صفحة الكاتب : احسان عطالله العاني

قال أسلافنا:- ساحر مجنون..فكانوا الطلقاء
احسان عطالله العاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بعد بزوغ فجر الإسلام في الجزيرة العربية، وقف أشراف قريش وأغنيائها بوجه الدعوة مستخدمين منطق القوة، ومنطق الاستغفال، وكل وسائل الترغيب والترهيب المتاحة، لكن الرسول الكريم وبأسلوب قوة المنطق، أصر على أكمال دعوته كما أرادت السماء، وأعلنها بوضوح ( لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي، على أن اترك هذا الأمر ما تركته)، فشلت كل محاولات قريش وحلفائها، وبدأ الإسلام يدب في جسد الجزيرة العربية حتى غطاها، حيث دخل أبو سفيان ورهطه مكرهين إلى الإسلام، ليعطف عليهم الرسول الكريم ويعفوا عنهم ويسميهم (الطلقاء)، مما اضطر أعداء هذا الدين العالمي إلى العمل من داخله، دس وتزوير وتحريف، كانت نتيجته أن تولى الوضعاء أمور الأمة لتبدأ رحلة التسافل الذي نجني ثمارها اليوم، ذل وهوان وقتل، نهب خيرات وثورات، سيوفنا صدئت ولا تقطع إلا رؤوس بعضنا، حانت أمامنا فرص كثيرة للتصحيح كلها رفضناها، لان تعاملنا ظل كما هو منطق القوة، فشلنا مرات ومرات دون أن نتعض، اثبت الآخر الأخ أو الجار أن قوة المنطق هي التي تنتج، وهي التي تنقذ الأمة، لكن الصحراء مازالت تسكن نفوسنا وعقولنا، لذا أي صوت يصدر يحذر إننا نسير إلى  الهاوية، اتهمناه وشتمناه، وكانت التهم جاهزة التخوين والعمالة والتجسس، وبدأت وسائلنا التي فشلت الأف المرات نفسها، أبرزها أن ننسب أفعالنا وأقوالنا وخيبتنا للأخر، ونحاول أن ندفن رؤوسنا كالنعام، ننتظر معجزة تغير الواقع، نريد من الحياة أن تسير حسب رغبتنا وهوانا، لأننا لا نفهم منها إلا البطن والفرج.
 نصر الله شتمناه وحاربناه لا بل دعونا لانتصار إسرائيل على حزب الله..! لكن الخاتمة ولحد ألان حسن نصر الله يتحكم بمصير الشام بأكمله شئنا أم أبينا، الآخر إيران كم زعقنا وبحت أصواتنا ضدها، لكن الخاتمة سيدتنا وسندنا أمريكا تطلب ودها، وتركل عمقنا السني لسبب بسيط، هو أن النفط يوجد في أراضي يقطنها الشيعة سواء في السعودية والعراق أو لبنان الذي اكتشف فيها النفط والغاز مؤخرا، كذا الممرات البحرية تقع بيد إيران والحوثيين في اليمن، هل تنبه عمقنا أو قادتنا لما يراد بهم وكيف تغيرت بوصلة الغرب الآن، الغرب وامريكا بالتحديد واقعية، تتعامل مع القوة المؤثرة على الأرض، وإيران التي حج لها جميع أأكد جميع قادتنا الذي يعيشون معاناتنا خارج الحدود، الآن قوة على الأرض وعنصر مؤثر، العراق أصبح يدار من قبلها بواسطة الساسة الشيعة ولبنان والشام يتحكم به حزب الله، والجهاد الإسلامي في غزة تشكل تهديد لإسرائيل المدللة، والحوثيون اليوم القوة الأقوى في اليمن، مصر يغزوها التشيع ودول شمال أفريقيا كذلك، والخليج العربي مهدد بشيعة البحرين والإحساء والقطيف، فضلا عن شيعة الكويت العنصر المؤثر الأكبر هناك، فهل تضحي أمريكا بهذا الواقع لتحافظ على علاقتها مع  شيوخ خرف معظمهم، يعيشون خارج الزمان والمكان، وطبقة تدعي الثقافة لكن ثقافة الصحراء ورجال دين لا يجيدون إلا لغة السب والشتم والتحريض، لذا اكرر أننا نحتضر إذا لم ندرك الفتح ونعيد حساباتنا في التعامل مع الواقع الجديد، فالروافض جيران كانوا أو شركاء واقع مفروض ولا يمكن أن نزيحه أو نتخلص منه بالتصريحات والكذب، علينا أن نتعامل معه، وكل وسائل الإرهاب لن تستطيع أن تعيد التاريخ إلى الوراء.
قبل أن نكون طلقاء، علينا أن نبحث عن المشتركات لنتعايش مع الشركاء والجيران، خاصة مع المنطلق العشائري الذي يسيطر على واقعنا، والمنطق القومي الذي نتمسك به في عدائنا للجيران وننزع الانتماء القومي لأهلنا لأنهم على نفس عقيدة الجار، ونختار من أبناء قوميتنا أصحاب المركب الذي يجتاز موج البحر، ونترك أصحاب المركب الذي أغرقت المياه  نصفه  وما هو إلا زمن لن يطول ليصبح في قاع البحر، بعد أن لفضته الأرض وأهلها..
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احسان عطالله العاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/20



كتابة تعليق لموضوع : قال أسلافنا:- ساحر مجنون..فكانوا الطلقاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : عامر ناص ، في 2015/03/27 .

بارك الله بك اخي العزيز. اخي كنا ولا نزال نتمنى ونطلب من اخوتنا السنة ان يلفظوا كلمة (اخواننا الشيعة) سواء في كتب علماؤهم او في احاديثهم .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net