صفحة الكاتب : حميد الموسوي

أتدرون أي حزن يجلب المطر ؟
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم تكن كارثة الامطار الاخيرة مفاجئة ولامباغتة ،فالانواء الجوية العالمية في العام الماضي عممت الخبر قبل اسبوع وربما اكثر،مؤكدة على وصول المنخفض الجوي الى العراق خلال اربعة اوخمسة ايام بعد ان يمر على المملكة العربية السعودية ،وصار الحدث مؤكدا ومضمونا بعد هطول الامطار في السعودية وتحولها الى سيول جارفة اتت على عدة قرى واحدثت خسائر فادحة في الارواح والممتلكات،كل هذا لم يشكل لدى المسؤولين امرا ذا اهمية.. وزارة الزراعة تركت الوف الاطنان من محاصيل  الحنطة والشعير مكدسة في العراء برغم المراجعات المكثفة للفلاحين الى السايلوات،ومناشداتهم المستفيضة للمسؤولين بضرورة تدارك الامر قبل هطول الامطار لكنهم لم يجدوا آذان صاغية لتأتي الامطار على شقاء العمر وتجرفه وتتلف تلك النعمة وليخسر العراق ملايين المليارات التي هو احوج ما يكون اليها في اعادة اعماره ومعالجة ازماته ومشاكله،
وزارة الري التي تعلم علم اليقين بحاجة العراق الى قطرة الماءخاصة بعد شروع تركيا ببناء السدود وحجز معظم مياه دجلة والفرات واللذان سيتحولان الى جدولين صغيرين بمرور الزمن ..وزارة الري صاحبة الاختصاص لم تقم باي دور ولم تبادر الى انشاء خزانات وبناءا لسدود تحسبا لمثل هذه الحالات و لحجز هذه المياه للاستفادة منها في  مواسم الجفاف ،هي لم تفكر اصلا بحجز مياه دجلة والفرات وتركهما يصبان في الخليج بسبب عدم اقامة المشاريع الاروائية على شط العرب وحجز مياهه على الاقل في بحيرات اصطناعية !.وفي هذا العام تكرر المشهد غرقت البصرة وانقطعت اقضية ومدن عن بعضها وعن مركز المدينة ودخلت المياه الى صالات المستشفيات وصفوف المدارس والكليات ومكاتب الدوائر الرسمية ،وتعرضت بعض احياء بغداد والمحافظات الى حالات مشابهة .
يبدو اننا في العراق بحاجة الى استحداث وزارات جديدة خاصة بالكوارث الطبيعية.. واحدة للامطار واخرى للعواصف وغيرهما للزلازل والهزات الارضية..اذ ان وزاراتنا التي قاربت الاربعين غير كافية ولاتفي بالاغراض المطلوبة.
الجميع يعرفون واجباتهم ومسؤولياتهم ويعون المخاطر وحجم الكوارث لكن انعدام الضمير و الشعور الوطني عند البعض ، وغياب المحاسبة والرقابة وانزال العقاب عن الذين اعتادوا العمل تحت سياط الزيتوني والفصل والطرد المزاجي من الوظيفة..هذان السببان اديا الى هذا التسيب واللا مبالاة والاهمال والتقصير و الى ما يشهده العراق من خراب شامل على يد ابنائه قبل اعدائه .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/01



كتابة تعليق لموضوع : أتدرون أي حزن يجلب المطر ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net