صفحة الكاتب : الشيخ جميل مانع البزوني

الشيخ محمد امين المامقاني مرجعية قبل الاوان
الشيخ جميل مانع البزوني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ينتمي الشيخ المامقاني الى اسرة علمية عريقة امتازت من بين العوائل العلمية ان جمعت بين شتى صنوف العلم خصوصا الفقه والاصول والرجال والاخلاق وغيرها.
     وقد برز من هذه العائلة عدد غير قلل من الشخصيات التي اخذت زمام المبادرة في البروز بقوة في العلوم المختلفة .
     والشيخ المامقاني من طلاب البحث الخارج عند السيد الخوئي وقد عرف بتدريسه للدروس الخاصة بالفقه والاصول وقد ربى عددا من الطلاب المميزين من اساتذة الحوزة العلمية وقد عرف على مستوى التدريس بتدريس مادة الكفاية وهي من اهم المواد التي يتلقاها الطالب في الحوزة العلمية لانها تؤهله لحضورالبحوث التخصصية العليا.
      وقد كان الشيخ مهتما بالتاليف في تلك الفترة وصدر له عدد من المؤلفات التي امتازت بمنهجها القريب من الاسلوب العلمي في كتب منهج الرشادونحوه من الكتب الاخلاقية والتي كتبها بعض علماء هذه العائلة .
      وكان الشيخ المامقاني قد جمع بين الافكار الارشادية والمفاهيم القرانية لما بين الامرين من ترابط ولقاء واضح على مستوى الفكر والاسس التي انبثق منها الافكار السلوكية في حياة طلاب العلوم على مستوى طلب العلم او على مستوى تلقينه للاخرين وقد كان هذا التمازج بين الجانبين واضحا في القصص القرانية التي فصلت العلاقة بين الانبياء واتباعهم .
     وقد برز الشيخ على المستوى المذكور من خلال عدد من المؤلفات التي صدرت له وكشفت عن توجهه في هذه المسائل وكان كم التاليف عنده واضحا حيث صدر له عدة مؤلفات في هذا الامر .
   وقد بدا الشيخ المامقاني في نهاية التسعينات وبداية الالفين باعطاء درس البحث الخارج على عدد قليل من طلبته المقربين في بيته قرب مكتب السيد محمد سعيد الحكيم وهو مكان صغير وهو جزء من المنزل الذي يسكن فيه ثم انتقل بعد عدة سنوات الى منزل اخر وصار منزله السابق محلا للدرس وتوزيع المساعدات على طلاب الحوزة واسس لجنة للامتحانات وبدا بتوزيع مبلغ من المال على الطلبة الناجحين في ذلك الامتحان .
    وفي تلك الايام كان اسم الشيخ من ضمن الاسماء المعروفة في تاييد مرجعية السيد السيستاني وهو نهج سار عليه اكثر فضلاء الحوزة واساتذتها لما للسيد السيستاني من مكانة مرموقة عند الطبقة الاولى من اساتذة السطوع العليا ومنهم الشيخ المامقاني .
    وكان راي بعض طلاب الشيخ المقربين ان الشيخ ليس بحاجة الى التصدي واعلان نفسه مرجعا مع وجود هذا الجيل من علماء الشيعة , وقد اكد بعضهم ان الشيخ لايشك احد في كونه من خيرة اساتذة السطوح العليا ؛ الا ان التصدي له موجبات اكثر من مجرد اعطاء البحث الخارج وقد تبين ان هذا الكلام ليس بعيدا عن الواقع لان حجم المراجع الموجودين في النجف غطى على تصدي الشيخ وامثاله ولم يترك لهم مجالا واضحا وكان المناسب ان يستمر الشيخ في درسة التخصصي ويحاول ان يبني طلابا له وفق ارائه الجديدة ثم يتصدى عندما تكون هناك حاجة للتصدي كما يفعل الان عدد من الاساتذة البارزين في الحوزة العلمية ولم يخرجوا من ثوب اهل الخبرة ابدا كما انهم لم يفقدوا مكانتهم بين الاساتذة لان التصدي بلا موجب يضر اكثر مما ينفع ولذلك ظهر البعض من الاساتذة الذين تصدوا من دون حاجة موجبة بمظهر الباحث عن المكانة وهو امر لا يتناسب مع التوجه العام للحوزة العلمية في النجف الاشرف فان مثل الشيخ الفياض كام معروقا بين الوسط الحوزوي بدرسة ومؤلفاته التخصصية ومع ذلم لم يكن متصديا للمرجعية ابدا الا بعد ان اصبحت الحاجة ملحة لتصديه في الساحة حتى انه لم يكن من المتعارف ان يتصدى العلماء الافغانيون في النجف الاشرف وربما كان تصدي الشيخ حاجة ملحة في تلك الفترة وهذا ما تبين فعلا حيث ان الطلاب الذين رباهم الشيخ خلال السنوات الماضية اعطوا له مساحة كبيرة في اذهان الفضلاء واهل الخبرة ولم يكن لتصديه اي اثر سلبي في البين ان لم يكن التصدي متاخرا كما يرى البعض من الفضلاء.
     واما الشيخ المامقاني فقد كان امره مختلفا من جهتين :
الاولى : صغر سن الشيخ بالنسبة للاساتذة والمراجع المتصدين في الساحة حيث ان مسالة العمر الذي يتصدى فيه الانسان يشكل عاملا من عوامل نجاح ذلك التصدي كما يلعب دورا مهما في الحصول على القبول التام في ذهنية الوسط الحوزوي العام .
الثانية:عدم اخذ الشيخ فترة طويلة في القاء البحث الخارج بعيدا عن التصدي الامر الذي جعل التصدي بمعية اعطاء البحث وكانه اداة من ادوات التصدي ليس اكثر مع ان الذهنية العامة ليست قابلة لمثل هذا النحو من التصدي وبهذه الطريقة المذكورة .
  وقد شكل هذان الامران مشكلة كبيرة في ازدياد حجم القبول عند الوسط مما جعل البحث الذي يلقيه الشيخ واحدا من البحث وليس نموذجا جديدا يسعى خلفه طلاب العلم خصوصا وان الشيخ لم يكن من الذين برزوا على مستوى الاختلاف الفقهي في الفترة المتقدمة مما جعل نوعا من الغياب يعتري شخصية الشيخ وذلك لعدم التميز بين الاساتذة بشيء جديد وهو امر واضح التاثير على الذهنية العامة في الوسط الحوزوي الاول اعني اهل الفضل والخبرة .
   وليس من المتوقع ان يكون للشيخ دور كبير في قضية المرجعية بل سيبقى في المرتبة التالية بالرغم من ذلك الا انه لا يمكن انكار ان مكانة الشيخ العلمية محفوظة عند عدد غير قليل من اساتذة السطوح العليا .
   كما ان البحوث التي فتحت بعد عودة العديد من اساتذة البحث الخارج الى العراق قد اثر بصورة سلبية على حضور درس الشيخ بسبب التعارض بين الدروس وهو امر سببه انحصار الدروس التخصصية في ساعات الصباح الخمس الاولى وهو امر لافت جدا وقد يصادفه الانسان في كل مكان يكثر فيه اساتذة البحث الخارج وليس لذلك مدخلية في قيمة الدرس او مكانة الاستاذ العلمية .
    وبالرغم من ان الشيخ لا زال يعطي دروسه بانتظام وعلى مستوى البحث الفقهي والاصولي الا انه مع وجود هذا الرعيل من العلماء لا شك في انه لن يحظى بمكانة كبيرة لكن من الممكن ان يحظى الشيخ بمكانة اكبر عند ذهاب هذا الجيل من العلماء الكبار وهو امر ليس متوقعا قبل مرور عقدين من الزمن على اقل تقدير .    

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ جميل مانع البزوني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/27



كتابة تعليق لموضوع : الشيخ محمد امين المامقاني مرجعية قبل الاوان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net