صفحة الكاتب : منتظر الصخي

رغم أنوفهم.. ويبقى الحسين
منتظر الصخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كثيرة هي المحاولات اليائسة، لإخماد ثورة الحسين عليه السلام، وإسكات هذا الصوت الحر، الذي طالب وبكل قوة بالإصلاح والتغيير، في أمة جده محمد " صلواته عليه وعلى آله" ثورة إندلعت شرارتها في العاشر من محرم لسنة 61 هجري، وحيث سطرت أروع الملاحم في التضحية، وبذل الغالي والنفيس، من أجل تحقيق أهدافها .
كانت الأمة تعيش حالة من الضياع والتفكك، بسبب ابتعادها عن القرآن والعترة الطاهرة، وهذا ما تسبب بوصول الطغاة إلى سدة الحكم، وفرض شهوات السلاطين بدل أن تنفذ القوانين الإلهية .
فالقوانين الوضعية لا ترتق بالمجتمع من حال إلى حال، لإنها من وضع الإنسان نفسه،  الذي لا يفقه ما يريد أن يعمله، كان لابد من ثورة لحفظ ما تبقى من الدين، وإصلاح ما يمكن إصلاحه، فإن بقت الأمور كما هي فالسلام على الإسلام .
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سمة ثورة عاشوراء، التي إريقت فيها دماء آل بيت النبي محمد "صلواته عليه وعلى آله" كان  الإسلام بأمس الحاجة لبث الروح فيه من جديد، إسلام لا يزال يعاني من سوء تغذية، بسبب ما تعرض له من محاولات لإبعاده عن جادته المستقية، لصنع إسلام آخر يناسب مقياس بعض الطغاة، الذين يسعون وراء الدنيا الفانية وزينتها، كان لا بد من دماء زاكية، لم تقترف أي ذنب أو معصية، تقضي جميع وقتها بطاعة تعالى"جل في علاه" .
وقع الإختيار على الإمام الحسين "عليه السلام"، الذي عمد على الخروج مع عياله، غير مبال بما سيحدث لإنه كان على علم بما سيجري، من سفك للدماء، وحرق للخيام، والسبي بالنساء من مدينة إلى مدينة، كان همه الوحيد الحفاظ على الإسلام، الذي ما كان ليستمر إلا بتضحيته، لإن الدماء التي ستراق ستصلح ما أفسده الطغاة، ولتحيي القلوب التي قست وإنارتها، وليكون معلما كبيرا في نيل الحرية، وثورة المظلوم على الظالم، وهذا ما أستلهمه كثيرون في الوقت الحاضر، كالزعيم الهندي غاندي الذي قال تعلم من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر، وأيضا رئيس جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا، وآخرون .
بعد ما إنتهت ملحمة الطف الكبرى .
ظن الطاغية يزيد أنه تمكن من إخماد الثورة بقتله للحسين، لكنه لم ينتبه أنه بقتله إياه سينتعش الإسلام مرة أخرى،  الثورة التي إنتصر فيها الدم على السيف، وتمكنت فيما بعد من إقتلاع عروش الطغاة، أخفق الطغاة من إخمادها، فكل من حاول الوقوف بوجه الحسين وأتباعه، ساءت أموره وإنتهى به الحال إلى مزبلة التاريخ، التي لا ترحم أحد .
يستلهم الأحرار من الحسين "عليه السلام" درسا كبيرا، في الإيثار وتقديم النفس قرابين للحرية التي ينشدها كثيرون، فالجريمة النكراء التي أرتكبتها الزمرة الأموية لن تنسى، فواقعة الطف عبرة وعبرة،  والشعائر الحسينية هي شوكة في عيون المتكبرين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر الصخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/31



كتابة تعليق لموضوع : رغم أنوفهم.. ويبقى الحسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net