صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

البعبعة!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



وهي من البُعبُع بالمعنى الدارج أو العامي , أي الشيئ المرعب المخيف.
والمقصود بها التهويل وتحويل الحدث أو الظاهرة إلى غير ما هي عليه من القدرات لأغراض عدوانية شرسة , وذلك  بتسخير قوة الهدف لتكون ضده.

ولتدمير أية حالة في زمن العولمة ذات التواصلات الفورية والتغيرات الآنية , لا بد من تحويلها إلى بُعبع مطلق وتلميعها بآليات التهويل والتأويل وبرامج الحرب النفسية الآثمة التي تقتل روح البشر وتحوله إلى حطام وركام.

فتُخلع الإرادة والعزيمة والمقدرة على المقاومة والتحدي والأمل بغد أفضل , وتساهم وسائل الإعلام المستأجرة والمسخرة لتمرير هذه الأضاليل الفتاكة في نفوس المواطنين وإيقاعهم في حفرة اليأس ومصادرة المصير.

فالإعلام من أخطر أدوات تدمير الوجود الوطني والإنساني في هذا العصر الشرس المتوحش المتقنع بالحضارة والمدنية , وهو واقع إفتراسي وتفاعلي تدميري على جميع المستويات.

فبواسطته يتم صناعة الويلات وتاسيس معالم التداعيات في أي مكان وزمان , وذلك بتسخير أبناء البلد لتحقيق أغراض مناهضة لوجودهم وبإرادتهم (الحرة) المُصادرة بدون وعيهم وإدراكهم لما يدور فيها ويجري حولهم , لغمسهم في أحواض إنفعالية وعاطفية تدميرية قاسية.

وما يتحقق في مجتمعاتنا أن هناك قوى وقدرات منهمكة في صناعات البعبعة التفاعلية ما بين أبناء الوطن الواحد , وتحويلهم إلى مفترسين لبعضهم البعض , ومنهمكين في الإتلاف الذاتي والموضوعي لوجودهم بأكمله.

وشركات صناعة البعبعة لا تختلف عن غيرها من الشركات الصناعية الأخرى ذات الخبراء والباحثين والمبتكرين والمُصنعين والمسوقين المهرة والإعلاميين الجهرة , القادرين على بيع ما تنتجه الشركة من الصياغات التدميرية , التي تحقق أرباحا فائقة لمصانع السلاح في الدول الصناعية التي يزدهر إقتصادها بكثرة بيعها للسلاح.

فالمجتمعات المصفودة بالويلات والصراعات القاسية لا تنتج سلاحا أو قطعة غيار واحدة , وإنما هي تشتريه من مصنعيه ومسوقيه بالأسواق السوداء والبيضاء , ومن تحت ألف طاولة وطاولة وفي المزادات العلنية والخفية المتاجرة بأرواح الأبرياء , التي صارت بضاعة المدّعين بالدين.

وعندما يتفاعل النفط والدين والسلاح والجهل والتضليل والخداع والتبعية والخنوع في وعاء مكاني , تتحقق نتائج مروعة من الصياغات التدميرية الشاملة لجميع موجودات ذلك المكان , وهذا ما يأتي أوكله في أروقة الصراعات العربية المظفرة بالخسران والبهتان.

وإذا لم تعي هذه المجتمعات أهمية تفاعلها الإيجابي , وإندماجها في صيرورة كيانية واحدة معتصمة بالوطن والمصالح المصيرية المشتركة , فأنها ستتحول إلى عصف مأكول , وثريد في صحون المدمنين على إبتلاع الشعوب , وإذابتهم في معدة العصور بعصارة حامضية فائقة التركيز!!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/15



كتابة تعليق لموضوع : البعبعة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net