركة للانواع كافة والاستفادة منها لاغراض الدراسة والمقارنة 
ومن خلال هذه الدراسة المستفيضة وجد ان قباب الاضرحة المقدسة في العراق الداخلية منها مستديرة او مدبية في حين الخارجية منها عقدمديب متجاوز وذات رقاب مختلفة 
وقد حفزتني مسالة في غاية الاهمية لابدمنها وانا اتناول هذا البحث العلمي الهندسي التخصصي المسهب ان اقدم خالص احترامي وتقديري لاستاذنا الكفلاوي لجهوده الخيرة والمتواصلة في كشف الغباروفتح سمات الاصالة لهذا الوضوع او الموقعية الرفيعة في نفوس المسلمين آملا لبقية مراقد السادة والشيوخ والاولياء الصالحين في العديد من مناطق العراق في بغداد وبابل والعمارة ونينوى وغيرها من المدن وان يكون القادم لديه عنهم فيه الشيء الكثير من الدراسة والتحليل والمقارنة وهو الجدير بذلك 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم المعمار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/26



كتابة تعليق لموضوع : في رحاب العمارة التاريخية دراسة هندسيه في العقود والاقبية والقباب الاسلامية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : عمار كريم ، في 2022/08/04 .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ... شكرا جزيلا للمعلومات القيمة المطروحة حول هذا الموضوع الهام جدا .... يرجى ابلاغنا عن مكان بيع هذا الكتاب داخل العراق ... واذا كانت لديكم نسخة PDF يرجى ارسالها لحاجتنا الماسة لهذه الدراسة مع فائق التقدير والامتنان.




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net