صفحة الكاتب : اسامة العتابي

عاشوراء ووعي الأستقبال
اسامة العتابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هناك عدداً من الأسئلة وهي أسئلة بمقتضى أنتمائنا للإسلام، ومدرسة أهل البيت (ع)، وبمقتضى وعينا الإسلامي، والذوق الذي تُربّى ونُمي في ظل وعي أهل البيت (ع)، لها أجوبة في صدورنا، وفي عقولنا ووعينا وكل ما يطلب، ونحن نمتلك الجواب على السؤال ، وعلينا أن نقارن بين الاجوبه ، بينما هي الإجابة في الفكر الديني في داخلنا وبينما عليه واقعنا الخارجي محاولين تغيير الواقع والتصحيح الجاد للواقع ، فمع بداية كل عام هجري ، تتجدد ذكرى استشهاد الإمام الحسين ( ع ) وأهل بيته وأصحابه الكرام ، الذين سطروا أروع البطولات وأنبل المواقف على كل الصعد .. بحيث تحولت هذه المعركة إلى مدرسة متكاملة للبطولة والوفاء والتضحية والشجاعة والبسالة والاستشهاد ..
ومع كل عام تتجدد هذه الذكرى بقيمها وأشخاصها ، فنستذكر بطولاتهم ، ونستلهم الدروس والعبر من تضحياتهم .. ونتعلم من هذه المدرسة معاني الوفاء والكرامة وسبل الحفاظ على المقدسات والكرامات ..
لهذا فإننا بحاجة مع بداية كل عام هجري ، أن نسأل : كيف ينبغي أن نستقبل عاشوراء الحسين ( ع ) ، وكيف ينبغي أن نتعامل مع بطولات أهل بيت الحسين عليهم السلام ، ونبل وتضحيات أصحاب الحسين رضوان الله عليهم ؟
فهل نتخذ عاشوراء مسرحية ملهاة أو مسرحية مأساة أو مأتماً من مآتم، الأهل حين يموتون؟ او هل نتخذ عاشوراء مدرسة نظرية؟ او نتخذها دورة تطوير للإنسان والحياة ؟
والجواب في صدوركم واضح جداً، وقارنوا بين ما تملكونه من جواب وما تختارونه من بين هذه الفروض وبين ما عليه الواقع الخارجي..
فهل عاشوراء يمكن أن تتخذ مسرحية ملهاة ومسلاة ، فقطعاً للرّوتين الموجود في كل سنه تتخذ عاشوراء كمسرحية وتتكرر كل سنه ، ودخولاً في لونٍ من النشاط الاجتماعي المباح سياسياً، فنستفيد من عاشوراء في كل سنه هي ان نفرح أكثر مما نحزن، ولنلتقي مع بعضنا البعض في لقاءت جماعية واسعة وعلى موائد كريمة مادية، وفي مواكب تجوب الشوارع ، ويكثر نظّارتها والمتفرجون عليها، ونحن نستعرض العضلات، و نُبرز فنوناً من الأداء الموكبي العزاءي لنلفت النظر، ثم نعود من بعد الموكب نتفكه ونثرثر ونقارن بين هذا الموكب وذاك الموكب، وأيّ موكب أكثر بروزاً وأيّها يَستلفت نظر الجمهور بصورة أكبر ، فإنها الملهاة والمسلاه نتّفق عليها كثيراً، ونخرج من بعد العاشر أو الحادي عشر بنفسية منفتحة على الحياة أكثر مما كنا ، كما ان تُتخذ عاشوراء مسرحية ولكنها من نوع المأساة التي تعمق الجراح في النفس وتذيب الفؤاد، وتستدر الدموع وربما تكون لتخفيف المأساة الواقع فنعيش مأساة كربلاء أو نقيم مأساتنا بإسم كربلاء من أجل التعبير عن مأساة واقعنا وآلمنا ، ويمكن أيضا أن تُتخذ عاشوراء مأتماً نذرف فيه الدموع لضيق الصدر واعتصار القلب ولكن بمستوى أن هناك جثثاً مطرّحة، وأشلاء ممزّقة، وخيمات محروقة ومناظر بشعة ارتكبتها جريمة الأمويين. وهي مشاهد في حد ذاتها تذر الدمع وتكوي الفؤاد ، لمناظرة القتل وبعثرة الأشلاء فنحن نبكي على حدّ بكائنا وهو عندما يموت واحد من الأحبة، او عندما نفقد بعض الأهل..
فهل عاشوراء هي للفرض الأول، ام للفرض الثاني، ام للفرض الثالث؟ أم لهذا الفرض الرابع؟ وهو أن نتخذ من محرم مدرسة نظرية نستوعب فيها دروساً إسلامية على من مستوى الفكر محاولين أن نفهم من عقيدتنا شيئاً، نفهم من أحكامنا الفقهية شيئاً آخر، نتوفر على شيء من المفاهيم الإسلامية، هذا فرض آخر أيضاً. شيءٌ أكبر من هذا وذاك وهو أن محرم دورة تطهير ودورة تطوير، دورة بعثت للإنسان فيه الحياة ، للإنسان في كل أبعاده، وللحياة في كل مناحيها.فأيّ الفروض هي عاشوراء ؟
ويبقى السؤال إلى حينٍ وأنتم تملكون الجواب فانظروا كم ننفق من أجل محرم، كم نعطي من وقت، كم تتعطل من دراسة، كم يتعطل من عمل، كم يبذل من جهد، هذا كله من أجل أيّ فرض يصح لنا أن نبذله.
وسؤال آخر  هل ان محرم هو موسم للقبيلة أم موسم للمنطقة؟ محرم موسم للحزب؟ ام موسم للإسلام؟ والفرض المختار، عندكم على المستوى الفكري واضح، ولكن انظروا كم هو الفرق الشاسع بين ما يبادر لاختياره من بين هذه الفروض وبين ما تدل عليه الممارسة الواقعية والخارجيه .
 
يمكن أن نقول محرم من أجل تعزيز موقع القبيلة، من أجل إعطائها موقعية اجتماعية أكبر، حيث أنها تمتلك الحسينية في المنطقة، وامتلاك الحسينية في المنطقة يعني شرفا، يعني سمعة، يعني جاهاً. يتغذى بهذا الشعور الشيخ والشاب من أبناء القبيلة والمرأة والرجل ، إذاً تستحق الحسينية أن يبذل من أجلها، ويستحق الموكب أن يقام مادام في ذلك عزّ القبيلة وشرف القبيلة وجاهها. ولماذا لا ندخل في تنافس مناطقي؟ ولماذا نصرّ على أن تتقدم منطقتنا على المناطق الأخرى ؟ ولماذا لا أبذل من المال الكثير من أجل القديح، فليكن هذا معبودي وأنا أقيم الحسينية، وأنا أرفع من مستوى النشاط في الحسينيّة، وأنا أبذل كل جهدي من أجل أن يكون موكب الحسينية هو أكبر المواكب، وأشدها إصرارا على التطوير. أو نجعل المحرم موسماً للإسلام يتركز فيه الاسلام في العقول، في النفوس، في الأرواح، في الواقع العملي بدرجة أكبر، محرم أهو للفرقة المذهبية؟ لتغييب المذهب؟ او لعرض الإسلام وتركيز الوحدة الإسلامية؟ ثلاثة فروض هذه فأي منهما هو محرم ويمكن أن يكون محرم لهذا الفرض أو ذاك من بين الفروض الثلاثة.
هل نريد لعاشوراء أن نزرع به الفرقة المذهبية... او نركزها او نلهب الشعور بها... نزيد من الهوَّة بين السنة والشيعة؟ يمكن لك أن تتخذ عاشوراء لهذه الوظيفة، ولهذا الهدف، وبذلك تمزق أكثر، وتبعثر الوجود الإسلامي بصورة أوضح، وهناك ضد لهذا الأمر وهو أن نغيب المذهبية، او أن نميع المذهبية ان صح  التعبير، او أن نقتل الشعور بالمذهبية من خلال شعارات عاشوراء، ومن خلال طرح المنبر الحسيني، اوطرح الموكب الحسيني. للخيار الثالث او أن نعرض الإسلام، او أن نبرز عظمة مدرسة أهل البيت (ع)، او أن نقدم الدروس الفكرية والدروس النفسية، والدروس العملية التي تهدي لها مدرسة أهل العصمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، او أن نبين كون قيادة أهل البيت لكل المسلمين، وما منهم إمام إلا وأخلص لهذه الأمة بكل فصائلها وبكل مذاهبها وأنهم عاشوا الآلام العنيفة، والمقاساة الشديدة من أجل الضال، ومن أجل المهتدي، ومن أجل الشيعي والسني، من أجل الأسود والأبيض، من أجل الحاكم والمحكوم، أرادوا النجاة للجميع، أرادوا الجنة للجميع، أرادوا لهذه الدنيا أن تتحول جنة في حياة المسلمين، وأن تنعم كل الأرض بالإسلام ، لتكون كل الأرض جنة وكل يوم عاشوراء وتصبح كل ارض كربلاء .
ما هي المواضيع التي يطرحها الخطيب فيما ينبغي؟ مثلاً ما هي المشاكل التي يعالجها؟ هل للخطيب أو عليه أن ينشغل بالواقع؟ السنة توجد مشكلة فعلى الخطباء كل الخطباء أن يشتغلوا بهذه المشكلة القائمة مستغرقة لهم؟ وفي العام القادم تأتي مشكلة أخرى عليهم أن يذوبوا في تلك المشكلة؟ - هذا طرح موجود..
أنتم يا من تستعدون لإحياء موسم استشهاد الإمام الحسين (ع) ليس لكم أن تحيوا ذكرى كربلاء قبل أن تفهموا الحسين (ع). لابد أن نفهم الحسين (ع)، وإلا قد نسعى بعيداً جداً عن أهداف الإمام الحسين (ع)، عن شخصية الإمام الحسين (ع)، ونحن نحاول أن نقترب منه، فإنك حين تتعامل مع الحسين (ع) وأنت لا تفهمه قد تسيء إليه كثيرا. علينا أن نفهم أهداف الحسين (ع)، أساليبه، أخلاقيته في حربه وسلمه أولاً. الحسين (ع) الذي لم يدخر قليلاً ولا كثيراً في مواجهة الحكم الأموي الطاغي الظالم، من أي منطلقٍ انطلق في ذلك، ماذا كان هدفه؟! ما هي الأساليب التي استعملها؟! ما هي الأخلاقية التي ظهرت على كلماته، على مواقفه، هل كان قبلياً؟! - عودوا لأسئلتنا هل كان الحسين (ع) تحرك تحركاً من أجل الملهاة، من أجل المأساة، من أجل أن نقيم مأتماً عليه، من أجل أن يحيي الإسلام نظريا؟!
أو كان تحرك الإمام الحسين (ع) من أجل أن يحيي الإنسان بالإسلام، وأن يبعث في الناس الحياة، وأن يحل ذكر الله في القلوب محل أي شيءٍ آخر يصد عن ذكر الله؟! هل كان تحرك الإمام الحسين (ع) لعز بني هاشم؟
ما أضيقه من هدف؟! وما أكبر الإمام الحسين (ع)؟! فكان الاستقرار الأمني في مكة، والمدينة موجود؟! فالحسين (ع) له قلبٌ لا يتسع له هذا الكون، فكيف يرضى الإمام الحسين بقفص مكة والمدينة؟!
الإمام الحسين (ع) هل استولت عليه المأساة؟ هل عُرف يوماً ما باللهو؟! إنّه عليه السلام ليس من أجل قصة ملهاة، ولا مأساة، إنما هو (ع) من أجل دورٍ خلافي صادقٍ في الأرض، يحيي به الأرض والإنسان، ويعطي للإسلام الحاكمية على الأرض، فمحرم لابد أن يكون دور تطوير للإنسان والحياة كما يشتهي الإمام الحسين (ع)، وكما يتناسب مع الإمام الحسين (ع). محرم موسم للقبيلة للمنطقة للحزب للإسلام؟ الحسين ليس قبلياً، العباس (ع) إنما ضحى واستشهد بين يدي الإمام الحسين (ع) ولم يرض بعرض الشمر وابن سعد، بالبقاء في الحياة والمركز، والشرف الدنيوي لا من أجل أخوة الإمام الحسين (ع)، وإنما من أجل إمامة الإمام الحسين (ع). فمحرم يريده منكم الحسين (ع) لا لقبيلتكم، لا لأحزابكم، لا لمناطقكم. كل ذلك مردودٌ علينا، كل ذلك لو تقدمنا به للإمام الحسين (ع) لسوّدنا وجهنا عند الإمام الحسين (ع).
أخلصوا القلوب إلى الله تكونوا مقبولين عند الإمام الحسين (ع)، ما كان فيه مصلحة القبيلة ، ودس عليها من أجل مصلحة الإسلام، ما كان فيه مصلحة المنطقة على حساب الإسلام فتجاوزه يرحمكم الله، وخذوا بمصلحة الإسلام وإلا فلستم حسينيون .
الحسين للفرقة المذهبية التي تشمل النزاعات بين المسلمين؟ حاشاه للإمام الحسين (ع) أن يطلب التفريق وتشتيت المسلمين وتبضيع الجسم الإسلامي، إنه يريد للمسلمين كل المسلمين الوحدة، كان يريد من أهل الشام وأهل العراق أن يكونوا على طريق واحد، أن يكونوا قلباً واحداً، ولكنهم لا يكونون كذلك إلا بأن يكونوا على طريق الإسلام، فلذلك نحن نطرح الإسلام ونطرح وعي مدرسة أهل البيت (ع) ونفتح من كنوز هذه المدرسة ما نستطيع أن نفتحه من أجل الوحدة الإسلامية وليس من أجل فرقة المسلمين، ولا يمكن أن نعمل على تغييب المذهب لأن هذا أكبر خيانة، وأكبر خسارة للأمة ، مذهب أهل البيت (ع) هو الذي تنتظر الدنيا كل الدنيا أن تعرفه وأن ينقدها. نعم محرم لعرض الإسلام كما هو من غير تحريف، ولتركيز الوحدة الإسلامية معاً.
أين تكون المرأة ؟! أفي داخل الحسينية، ام في وسط الموكب،أسألوا الإمام الحسين (ع) واستفتوه يا إخوان.
أين كانت زينب؟! كان الإمام الحسين (ع) أحوج ما يكون إلى الناصر، أم وهب خرجت منفعلة بعمود من حديد من اجل الإمام الحسين (ع) يردها إلى الخيمة، أين كانت النساء؟ وكان إخراج النساء إلى أمرٍ ضروريٍ جداً حتى لا تضيع مكتسبات الثورة العملاقة وحتى لا تقبر القضية. للمرأة دور اجتماعي، ودور سياسي، ولها عفاف ولها شرف ولها كرامة. ويجب أن نجمع بين الدور الاجتماعي والدور السياسي والإبقاء على العفاف والكرامة والشرف والنقاء، ولا تهافت ولا تناقض، الإسلام يجيد أن يقدم الطرح العملي الذي يجمع بين هذا وذاك. ولكن يؤسف لنا أن نحاول أن نجتهد على غير طريقة إسلامية في الأمور كلها.
وما هي المواضيع التي يطرحها الخطيب في ما ينبغي؟ كيف تحدث دم الإمام الحسين (ع)؟ راجعوا كلمات الإمام الحسين (ع) التي خاطب بها القوم، خاطب بها أعداءه خطاب بها أصحابه، خاطب بها الزمن كله، خاطب بها كل الأمم والأجيال. إنها كلمات تنطق بذكر الله، كلمات تدعو إلى الله، كلمات توحد الصفوف على طريق الله، كلمات تدعو إلى تحكيم شريعة الله، كلمات لا تقبل غير المقاييس الإسلامية في ميدان الاجتماع، في ميدان السياسة، في كل ميدان من الميادين. فالخطيب والمنشد ورئيس الحسينية دورهم لابد أن يكون دور الإمام الحسين (ع)، كلمتهم كلمته، فلنفهم الإمام الحسين (ع)، أهدافه، أساليبه، أخلاقياته التي لم تخرج على الإسلام في أحلك الظروف، وفي أضيق الأزمات، ولم يخرج على لسانه صلوات الله وسلامه عليه كلمة تغضب الله عز وجل، ولا كلمة لا تحمل مبدئية، وإذا جاءت كلمة من هنا أو هناك، من غير إثبات دليل تاريخي كافٍ فهي متروكة، ولنستفتي في جواب أسئلتنا المتقدمة وغيرها كلها الإمام الحسين (ع)، نستفتي فقهه، وفقه جده، وأبيه وأخيه وأبنائه المعصومين عليهم السلام، نستفتي سيرتهم (ع)، كيف كانت المرأة في بيت الإمام الرضا (ع)؟! وكيف كانت المرأة في بيت أمير المؤمنين (ع)؟!
ألم يكن دعبل بينه وبين بيت الإمام الحسين (ع) ستارة؟! أم كان الاختلاط؟! أم كانت الجلسة منفتحة والقهقهات مشتركة؟! اتقوا الله إخواني، ارجعوا إلى إسلامكم. نعم علينا أن نستقي فقه الحسين (ع) وفقه جده وأبيه وأخيه وأبناءه المعصومين عليهم السلام وأين تجدون فقههم؟! عند مثقفٍ غربي! عند كاتب جريدة! أو عند الفقهاء العدول!! فلنراجع أسئلتهم، ونصدق ولائنا في أيام عاشوراء وفي كل الأيام على المحك، ها إنّها في قبول إجابة أهل البيت عليهم السلام أم لا ؟
وأختم كلامي بعدّة توجيهات مهمّة نستطيع من خلالها ان نعي عاشوراء الحسين (ع)
1- قراءة سيرة الإمام الحسين ( ع ) وسيرة أبطال عاشوراء كبارا وصغارا ، نساءا ورجالا .. لأنه لا يمكننا أن نستفيد من هذه النفحة الربانية ، بدون معرفة سير ومسيرة هؤلاء الأفذاذ ، الذين سطروا أروع البطولات وأنبل التضحيات .. فالمعرفة بعاشوراء ، أهدافها ، دوافعها ، مراحلها ، أحداثها اليومية ، أبطالها ، هو المدخل الطبيعي للاستفادة من هذه المدرسة العظيمة على المستوى الخاص وعلى المستوى العام .. فهي مدرسة لنا كأفراد مؤمنين ينبغي أن نتحمل مسؤوليتنا الدينية والأخلاقية والاجتماعية ، مهما كانت الصعوبات ..كما أنها مدرسة لنا كمجتمع ننتسب إلى مدرسة أهل البيت (ع) ..فهي رافعة لنا جميعا ،ولن تؤثر فينا هذه المدرسة إلا بمعرفتها ، ومعرفة أبطالها وسيرهم المتعددة..
فحري بنا جميعا ومن مختلف مواقعنا أن نقوم خلال هذه الأيام المباركة من التعرف على سيرة الإمام الحسين ( ع ) وأهل بيته وأصحابه الكرام ..
فحسن الاستقبال يقتضي معرفة مقامات هؤلاء الشهداء الكبار ، الذين أنقذوا بدمائهم الزكية الأمة جمعاء من براثن الاستبداد والزيف والتضليل ..
 
2- المساهمة والمشاركة في برنامج عاشوراء : إننا ندعو أخوتنا المؤمنين ومن جميع الفئات ، أن يبادروا خلال هذه الأيام المباركة إلى الالتحاق بأنشطة عاشوراء الحسين ( ع ) وتقديم الخدمة إلى كل الفعاليات والمناشط التي يقوم بها أبناء مجتمعنا خلال أيام عاشوراء الإمام الحسين ( ع ) ..فثواب المشاركة في إحياء هذه المناسبة عظيم ، فلا نفوته على أنفسنا .. ، وبإمكاننا جميعا أن نشارك في هذه المناسبة ..
كما وإنه من الواجب أن  ندعو المعلمين المؤمنين في هذه المناسبة أن يبادروا إلى تجميع الأشبال والشباب لتدريسهم سيرة عاشوراء ، كما ندعو الفنانين إلى إقامة المسرحيات الحسينية الهادفة ، والمعارض التشكيلية التي تعرف عبر اللوحات الفنية قيم عاشوراء وأهداف ثورة الإمام الحسين ( ع ) .. كما ندعو أصحاب الإمكانات المادية إلى التبرع ودعم كل الأنشطة والبرامج التي يقوم بها أبناء مجتمعنا خلال أيام هذه المناسبة العظيمة .. إن أيام عاشوراء ، أيام عظيمة ومباركة وتستوعبنا جميعا ..
ومن الضروري أن يفكر كل واحد منا ، مهما كان موقعه في القيام بمبادرة لخدمة الإمام الحسين ( ع ) في أيام شهر محرم الحرام ..
 
3- الاستعداد النفسي والروحي ، لاستقبال نفحات وبركات شهر محرم الحرام ..
فلا يمكننا أن نستفيد من بركات عاشوراء ، بدون الاستعداد النفسي والروحي لاستقبال التوجيهات الدينية والثقافية والاجتماعية ..
فالمجتمعات التي تنتمي إلى مدرسة أهل البيت (ع ) ، يتعرض أفرادها خلال أيام عاشوراء إلى عشرات الساعات من التوجيه الديني والأخلاقي والاجتماعي .. وإن هذه التوجيهات ، بحاجة إلى استعداد روحي لاستيعاب هذه التوجيهات والتفاعل مع مقتضياتها وآفاقها ..

وجماع القول : إن عاشوراء الإمام الحسين (ع ) مدرسة متكاملة في مختلف شؤون الحياة ..
وإن الاستفادة من بركات هذه المناسبة الدينية العظيمة ، تقتضي منا جميعا تهيئة نفوسنا وعقولنا ، لاستقبال هذه المناسبة أفضل استقبال ، والتفاعل مع الأنشطة والبرامج المرافقة لهذه المناسبة ، وتشجيع كل شرائح المجتمع للمساهمة في إحياء هذه المناسبة ، لأن في إحياءها إحياء لنا جميعا ..

ونسأل الله تعالى التوفيق لجميع المؤمنين الذي أخذوا على عاتقهم احياء مناسبات هذا الشهر الخزين انه نعم المولى ونعم القدير
السلام عليك ياأبا عبد الله الحسين يوم ولدت ويوم أسُتشهدت ويوم تُبعث الى الله حياً وتكون شفيعنا عند ربك ياوجيهاً عند الله أشفع لنا عند الله ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسامة العتابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/28



كتابة تعليق لموضوع : عاشوراء ووعي الأستقبال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net