صفحة الكاتب : احمد عبد الرحمن

الاف مؤلفة .. تركة الماضي!
احمد عبد الرحمن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في العراق، كما في غيره من الدول التي رزحت تحت نير الانظمة الديكتاتورية والشمولية لسنين او عقود من الزمن، واجه بعد سقوط نظامه الديكتاتوري، كما هائلا من المشاكل والازمات الكبرى التي هي نتاج سياسات ومنهجيات وسياقات خاطئة ومنحرفة في السياسة والامن والاقتصاد والفكر والثقافة والتربية.
   ومن غير الصعب على المرء ان يعثر على مصاديق لتلك السياسات والمنهجيات والسياقات الخاطئة والمنحرفة، بل الصعب في انه يعثر على زوايا تخلو منها تلك المصاديق.
  وصحيح مثلما يؤكد الكثيرون ان القضاء على التركة الثقيلة للحقبة السوداء يعد من المهام الصعبة والمعقدة والشائكة التي تحتاج الى تظافر كل الجهود والطاقات والامكانيات، الى جانب وضع الخطط المدروسة التي تنسجم مع متطلبات واحتياجات الواقع الجديد في كل جوانبه وعناوينه ومسمياته.
   ولعل الاف القوانين والتشريعات التي اصدرها مايسمى بمجلس قيادة الثورة المنحل منذ انقلاب السابع عشر من تموز عام 1968 وحتى الاطاحة بنظام صدام في التاسع من نيسان عام 2003، مثلت جزءا كبير من التركة الثقيلة لذلك النظام، لانها لم تكن في واقع الامر عبارة عن حبر على ورق تمت ارشفته في ملفات خاصة، بل ان هذا العدد الهائل من التشريعات والقوانين هي التي من خلالها حلت الماسي والكوارث والويلات، وشاع الظلم والتسلط والطغيان، وغابت الحرية والعدالة والمساواة، وعادت البلاد عقودا-بل قرونا-الى الوراء بدلا من ان تتقدم الى الامام، وبدلا من ان تكون الموارد والامكانيات والثروات التي حبا الباري عز وجل بلادنا بها نعمة ووسيلة لتحقيق الرفاهية والتقدم والازدهار، فأنها اصبحت بفضل حماقات نظام البعث الصدامي البائد الى نقمة حقيقية.
   وحينما نتحدث اليوم عن الاصلاح الحقيقي وتصحيح المسارات الخاطئة، فأن الغاء تشريعات وقوانين مجلس قيادة الثورة السيء الصيت ينبغي ان يكون هو الخطوة الاولى والمفتاح  والمدخل، مع اهمية الاشارة الى ان ما انجز حتى الان بهذا الشأن لايتناسب مع الفترة الزمنية البالغة عشرة اعوام.
   ومجلس النواب العراقي الموقر هو من ينبغي ان يتصدى بكل جدية وحرص وشجاعة لانجاز تلك المهمة.         

4-5-2011


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد عبد الرحمن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/04



كتابة تعليق لموضوع : الاف مؤلفة .. تركة الماضي!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net