صفحة الكاتب : ياسر الحراق الحسني

الإفادة بما في عاشوراء المغربية من عبادة
ياسر الحراق الحسني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يعتبر تخليد ذكرى عاشوراء في المغرب من أهم المناسبات الشعبية و أكثرها غموضاً. إذا ما تتبعنا منابر القضايا الاجتماعية و خاصةً الصحفية - لنذرة الدراسات بسبب تأزم البحث العلمي الإجتماعي في المغرب - فإننا نجد أن الغموض أصبح ملجأً لكل متحدث عن عاشوراء المغرب. هناك ميول لإعطاء عاشوراء صورة قاتمة لا بريق فيها سوى لسن البهجة التي تأخذ مكانها في بعض الأجواء الهامشية. أما الأجواء الهاشمية التي تطغى على هذه الذكرى عند المغاربة متمثلة في مظاهر العزاء و التمثيل لواقعة كربلاء بتفاصيل دقيقة جداً و التوسعة على العيال لا تكاد تسمع عنها شيئاً. قد لا تكون هذه أول مرة يأتي فيها قلم إلى الشاطئ العاشورائي المغربي لكي يتبرد قليلاً و يترك قطرات من واقع عاشوراء المغرب على طريق المطالعة و الإطلاع . لكن هذه هي أول مرة يتحول فيها القلم إلى جاك إيف كوستو يغوص في بحار الطقوس العاشورائية  في المغرب كاشفاً عن أسرار الحياة فيها. يشرح لك رمزية الماء و رمزية النار و حتى رمزية بريق سن البهجة الذي حرفة جنود المؤامرة كما حرف الذين هادوا الكلم عن موضعه. فهذه طقوس نضعها أمام اللبيب نثبت جريانها أولاً ثم نكشف المخفي منها ثانياً.
 
إظهار الحزن الشديد يوم "عاشور " و دلالة الملح 
 
في تقرير لجريدة العلم المغربية أعده الصحفي عبد الفتاح الفاتحي تحت عنوان "يوم عاشوراء في المغرب" (1) نجد معلومات جريئة و إن غاب التفصيل فيها عادةً ما يحاول الإعلام تجاوزها حول طقوس عاشوراء. 
 
التقرير أكد على أنه قبل يوم العاشر من محرم - الذي ذبح فيه الإمام الحسين و عدد من أهل بيته و أصحابه و سبي فيه نساء البيت النبوي - يسارع الناس إلى تنظيف البيت و إختزان بعض الأكل و تبييض الجدران إلخ .. يقول التقرير : "وتسبق احتفالات عاشوراء استعدادات سابقة عن المناسبة تنطلق من عيد الأضحى على مستوى تخزين أجزاء من لحم الكبش خصيصا ليوم عاشوراء، ثم تتوالى استعدادات أخرى منذ فاتح محرم تهم تنظيف المنازل، وإعادة تبليط الجدران وتبيض واجهاتها الخارجية بالجير، وغسل الثياب والاستحمام". 
و هذا ما يقف عنده عادة الإعلامي في المغرب ليقول أن أيام عاشوراء أيام بهجة و سرور. التقرير المذكور لم يقف عند ذلك الأمر ، بل قام بإعطاء الصورة كاملة حول حقيقة كون تلك الإستعدادات انما جاءت تمهيداً للتعبير عن الحزن. و يضيف التقرير :" وهناك من يمنع التطبيل والتزمير وإيقاد النار واقتناء فحم أو مكنسة واستعمالها إن وجدت، بل يصل الأمر عند بعض الأسر إلى عدم ذكر اسم المكنسة، وفي ذلك يقول المثل المغربي «الشطابا أعروسا والجفافا أنفيسة» -أي أن المكنسة عروس والجفافة نفساء-؛ للدلالة على تعطيل العمل بهما في هذا اليوم. الأمر الذي يسري على الملح الذي لا ينبغي أن يؤخذ أو يعطى أو يُسلَّف -والمقصود من ذلك إظهار الحزن- إلى بعد انتهاء أيام عاشوراء التي قد تستمر إلى العشرين من محرم وربما آخره، حيث يعلن عن انتهاء أيام الحزن بضرب الطبل". 
 
إذن المستفاد من هذا هو أنه في الموروث الشيعي المغربي تبدأ أيام الحزن من يوم العاشر إلى غاية العشرين مع إختلاف مع المروث الشيعي المشرقي حيث تبدأ أيام الحزن من اليوم الأول إلى اليوم العاشر. الأمر الذي استغله سماسرة التزوير و الأقلام المأجورة لتعويض القول بأن النفقة و الإستزادة و الإستحمام في الأيام التسعة الأولى عند المغاربة هي تعبير عن إحتفالات البهجة. و الحق كما تبين و كما سنزيد تبينه أن المغاربة في الإيام الأولى يستزيدون و ينفقون استعداداً لأيام الحزن في العشرة الثانية من أيام محرم. 
 
 
 
من المعلوم أن الإحتفال في أيام عاشوراء سنة من سنن الذين قتلوا و طاردوا السلالة النبوية إلى البلاد البعيدة مثل اجلاف بني امية واذنابهم كالحجاج بن يوسف وملوك بنى ايوب و أشباههم. ففي حين نجد في التقرير تركيز المغاربة على عدم أخذ أو إعطاء الملح ، يقول أبو الفتح الكراجكي في التعجب :"و من عجيب امرهم دعواهم محبة اهل البيت (ع) مع ما يفعلون يوم المصاب بالحسين من المواظبة على البّر و الصدقة والمحافظة على البذل والنفقة والتبرك بشراء ملح السنة" (2). إن للملح هنا لدلالة كافية على أن المغاربة انما أحيوا عاشوراء حزناً على فاجعة كربلاء من جهة، و مخالفة لما كانت تروج له الكيانات السياسية المشرقية  و إلى حد ما الأندلسية من مظاهر الفرح أيام عاشوراء من جهة أخرى . 
 
التوسعة على الأطفال و اللعب ذات الطابع الحربي و الفواكه الجافة 
 
يسعى الإعلام المغالط أن يدفع بنظرية إبتهاج المغاربة بعاشوراء عن طريق احتساب التوسعة على الأطفال و شراء اللعب التي يغلب عليها الطابع الحربي لصالح هذه النظرية. انها لنظرية مقطوعة الجذور لا أصل لها غير كونها تغلغلت في مناسبات عدة في الماضي البعيد و القريب على حد سواء دون أن تنجح في كسب قلوب و عقول المغاربة التي يسيطر عليها حب أهل البيت النبوي. فلا شك أن نزوح بقايا الأمويين من الأندلس في الماضي البعيد و المد الوهابي المعاصر لهما أثر في التشويش على أصالة عاشوراء المغربية. أقول "تشويش" لأن وجدان المغربي لا يستحلي الإبتهاج في أيام مأساوية فزع بها أهل بيت النبوة. فأما عن التوسعة على الأطفال ، فإنما غرضها تشجيعهم على المشاركة في طقوس العزاء المختلفة و تهيئتهم ليوم العاشر الذي لا نار فيه و لا ملح و لا إستحمام و لا طبل و لا هرج. و من البديهي أنه حتى عند الشيعة المشرقيين يوسع على الأطفال في مجالس العزاء في العشرة الأولى من محرم حيث تفرق عليهم الحلويات و يسمح لهم باللعب و القفز و الجري في الحسينيات و يؤخذون أخذاً جميلاً و يعاملون برفق خاص من أجل تشجيعهم على المشاركة. فمن هنا يبطل القول بأن التوسعة على الأطفال هي من مظاهر الفرح و الإبتهاج.
 
إن لعب الأطفال التي كانت تروج أيام عاشوراء كما شهدناه في طفولتنا و شهده قبلنا الآباء اللعب ذات الطابع الحربي. فكانت سيوف البلاستيك الصلب و اقنعة الرأس لشخصيات مخيفة و المسدسات و المفرقعات تطغى في الازقة و الأحياء عند الذكور. هذا إلى جانب دمى أطفال و رضع تشترى للفتيات. و الأصل في هذا هو إعادة تمثيل الملحمة الكربلائية في كل حي من أحياء المغرب. مثل هذه الأشياء تجدها عند الشيعة المشارقة الذين يقيمون مسارح صغيرة تعيد تمثيل أحداث كربلاء. صحيح القول كما جاء في التقرير السابق الذكر أن هذه العادات في المغرب "موغلة في الخصوصية المحلية، لا تحيل على الأحداث التاريخية الإسلامية إلا لماما، وهي عادات قد لا تكون مؤطرة بوعي". لكن هذا لا ينفي حقيقة أصل هذه العادات. السعي بين الصفا والمروة ركن أساسي من أركان الحج والعمرة. هل كل الحجاج يحيلون السعي بين الصفا و المروة على أحداث تاريخية تتعلق بسعي السيدة هاجر زوجة النبي إبراهيم سبعة اشواط ؟ الوعي يزيد و ينقص لكن الشعائر تبقى هي هي أصلها ثابت و هذا ما نريد التركيز عليه في موضوع طقوس عاشوراء في المغرب.
 
أما قضية إقتناء الفواكه الجافة و في عاشوراء بالذات فلا علاقة له لا بالبهجة و لا بالسرور. المغاربة في أيام العيد لا يشترون الفواكه الجافة.  تشتهر الإحتفالات و الأعياد بقيام كل بيت بعجن حلويات العيد بمختلف انواعها (مثل الكعبة، المحنشة، البريوات، الملوزة، الفقاص، السفوف، المقروط و غيرها)، كما يعيد المغاربة على بعض أنواع الطرب العتيق و يشترون لأنفسهم الملابس الجديدة. اننا هنا نذكر الأجانب عن الثقافة المغربية من صحراء نجد و الذين يقدمون لنا مراسيل فاسدة عبر فضائياتهم المخلة بآداب التفكير السليم بأن شراء الفواكه الجافة في المغرب يدخل في باب الإستعدادات لأيام العزاء التي لا بيع فيها و لا شراء عند المتمسكين بالعادات العاشورائية و ذلك لأن المواد الجافة لا تفسد بسرعة. ثم إن أكلة يوم العاشور ليست جملاً مشوياً مرشوشاً بالفواكه الجافة كما هي العادة في نجد. أكلة العاشور التقليدية هي الكسكس المعروفة في أجواء العزاء. 
 
عزاء الدفوف وبعض الآلات المشابهة 
 
لا تكاد تجد طقساً من طقوس عاشوراء في المغرب إلا و هو محاط بالمغالطات و الأكاذيب لتحريفه عن معناه الصحيح. فمن المغالطات الكبرى حول طقوس عاشوراء في المغرب إعتبار عدد من السطحيين شراء الدفوف و بعض الآلات المشابهة تعبيراً عن الفرح. ذلك و كأن النساء تشتري الدفوف و ما شابه للغناء و الرقص. إن حقيقة الأمر تتضح من خلال متابعة ما تفعله النسوة بالدفوف. و الغريب أن السطحيين لا يعتبرون شراء الطبل و الغيطة و استعمالهما في رمضان لإيقاظ الناس للسحور غناء بقدر ما يعتبرونه مسألة عبادية. لكنهم أبوا إلا أن يروا في شراء الدفوف و ما شابه أيام عاشوراء تعبير غناء. فإذا عدنا إلى استعمالات الدف و الألات المشابهة كالتعريجة مثلاً من طرف النسوة أيام عاشوراء فإننا نجدها لا تختلف عن إستعمال أداة مشابهة عند الشيعة المشرقيين قلباً و قالباً. في عزاء المشرقيين أيام عاشوراء تستعمل هذه الآلات في عزاء الزنجيل و التطبير على إيقاع رثائي.
 
في المغرب، ينقل تقرير جريدة العلم السابق الذكرشيئاً مشابهاً فيقول ناقلاً التعابير كما هي بالدارجة المغربية :
 
"يطبلون ويزمرون ويغنون، بأهازيج، تتغنى بعاشوراء كشخص متوفى، ترديد لا يفقه أحد رمزيته ولا سياقه، ك «عاشوري عاشوري.. عليك نطلق شعوري» و» هذا عاشور ما علينا الحكام أللا... عيد الميلود كي يحكموا الرجال أللا...». 
 
هنا تستوقفني بعض الكلمات التي استعملها التقرير في غير محلها. فمثلاً، التقرير يتحدث عن رثاء الميت و عن تعبيرات تتعلق بالندبة و التفجع و التي تقولها النسوة مثل عبارة كونهن سينشرن شعرهن على عاشور الذي يشبه عندهم بعزيز فقيد. ونشر النسوة لشعرهن تفجعاً بعد وفاة قريب أو عند المصيبة مسألة عريقة لا علاقة لها بالغناء و الرقص. جاء في كتاب أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام بعد وصف مسيرة السبايا من الشام الى المدينة ما نصه: "فلما دخلوا المدينة خرجت امرأة من بني عبد المطلب، ناشرة شعرها، واضعة كمها على رأسها، تلقاهم وهي تبكي وتنشد: 
 
ماذا تَقولونَ إِن قال النبيّ لَكُم *** ماذا فَعَلتم وَأنتُم آخرُ الأممِ
 
بِعِترتي وَبِأَهلي بعدَ مُفتقدي*** مِنهم أُسارى وَقَتلي ضرّجوا بدمِ
 
ما كانَ هَذا جَزائي إِذ نَصحتُ لَكم *** أَن تَخلِفوني بِسوءٍ في ذوي رَحِمي`` (3)
 
ولهذا يصح الحديث عن الإنشاد و لا يصح وصف صاحب التقرير للإنشاد و الرثاء بأنه تغنٍ لأن النقيضان لا يجتمعان. و حضور الدف في مثل هذا النوع من العزاء الحسيني في المغرب لا يختلف كثيراً عن حضور الطبل في عزاء الزنجيل في المشرق مثلاً.
 
"التزمزيمة" و دلالة الماء 
 
إنه لمن المؤسف أن الباحث الأمريكي أو الأوروبي عندما يريد البحث في طقوس عاشوراء المغربية لا يجد سوى كتابات عفوية بسيطة بعيدة عن الدراسة العلمية كل البعد. فتجد احدهم لما يتحدث عن دلالة الماء و استعمالاته في طقوس عاشوراء يقول لك :  "سألنا السعدية " في القرية الفلانية! و النتائج بلا شك تكون منقصة للباحث و البحث أو التقرير عن مثل هذه الطقوس. فمثلاً في التقرير المعتمد في هذه الورقة تجد معده يعترف بقيام المغاربة في إحدى طقوس الماء العاشورائية في المغرب برش الماء على الأطفال خاصةً و بعنف، و أحياناً بعد ربطهم كما كان يفعل بنا عند الصغر. لكنه في شرح ذاك كله يترك محور الذكرى العاشورائية و الذي هو الحسين الذي ذبح بعد منعه من الماء هو و أهل بيته و أصحابه . فيذهب الصحافي شارداً إلى القول إن هذه العادة جاءت من اليهودية لأنهم كانوا يرشون الماء في عاشوراء تارةً، و أخرى يزعم أن قضية الماء تتعلق بالإستحمام مناقضاً نفسه بعد قوله في بداية التقرير أن الإستحمام لا يكون في اليوم العاشر من محرم. 
و حقيقة الأمر الجلية أن مسألة ربط الأطفال و رشهم بالماء هي طقس يحاول من خلاله المغاربة اعادة تمثيل مشهد الحرمان من الماء الذي حدث في كربلاء حيث حرم الإرهابيون التابعون لخلافة يزيد بن معاوية أهل البيت من الماء و تركوهم عطشى في إنتظار ذبحهم. و هذه تختلف عن وظيفة  الماء في الطقوس المشرقية الشيعية حيث يسجل في بلاد مثل الهند و العراق خاصةً إنتشار المتطوعين للقيام بتوزيع الماء على المشاركين في مواكب العزاء. 
 
و إذا كان الذين يقولون أن رمزية الماء جاءت من اليهودية أو أنها مجرد إستحمام كما نقلوا عن السعدية لم يأتوا بوثيقة غير القيل و القال، فنحن في هذا المورد نتحفهم بواحدة مما لا يعد و لا يحصى من الأدب الموروث يشرح لك دلالة الماء في كربلاء .يقول الشيخ جعفر الحلي (ت 1315 ه ) في إحدى قصائده :
 
 
أو تـشتكي الـعطشَ الفواطم عنده *** وبـصدر صـعدته الـفرات المفعم
 
فـي كـفه الـيسرى الـسقاء يـقلُّه *** وبـكفه الـيمنى الـحسام الـمخذم
 
 
``الشعالة`` و دلالة النار
 
يقال لها ``الشعالة``، ``شعايلة`` و ``تشعالت`` في اللهجة الأمازيغية. هي عبارة عن طقس عاشورائي مغربي يتم خلاله إشعال نيران ضخمة في الساحات، سواء في البوادي أو داخل بعض المدن. نيران يحيط بها الأطفال و النساء ثم يشرعون في القفز عليها. يعترف تقرير جريدة العلم المغربية المعتمد هنا و غيره من التقارير بأن طقس إشعال النيران ثابت و مستمر كتقليد مغربي. و تجمع التقارير كذلك على أن الذين يباشرون القفز على النيران هم النساء و الأطفال. لكن الغريب هو أن كل التقارير حول طقس الشعالة تعطي تفسيرات متشابهة واهية تربط هذا الطقس بإخراج الأرواح و ما شابه. يقول الصحفي عبد الفتاح الفاتحي :`` يتم إشعال نيران ضخمة في الساحات، سواء في البوادي أو داخل بعض المدن، يحيط بها الأطفال والنساء، حيث يشرع في القفز عليها باعتبار أن ذلك يزيل الشر ويبعده``. و هذا الكلام لا قيمة له من الناحية العلمية و يعبر عن غياب مخيف لوعي الصحافة بتاريخ المغرب و تاريخ عاشور و تاريخ ``الشعالة``. فإذا كان القفز هو لطرد الشرور، لماذا إذن لا يقفز الرجال كذلك ؟ لماذا يقتصر في القفز على النساء و الأطفال؟! الجواب هو أن الشعالة كما باقي الطقوس الهدف منها إعادة تمثيل التراجيديا الكربلائية. التاريخ يقول أنه لم ينج يوم عاشور سوى النساء و الأطفال الذين وجدوا نفسهم في النهاية يقفزون على النيران للخروج من معسكر الإمام الحسين. و ذلك بعد قيام جيش الطاغوت الأموي بحرق الخيام فيه. و لا يخفى عن اللبيب أن المغاربة يحيون بالشعالة ذكرى حرق الخيام في كربلاء و هلع النساء الناجيات و الأطفال من معسكر الإمام الحسين. تفسير يتلاءم مع الذكرى لينسف الشروحات المتكلفة و المتصنعة و الخيالية أحياناً التي يقدمها الإعلام المغالط . و أما إعادة تمثيل إحراق الخيام في عاشوراء عند شيعة المشرق فهي مسألة لا تحتاج إلى دليل. القنوات الإخبارية  التركية و العراقية و الإيرانية و غيرها يعج ارشيفها بما تورده كل عام عن المسارح الشعبية. المواطنون الشيعة في مثل هذه البلاد يعيدون إحياء مأساة حرق الخيام في الشوارع كل سنة. 
لقد كانت هذه الورقة افادة بما في عاشوراء المغربية من عبادة. فالطقوس التي طالما عانت من التزييف المقصود و غير المقصود اليوم تهدى دلالاتها إلى طلاب العلم و المعرفة.  فلم يعد بعد اليوم مجال أمام المتحدثين عن عاشوراء سوى القبول بحقيقتها. عاشوراء في المغرب هي أيام الحسين بفواكهها الجافة و بالدفوف و الطبول و المياه المرشوشة و النيران المشتعلة. هي كذلك بمقاطعة الملح و المليح في اليوم العاشر  و بزياره القبور و التوسل. و مهما حاول الإعلام المغالط الإيحاء بعكس ذلك و قد حاول، إلا أن الحق كما قيل يعلو و لا يعلى عليه.
 
 
 
___________________
 
1. يوم عاشوراء في المغرب، عبد الفتاح الفاتحي، العلم 14 /01 / 2009.
 
2. أبو الفتح الكراجكي، التعجب - مطبوع ضمن كنز الفوائد- ص 45. 
 
3. عمر كحالة ،أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام، ط دمشق، ص 508 .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياسر الحراق الحسني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/27



كتابة تعليق لموضوع : الإفادة بما في عاشوراء المغربية من عبادة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net