صفحة الكاتب : د . صلاح الفريجي

الصحافة بين المبادئ والتلون
د . صلاح الفريجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الصحافة هي النقل الامين لحادثة معينة وتسليط الضوء على الخلل وعرضه على الرأي العام أو اظهار الايجابيات في المجتمع لغرض نشرها وتقوية مبادئها من خلال الإسهام في إيصالها لأكبر عدد من القراء أو المشاهدين، وبما أن المجتمع متعدد الأذواق والمشارب والأفكار فإن الصحفي والكاتب والمفكر ورجل الدين المصلح سيقع في اتجاه عرضي مع من تتعارض مصالحهم وأهوائهم وفوقيتهم الفارغة مع ما يقول وينشر أن الاهداف الاصلية لأغلب الاحزاب انما هي مصالح القادة أو من يقف ورائهم من القيادات السرية المشبوهة، لذلك من يكتب بحرية لنقل الحقيقة إنما هو خطر على فئات كثيرة منها سلطة المال ورؤساء الاحزاب والتجار المنتفعين من فتات الكبار ووعاظ السلاطين.

إن الصحافة رسالة خطيرة وأمانة ثقيلة لا يمكن استخدامها كوسيلة عيش أو ضغط على الاخرين لتحصيل مكاسب أو خضوع أو إرعاب للسارقين والمارقين ثم المداهنة والمحاباة لغرض إسكات القلم واللسان للحصول على جزء من الموائد السلطانية الممزوجة بالسحت الحرام، لذا فإن فيها مزالق وعثرات وكبوات وانتصارات ومبادئ وقيم وشهادة في سبيل الكلمة الحق.

إن أخطر ما يكون في هذه السلطة والحكومة إنما تكمن في تسلل غير الشرفاء من ذوي التاريخ الوسخ أو من أتباع ومؤيدي الظلم، ولو في حقبة معينة لأن من كان كذلك لا يمكن ان يكون حراً في مرحلة أخرى جديدة، بل قد يفسد المؤسسة الجديدة بكل تفاصيلها وقد لا نحتاج عبقري متفلسف ولبق ذات مصطلحات فوضوية كي نفهم منه رسالتنا في الاعلام ، ولكن المهم أن نوصل فكرة حق مقبولة عقلاً للآخرين وسهلة ويسيرة، إن البعض يحاول الانسلاخ من الذات أو التمرد على الواقع لطرح شيء منافي للموجود فعلاً، وقد يطلق عليه البعض بالمثالية أو الحداثة أو قد يطلق عليه العبثيون الجنون والهستيريا وليس لشيء الا أنه بدأ يحلق من حيث انحدروا هم وتواطؤا وتسافلوا في المبادئ، والمثل والأخلاقيات وبلا شك إن التحرر الأول الذي يجب أن نرقبه في الصحافة هو تحرير الضمير وتحكيم الوجدان وشرف الكامة المسؤولة الحقة تجاه الواقع بلا مجاملات ولا مزايدات فتوائية أو سفسطائية فلسفية.

إن العراق الآن يمر بأخطر حقبة زمنية من التداعي الخطير في البناء الاعلامي والصحفي من حيث لايشعر الجميع لان من اخطر الامور هو التداخل والتشابك بين المبادئ والمصالح ولعل خبراء وعلماء التفاوض الدولي لديهم اعقد مسالة هي هذه، فكم نحقق من مصالح مقابل المبادئ او العكس ؟، والطبيعة البشرية بمفهومها البسيط توفق بينهما توفيقاً قد لايكون دقيقاً في كثيراً من الأحيان، ولمحاولة فك اللغز الكامن في النفس البشرية علينا أن نعرف تفاصيل المبادئ وحدودها وتفاصيل المصالح بشكل دقيق ومفهوم دقيق وبعد توافقي لعدم الخسارة أو الربح على حساب أي طرف مبدئي حقيقي ظاهر وليس خفي ونحتمل ايضاً لما يغيب عنا كي نكون عارفين بأهمية المستقبل والأفق لنا.



أن التلون ظاهرة مجتمعية خطيرة جداً عاشها العراقيون بفترات طويلة ومتكررة مما أصبحت ثقافة طبيعية هي (الازدواجية) التي يعيشها الأغلب والأكثر من الناس في عصرنا هذا.. أن الظلم والإستبداد والقهر خلق أمة ضعيفة بالإضافة الى عدم وجود الدين الصح والإعتقاد وحب الوطن خلق حالة من الخوف والمصالح وطبقة متلونة خطيرة جداً قد تعيد تجارب الظلمة وتطبقها بأساليب جديدة خفية، وهذا التناقض الخطير قد يقلب الموازين والتنمية الثقافية المجتمعية، وأما من يحدد الثوابت العامة للكتابة فهو الضمير اولاً والشريعة الاسلامية أو الشرائع العامة التي تمنع الإفتراء والكذب والبهتان وخاصة فيما يتعلق بالتدافع وتقاطع وإختلاف الآراء، من هنا تدخل الصحافة الملتزمة والإعلام المنضبط وفق مبادئ أخلاقية ودينية ومصالح عامة واخيراً إن الفائز والموفق هي الكلمة الحرة الناطقة بالحق ومحظوظ من اتاه الله الحكمة في التوازن في تدوير عجلة الحرية المنضبطة وحفظ الميزان الشرعي والأخلاقي في عمق الأمواج المتلاطمة من الرؤى والضغوط الدولية والإقليمية والمحلية كما في الكتابة عن بؤر الاحتقان الطائفي وحل التشابك المعقد وسط الفتن الهوجاء والوضع الشرق أوسطي والمتهالك والمنهار وضمن تحالفات دولية متناقضة تبقئ الصحافة والاعلام هي من تضع النقاط علئ الحروف لكل شاردة وواردة ونبقى مسوؤلين بمهنيتنا واحترافنا امام الله في كل كلمة نطلقها فوله تعالى(( وقفوهم إنهم مسؤولون ))


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صلاح الفريجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/05



كتابة تعليق لموضوع : الصحافة بين المبادئ والتلون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net