صفحة الكاتب : احمد الكاشف

أيام مؤلمة لكن تجمعنا
احمد الكاشف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لماذا لا نعيش كل أيامنا, مثل ما نعيش في أيام الزيارة الأربعينية, أو غيرها من الزيارات ؟ سرت مع الحشود المليونية الزاحفة إلى كربلاء المقدسة, لزيارة الأمام الحسين (عليه السلام) ما شاهدته شئ يفوق مستوى التفكير! شئ أعجازي ومن الخيال ! أعداد مليونية غفيرة كبيرة جداً.

من كل بلدان العالم تفوق العشرين مليون, مع تعتيم أعلامي مطبق, مقصود ومدروس للتعتيم على نبراس الثورة الحسينية, كي تمر هذه الشعيرة بالخفاء و الهدوء وبعيداً عن الأنظار, حتى لا يروج للغافلين, والعالم أغلبه بات زاحف إلى كربلاء! ينظر بعين صغيرة لسياسات بانت على حقيقتها .

أحلك مصائب ومصاعب الطريق, الطويلة المحفوفة بالمخاطر, في ضل ظروف أمنية جداً متدهورة, لم يكن تحدٍ فحسب, بل الإصرار على أكمال الرسالة ضد الجبت والطاغوت, متحدين من أراد تغيير النهج المحمدي, والرفض لمن أساءه للدين, وتصحيح مساراته و ألا أننا حسينيون ما بقينا ويبقى الليل والنهار.

ﻻيبالوا أن وقع عليهم الموت, أو وقعوا على الموت, فأكل زائر منظومة إعلامية,لنشر الإسلام المحمدي الصحيح, ﻻيخافون من سيارات وعبوات وصواريخ متفجرة, تكاد أن تكون في كل مكان, وﻻ يرهقهم حرارة الصيف الملتهبة ولا برد ليالي الشتاء القارصة, والشئ المذهل! كثيرا من أصحاب المواكب والخدم .

بدْوُا قبل عشرة أيام من مراسيم الزيارة, حتى يحضر ما يجب أن يهيئ, لاستقبال الزائرين من البلدان العربية والأجنبية, الزاحفة صوب كربلاء, من توفير كل احتياجهم, من مأكل ومشرب ومصلى ومنام ومستلزمات طبية, وكل وسائل الراحة النفسية, والخدمية التي لا توجد حتى في فنادق خمسة نجوم.

علما أن أصحاب وخدام المواكب, من كل الطبقات والمستويات, الغني والفقير الدكتور والمهندس والعامل, كأنهم متفقين على نزع كبريائهم وتعاليهم ونكران للذات, فالعشق الحسيني أنساهم الأنانية والكبر, مستقبلي الزائرين الوافدة من بعيد, بكل حفاوة وإجلال وأحترم لتخفيف من مُعاناة السفر, والترحيب بهم حتى يرجعوا إلى ديارهم.

سؤالي لماذا ﻻتكون أيامنا كلها كزيارة الأربعينية؟ هذه الأيام المؤلمة التي جمعتنا على ترجمة معنى الإسلام الحقيقي, وليس الإسلام السياسي والخداع, أسلام المحبة والتسامح والمودة في ما بيننا, والتراحم ومساعدة اﻵخرين, وتغطية إعلامية لنبراس الحسين ليس بالكثير, وإظهار حقيقة الإنسان الذي تفان من أجل الغير .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد الكاشف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/16



كتابة تعليق لموضوع : أيام مؤلمة لكن تجمعنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net