صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

رئاسةُ الوزراء، تُطيحُ برؤوسِ الزعماء
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بعدما أسقط الدعاة زعيمهم الأول، إبراهيم الجعفري، حينما تمت إزاحته عن منصب رئاسة الوزراء، هل سيعمد الدعاة هذه المرة لأسقاط المالكي(مختار العصر!) وتنصيب العبادي؟
   لا يمكن أن نقارن بين الجعفري والمالكي من جهة، وبين العبادي والمالكي من جهة أُخرى، فالفرق واسع وواضح بين الجهتين أولاً، وبين الأشخاص ثانياً، حينما تم التوافق على عدم ترشيح الجعفري إلى رئاسة الوزراء، لم تحدث ضجة كبيرة، وإنما رضي الجعفري أن يعود إلى مكانه كعضو في البرلمان، وممارسة عمله السياسي من هناك.
   قام الجعفري بإعلان حزب، وإنشاء كيان سياسي جديد تحت إسم(تيار الإصلاح)، بعدما أطاح به الدعاة، حينما تم إختيار المالكي رئيساً للأمانة العامة لحزب الدعاة، لكن الرجل بقي ومشروعه قائمين، فنراه اليوم أصبح وزيراً بعدما كان رئيساً للوزراء، ويمارس عمله الوطني، وإن كان من موقع أدنى، ولم يؤذ الجعفري الدعاة أثناء قيادته لأمانة حزبهم، أو بعد خروجهِ منها.
   أما المالكي، فلقد كان مجيئه إلى قيادة الحزب، خطأ كبير قام به الدعاة، فلقد جيَّر الحزب وأشخاصه لمصالحه الشخصية، ولأوامره الدكتاتورية، فلم يكُ يتجرأ أياً منهم على مناقشته، أو محاورته حتى، فقد طبقَّ فيهم مقولة حزب البعث الشهيرة (نفذ ولا تناقش!)، وبالفعل فقد أصبح الناس يلقبون حزب الدعوة، بحزب الدعوة العربي الإشتراكي.
   لقد عمد المالكي إلى إدخال عناصر من حزب البعث، إلى حزب الدعاة ولكن بإسلوب آخر، هو إنشاء ما يُعرف بكتلة دولة القانون، وعندما تم له الأمر عام 2010، وتمكن من نيل رئاسة الوزراء، عَمِل بكل جُهده مستعيناً بالعناصر البعثية، ولحد هذه اللحظة، على الإطاحة بجميع قيادات حزب الدعاة، وإبعادهم عن المشهد السياسي، وتشويه صورتهم بين الناس، فمرةً يصفهم بالكاذبين، ومرة أُخرى بالمقصرين بأداء واجبهم، فيوجه اللوم إليهم، وهو نفس إسلوب صدام المقبور مع جلاوزته، ولا فرق بين هذا وذاك.
   لا بأس بنصيحة الدعاة لعلهم يرجعون بعضاً مما ورثوه عن أوائلهم، العبادي مؤمن آل فرعون، فعساه يكون كذلك، وعسى الدعاة أن يكونوا سحرة فرعون الذين أمنوا بموسى، وتركوا عبادة فرعون.
   على الدعاة هذه المرة أن يسقطوا المالكي، ويختاروا العبادي، لا لأنه رئيساً للوزراء كما حصل في السابق، ولكن ليصلحوا ما تبقى من أمورهم، فهل هم منتصحون؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/30



كتابة تعليق لموضوع : رئاسةُ الوزراء، تُطيحُ برؤوسِ الزعماء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net