صفحة الكاتب : الشيخ جميل مانع البزوني

تجربة جامعة المصطفى العالمية في العراق بين الفشل والنجاح
الشيخ جميل مانع البزوني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

      امتازت جامعة المصطفى بالجمع بين المناهج الدراسية الحوزوية والمناهج المطورة عن المناهج الاكاديمية وكانت تجربة ناجحة جدا في الجمهورية الاسلامية سدت الفراغ الكبير في وجود شهادة اكاديمية يحملها طلاب العلوم الشرعية في الحوزة العلمية في قم وغيرها من المدن الدينية المقدسة .

    ويعتبر الجمع بين المناهج  الدراسية من الامور الصعبة في الدراسة الدينية لعدم وجود نماذج سابقة يمكن الاخذ منها ومن تجربتها وعندما تكون التجربة رائدة في بابها فانها تصادف كثيرا من الصعوبات كما ان الكثيرين قد يتوقفون في التعامل مع التجربة والمساهمة في عملها مخافة الوقوع في تضييع الجهد في امر محكوم عليه بالفشل ؛الا ان هذا الامر قد تبدد مع مرور الوقت وصارت التجربة رائدة في بابها من جهة وناجحة من حيث الاثر من جهة اخرى .

     وبالرغم من وجود هذه التجربة ونجاحها في مهدها الا ان هذا لا يعني ان تعمم التجربة الى كل مكان دون النظر الى خصوصيات المكان والزمان ؛ومن هنا لم يكن من الصحيح ان تعمم هذه التجربة الى اماكن اخرى من دون تقديم دراسة وافية عن ظروف البلاد الاخرى ومدى ملاءمة الدراسة لمستوى الوضع العلمي السائد في البلدان الجديدة.

    وقد تلقى العراق هذه التجربة بترحاب كبير خصوصا في العاصمة بغداد لملاءمة هذا النوع من الدراسة لوضعهم العلمي الذي يغلب عليه الجانب الاكاديمي ,وتم فتح فرع للجامعة في بغداد وباشر العمل في قبول الطلبة منذ سنوات .

    اما المنهج الذي تجري عليه الجامعة في الدراسة فهو منهج جديد من حيث المواد المختارة للدرس الا ان بعض مواده بقيت قابلة للتطوير بسبب صيغة التطوير التي جرت عليها فكرة الجامعة.

    وقد تعاونت الجامعة مع عدد من المدارس الحوزوية في النجف وكانت بمثابة المشرف على المناهج المقررة في التدريس من حيث اختيار الكتب البديلة للكتب المعروفة في النجف الاشرف .

   وكانت عدد من تلك الكتب ملخصات اخذت من كتب الشيخ ايمن المصري المشرف على الجامعة وقد تم اختيار عدد من تلك الكتب للتدريس في تلك المدارس وبقي الحال على هذا المنوال الا ان عددا من تلك الكتب لم يكن بمستوى الطرح العلمي الموجود في تلك العلوم ولذلم تم الغاء عدد من الكتب وتبديلها بالغير .

    ولعل المناسب ان تراجع ملخصات الكتب الخاصة بالشيخ من قبل لجنة متخصصة في العلوم العقلية من اجل بيان ملاءتها للمحتوى العلمي .

ومن المعروف ان تغيير المناهج الدراسية يحتاج الى جهد مضاعف يتناسب مع الوضع العلمي للبلد ولذلك كانت القضية تحتاج الى وقت اكبر لوضع الخطة المناسبة للمنهجية الملائمة للوضع الموجود في النجف.

وتم افتتاح فرع للجامعة من اجل متابعة شؤون قدماء الطلبة من خريجي الجامعة في الشؤون المختلفة في مسائل الاعتراف ووصول الاوراق الخاصة بهم وتزويد الطلبة بالمستمسكات الخاصة بالتخرج ونحو ذلك من الامور اما التقديم فهو يكون في بغداد والتجربة تعتبر جديدة على العراق بالرغم من وجودها في ايران منذ سنوات وهي تجربة تعد ناجحة لعدم المنافس لها في العراق في مثل هذا النوع من المشاريع الثقافية التخصصية .  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ جميل مانع البزوني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/29



كتابة تعليق لموضوع : تجربة جامعة المصطفى العالمية في العراق بين الفشل والنجاح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : كريم سحيب روضان ، في 2017/06/28 .

الشيخ الفاضل جميل البزوني المحترم بودي الاشارة هنا الى ان المناهج يجب ان تكون نفس المناهج الموجودة في الجامعة الام مع الاخذ بنظر الاعتبار بعض الخصوصيا ت فيما يتعلق بالطلبة العراقيين الدارسين في العراق بالاضافة الى ذلك فان اعلام الجامعة يكاد يكون ضعيفا في العراق فهي بحاجة الى اعلام جاد وفعال من اجل استقطاب الطلبة بشكل واسع بالاضافة الى ذلك بودي الاشارة الى موضوع الدراسات المتنوعة في الجامعة ويجب ان لاتقتصر فقط على الدراسات الاسلامية بل يجب ان يكون هنالك تنوع في الدراسات في اللغات وطرائق التدريس والقانون وغيرها هذا اضافة الى الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه لكونها جامعة وتعد من كبريات الجامعات العالمية
نعم انها تجربة جديدة في العراق ولكن الجامعة ليست حديثة العهد حيث انها تعد من الجامعات الرائدة حيث ان
كثير من الطلبة يرغبون في الدراسة في هذه الجامعة ولكن احيانا يكون الاتخصص عائق امام تطلعاتهم
الجامعة في العراق حديثة العهد وانا متاكد بانها سوف تنجح بامتياز اذا توفرت لها سبل النجاح من القائمين عليها وكان هناك تنوع في الدراسات فيها بما يتلائم وتطلعات الطلبة لمستقبلهم اخذين بنظر الاعتبار ماتخطط له الجامعة في المستقبل لتثبيت جذورها عميقا في العراق من خلال المناهج الرصينة والاساتذة الاكفاء ولتنتقل هذه التجربة الى باقي المحافظات العراقية

شكرا لكم وبارك الله فيكم
كريم سحيب روضان
07715475259




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net