صفحة الكاتب : د . بهجت عبد الرضا

نحن أولى بالرثاء
د . بهجت عبد الرضا

 ياجاعل الصحراءْ..
حدائقا غنّاءْ..
ياجاعل الدروب في مكة رغم فقره
مزارعا للمسك والأنوارِ
منها يولد البهاء..
كأنما السماء..
قد غادرت علياءها
وانتشرت في الرمل
في الصخور
كي ترتقب الأمطار إذ تهطل من حراء..
يا حاملا أمانة الأديانِ
من آدم حتى زمن العذراء..
لا لم تمت
بل نحن متنا
ومضت أيامنا هباء..
ونحن في وادٍ
ودينك الذي أظهرته
يعيش في وادِ
ولا يمكننا التقاء..
هانحن يانبينا
نحمل في جيوبنا
مصاحفاً
أدعيةً
لكنما قلوبنا
تخلو من الإيمان يانبينا
لأنها جوفاء..
وكل من يحكمنا
يردد القرآن في أسماعنا
ويلبس التقوى التي تحولت نوعا من الأزياء..
لكنه الشيطان في واقعه
ويدفع الناس إلى الكفر
إلى النفاق
والرياء..
فأين نمضي حينما قادتنا
يلقوننا في فتنة عمياء..
هل نحن يانبينا
أمتك التي بها
تفاخر الإنسان والأكوان والأشياء..
ياصانع التاريخ في مواقفٍ
زلزلتِ الأقدام وهو ثابت
لايعرف انحناء..
ها نحن نحيا دونما مبادئ
نحتار في أبسط إشكالاتنا
يكسرنا الهواء..
نعيش في الماضي
وفي أطلالهِ نجالس الأشباحَ
نستخدمها
نوعا من التمويه للبقاء..
نمتص أحبار الرواياتِ
التي أغلبها مزور
ونلعق الأوراق في غباء..
لا لم تمت
نحن الذين انتقلت أرواحنا لحتفها
ونحن من يستأهل الرثاء..
يا أيها المرسل فينا رحمة
لكننا بطبعنا
نحب من يظلمنا
يقهرنا
يسحقنا
يروق في أعيننا الشقاء..
لا لم تمت
لكنما رحلت عن قومك دون رجعة
لأنهم قد رفضوا التعليم
والتعقيم
والعطور والأضواء..
تحقنهم بالوعي والحكمة
بالتدريج كي يستوعبوا
لكنهم قد مارسوا العصيان في دهاء..  
ياقالبا توازن الأمور
في معسكر الأعداء..
ولم تزل أمتك الكبرى هنا
من أخطر الأعداء..
وأكبر الأعداء..
يا والد الزهراء..
أمُّ أبيها أينها
ضريحها يلفه الخفاء..
ومهبط الوحي غدا مملكةً
وراثةً
لآلِ صهيونَ وهذا وحده بلاء..
والبعض من قادتنا
يزورهم في الصيف والشتاء..
ليطلب القبول من قرودهم
ويمسح التراب عن وجوههم
يُـقـبـّـلُ الحذاء.. 
يا منبع الإلهامِ
يامعلم الإنسانِ
لم يبق من الدين سوى الأشكال والأسماء..
لم يبق من أمجادنا
إلا الذي نرويه للأطفال في الصباح والمساء..   
 
 د. بهجت عبد الرضا
20 كانون الأول 2014

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . بهجت عبد الرضا
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/21



كتابة تعليق لموضوع : نحن أولى بالرثاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net