صفحة الكاتب : هشام الهبيشان

لا وجود لجنيف (3) ومؤشرات لأنهيارسريع لمؤتمر موسكو(1)
هشام الهبيشان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تتسارع ألاحداث الخاصة بألازمة السورية، لقاءات ومؤتمرات ورسائل سرية وعلنية وأشاعات كثر وتفاؤل كبير،، بخصوص ألوصول الى حل سريع للأزمة السورية،، وأخر هذه التحركات والمبادرات جاءت من العاصمة الروسية موسكو،فنائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف قام بالفترة ألاخيرة بمجموعة تحركات سياسية شملت  سوريا ولبنان وتركياو تواصل مع السعوديين وبعض ألاطراف السياسية  بدول الخليج العربي،والنتيجة هي أن المبعوث الروسي قد عاد من بعض هذه العواصم بنتيجة مفادها أن لا حل بسوريا ألا من خلال الحسم العسكري ,,هكذا يجمع الاتراك والسعوديين والقطريين ومرجعيتهم بذلك هم الامريكان والفرنسيين .
 
وعلى صلة بكل ذلك نرئ بوضوح حجم الغموض الدائر حول مبادرة  ستيفان دي ميستورا المبعوث الدولي ألى سورية،، فهذه التحركات والمبادرات التي يحملها ميستورا من الغرب، ويتوجه بها الى دمشق،، تعطي مؤشرات واضحة أن هناك مخطط ما يجري الاعداد له بمطابخ صنع القرار الغربي وخصوصآ بدوائر صنع القرار ألامريكي -الفرنسي،، فإيقاف القتال بحلب وتجميده،، بين المتقاتلين هناك،، بحجة التفرغ لقتال داعش،، والقدرة على تأمين وصول المساعدات الغذائية والطبية للمدنيين المتضررين من هذا القتال بالمدينة،، هي حجج واهية جدآ.


وعلى الأغلب أن الهدف "الخفي" من وراء هذه المبادرة التي يحملها ميستورا،، هي أتاحة الفرصة أمام اجهزة الاستخبارات الامريكية والفرنسية والبريطانية والسعودية والقطرية والتركية لاعادة تسليح و ترتيب وتجميع صفوف المجموعات المسلحة بالشمال السوري، بعد الخسائر التي تلقتها مؤخرآ تحت ضربات الجيش العربي السوري، أستعدادآ لمعارك كبرى ستنطلق بالشمال السوري وستمتد على ألاغلب الى عمق الساحل السوري،، كما تشير معظم التقارير السرية المسربة التي تتبادلها اجهزة الاستخبارات المعنية وتسربها وسائل الاعلام الغربية،، وستكون هذه المعارك الكبرى بالشمال السوري والتي متوقع ان تشمل الساحل السوري هذه المره وبقوة وزخم أكبر وستمتد الى الشمال الغربي الى أدلب المد ينة ومحاولة العودة وبقوة الى الوسط السوري الى ريفي حماة الشمالي والغربي وذلك من خلال دعم جبهة النصرة كبرى المجموعات المسلحة بهذه المناطق، والزج ببضع ألاف من المقاتلين الشيشان والافغان و السوريين وغيرهم و التي انتهت هذه الاجهزة ألاستخباراتية من مراحل تدريبهم وتجهيز تسليحهم بمعسكرات التدريب التركية.



الجنوب السوري هو الاخر يشهد الآن معارك كبرى وخصوصآ بمدن تتصل جغرافيآ مع العاصمة دمشق وريفها، فهناك بمدن درعا والقنيطرة وريفهما تدور معارك كبرى،، والهدف هو الوصول الى ربط ريف دمشق الغربي بريفي درعا والقنيطرة ،، ويبدو واضحآ بهذه المرحلة قوة التحالف بين جبهة النصرة كبرى الفصائل المسلحة بالجنوب السوري وبين الاسرائيليين ،، الذين يديرون ويتحكمون ويدعمون ويمولون ويسلحون معارك بعض المجموعات المسلحة ومن ضمنها جبهة النصرة بالجنوب السوري وخصوصآ بمدينة القنيطرة وريفها وذلك بدأ واضحآ من خلال معارك بلدتي البعث وخان أرنبة بمدينة القنيطرة ومحاولة رفع معنويات المقاتلين هناك من خلال قيام الطيران الاسرائيلي بعدوان على بعض المواقع العسكرية بمدينة دمشق،، بالإضافة الى الدعم السعودي الى بعض فصائل مسلحة بمدينة درعا وريفها، وكل ذلك يتم بمرجعية امريكية-فرنسية ، وهذا ما ادئ الى أقتراب المسلحين ومن يدعمهم من الوصول ألى هدفهم ألاستراتيجي بالوصول الى ربط أرياف درعا مع أرياف القنيطرة والتوسع بأتجاه أسقاط ماتبقى من مدينتي القنيطرة ودرعا، والهدف هو الوصول ألى ربط العمق ألاستراتيجي للعاصمة دمشق مع مجموع المناطق التي تقع تحت سيطرتهم بمدن الجنوب.


فبعد عمليات سريعة وخاطفة قامت بها مجموعات مسلحة "جبهة النصرة، الجبهة الاسلامية، لواء بني أمية، وبعض الفصائل الاخرى" وبعدد مقاتلين يتجاوز 800 مقاتل نجحت هذه المجموعات المسلحة بأسقاط قرى وبلدات بريف درعا الغربي ومحيطها "نوى -ااجزاء واسعة من الشيخ مسكين -الشيخ سعيد -مقر اللواء 112-مجموعة تلال أستراتيجية تحيط بهذه المواقع "وسط تراجع ملحوظ لعناصر الجيش السوري المتواجدين بهذه المواقع والبلدات" ألاستراتيجية "، والتي تعتتبر من طرق ألامداد الرئيسية للجيش العربي السوري بأتجاه مدن الجنوب السوري، من خلال طريق دمشق -درعا، وهو مايفتح الباب أمام هذه المجاميع المسلحة للسيطرة على طرق وخطوط أمداد الجيش العربي السوري المتجهة الى الجنوب السوري.


فبعد معارك أرياف القنيطره الاخيرة والتي انطلقت بشهر أب الماضي، ومعارك أرياف درعا، انطلاقآ الى معارك تلال المال و الحارة الاستراتيجيان وصولآ الى المعارك التي تدور حول معبر نصيب الحدودي مع الاردن، الى معارك جبل الشيخ، ووصولآ الى معارك ريف درعا الغربي، فهذه المعارك بمجموعها توضح أن هذه المعارك تدار برؤية أستراتيجية من قبل من يدير هذه المجاميع المسلحة المعارضة للنظام السوري،، والهدف هو الوصول الى العمق الاستراتيجي للعاصمة دمشق، وفق رؤية القائمين على هذا المخطط.


فبعد سلسلة الانتكاسات التي تعرض لها الجيش العربي السوري بمدن وارياف درعا والقنيطرة بالفترة الأخيرة،، بدأت القيادة العسكرية السورية تشعر بخطورة ما هو قادم من الجبهة الجنوبية التي تعول عليها واشنطن وحلفائها هي وجبهة الشمال و الساحل السوري التي من المتوقع ان تفتح قريبآ لتعديل مسار التوازنات العسكرية على الأرض السورية،، ولذلك بدأت القيادة العسكرية السورية بوضع خطط الردع للمحافظة على الاقل على بعض ما تبقى لها من مواقع عسكرية بمدن الجنوب السوري، والقيام بعمليات عسكرية بعمق الغوطة الشرقية لريف دمشق، للقضاء على أي أختراق قد يتيح لهذه المجاميع المسلحة وصل ريف دمشق الغربي والشرقي ببعض المناطق التي يتمركز بها المسلحين بارياف درعا والقنيطرة.

ففي العاصمة دمشق وريفها ظهر واضحآ أن هناك مؤشرات كبرى توحي باقتراب معركة دمشق الكبرى، وهنا يظهر واضحآ أستشعار القيادة العسكرية السورية بخطورة الوضع بالجنوب السوري وأثره المستقبلي على العاصمة دمشق وريفها، ولهذا شاهدنا بالفترة الاخيرة تحركات واضحة للجيش العربي السوري بعموم مناطق دمشق وريفها، واسفرت عن حسم جملة أهداف تمثلت بالمليحه، حتيتة الجرش، وادي عين ترما، عدرا البلد - العمالية، الدخانية، وبعض القرى والبلدات الصغيرة خصوصا بريف دمشق الشرقي، وما زالت العمليات مستمرة بعموم مناطق العمق الأستراتيجي للغوطة الشرقية بريف دمشق.



ومن هنا يبدو واضحآ أن مجريات الميدان السوري ومسار المعارك على الأرض لايوحي أبدا بإمكانية الوصول ألى حل سلمي او حل سياسي للأزمة السورية بسهولة،، فما زالت المعارك تدور على الارض وبقوة وزخم اكبر،، ومع دوي وارتفاع صوت هذه المعارك، يمكن القول أنه بهذه المرحلة لاصوت يعلو على صوت البارود، ومسار الحسومات العسكرية لجميع ألاطراف.
 

وبالنهاية، فإن أي حديث عن مؤتمرات هدفها الوصول الى حل سياسي للأزمة السورية ماهو بالنهاية ألا أمنيات وكلام فارغ من أي مضمون يمكن تطبيقه على أرض الواقع،، فامريكا وحلفائها بالغرب وبالمنطقة كانو وما زالو يمارسون دورهم القذر الساعي الى أسقاط الدولة السورية ونظامها بأتون الفوضى ،، والروس يدركون ذلك ، والنظام العربي السوري يعلم ذلك جيدآ،، ولذلك بدأ تحضيراته العسكرية لردع أي مخطط يستهدف أمن العاصمة دمشق وتعزيز تواجده وبقوة بمدينة أللاذقية وريفها ومدينة أدلب وحلب،، وبنفس ألاطار هو مستعد أن وجد نوايا صادقة تسعى لايجاد حل سياسي للازمة السورية يتناسب مع رؤية الشعب السوري لمستقبل الدولة السورية أن يسير ألى النهاية بسبيل الوصول آلى هذا الحل،، وألى حين أقتناع أمريكا وحلفائها بحلول وقت الحلول للأزمة السورية ستبقى سورية تدور بفلك الصراع الدموي، ألا أن تقتنع أمريكا وحلفائها ان مشروعهم الساعي الى تدمير سورية قد حقق جميع أهدافه، أو أن تقتنع بأنهزام مشروعها فوق الأراضي السورية، وألى ذلك الحين سننتظر مسار المعارك على الارض لتعطينا مؤشرات واضحة عن طبيعة ومسار الحلول للأزمة السورية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام الهبيشان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/14



كتابة تعليق لموضوع : لا وجود لجنيف (3) ومؤشرات لأنهيارسريع لمؤتمر موسكو(1)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net