صفحة الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو

اثارُ اللقمة الحرام
صلاح عبد المهدي الحلو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في 13رجب سنة 1327 أُعدِم ايةُ الله الشيخ فضل اللهِ النُّوري - قدَّس سره - لالشيءٍ الاَّ لأنَّه قال ربيَّ اللهُ,وعارض الحكم القاجاريَّ الظالم في ايران,طبعاً النَّاسُ المغلوبون على امرهِم امسكوا بيدِ تجلُّدِهم قطرات دموعهم,وحبسوا زفراتهم في سجون صدورهم,
أمَّا الشامتون فقد رقصوا قرب الجسدِ المعلَّقِ في الهواء من الرقبة,وغنَّوْا وعزفُوا الالحان المطربة والانغام المُشجية,ولكن الغريبَ في الامرِ انَّ ابنَ اية الله الشيخ النُّوري كان فَرِحَاً بموتِ ابيه ذلك العالم العامل,وكان يرقص على ايقاع الطبولِ,ويُنشدُ على اوتار القيثار ,ولكن لماذا؟
يقولُ العارفونَ ببواطنِ الامور,كان الشيخ يدرسُ في سامراء عند اية الله العظمى السيد محمد حسن الشيرازي قدس سره لما وُلِدَ له هذا الابنُ,ولم يكن هناك مرضعٌ له,لاادري,هل امُّه ماتت؟هل كان بها مرضٌ يمنعها من ارضاعه؟ ام انَّها أبَت أن تُرضعَ ولدها,وفي الفقه الاسلامي يجوز ان تمتنع الأمُ عن ارضاع طفلِها,أو أن تأخذَ على ارضاعه اجراً معيناً او اجرة المثل,نعم اذا غالت في الاجرة وكانت هناك مُرضعاً اخرى تُرضِعُهُ بأجرة اقل,جاز للاب ان يستأجر المرأة الاخرى....
المهم لم يكن في تلك الاوقات قبل نحو مئة سنة حليبٌ اصطناعي,فبحث الابُ الشيخ عن امرأةِ ترضع هذا الطفل فلقي واحدةً فأرضعته,وهنا حلَّتِ الكارثة.....فبعد يومين او ثلاثة اكتشف ايةُ اللهِ الشيخ انَّ هذه المرأة ناصبية,أيْ تُبغضُ الامام علياً عليه السلام,فسرعان مااستبدلها بواحدة اخرى...ولكن بعدَ ان تمكن حليبها من دم الولد وشحمه ولحمه صار الى هذا الحال ,يحتفل بموت ابيه!!!
لاتَعجبوا كثيراً,فأذا كان الابنُ احتفلَ بموت ابيه واعدامه على هذه الشاكلة,فأنَّ كثيراً من النَّاس - في شارع الروان- العام الفائت احتفلوا برأس السنة الميلادية الجديدة الذي صادف وفاة ابيهم الحق رسول الله صلى الله عليه واله,
وكثيرٌ من الشيعة - رأيتُهم بعيني- احتفلوا بزفاف عرس ابنائهم في ليلة وفاة الجواد,
وكثيرٌ من الناس كان يُكثرُ من المزاحِ في ليلة العاشر من محرم - ليلة الحجة,فإذا اراد ان يُصبحَ غيوراً على المذهبِ في نهارها,انتقد هذه الشعيرة او تلك,
نعم حين يُنجز الموظفُ المعاملة التي يستغرق وقتُ انجازها دقائق في ساعتين فهذا لقمة حرام,
وحين لايُعطي المعلمُ حقَّ الدرس فهذا لقمة حرام,
وحين يمنع الشرطي دخول الستوتات الى مقبرة وادي السلام في يوم المبعث الاَّ ان يأخذَ خمسة الاف دينارٍ فهذا لقمة حرام,
ولأنَّ الحرام تمكن عند كثيرِ منَّا من دمهِ وشحمه ولحمه,
اصبحت بعضُ الشعائرِ الحسينية حراماً لأنَّها جاءت من القوقاز والاتراك - مع انَّ هؤلاءِ مسلمون,واصبح عيدُ الحب (فلنتايم) حلالاً,وتقدَّماً وحضارة لأنَّها جاءت من ابناءِ العم سام وهؤلاء اطهر من مؤمني الشيعة في القوقاز والاتراك....
ياأحبتي هل أذيعكم سراً؟ لقد تمكن الحرام منَّا,واخشى أن يأتيَ يومٌ يكون فيه حبُّ عليٍّ بدعة,لاارانا اللهُ واياكم ذلك اليوم ورحمَ اللهُ الجميع.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح عبد المهدي الحلو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/07



كتابة تعليق لموضوع : اثارُ اللقمة الحرام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : اثير الخزرجي ، في 2014/11/08 .

تحليل منطقي بارك الله بكم .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net