شبهة عمر والعياذ بالله لن ينساها الموالون للني وآل بيته صلوات الله عليهم
نجم الحسناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بسبب قمع حرية التفكير تخرجت اجيال لا تعرف أهم قضية تخص المؤمنين الابرار الصادقين ، وان الله تعالى حث الانسان على التفكير والاستنباط وعدم الركون الى امور جرت عليها العادات والتقاليد ومتابعة السلف على غير الحق والتقوقع في جهة الباطل .
والنبي صلى الله عليه واله قد ابتلى بالمنافقين الذين عاصروه واستمروا بعده بعداء الثقلين ومخالفة أوامرهما .

إن عصبة قريش كانت متيقنة من موت رسول الله \"صلى الله عليه وآله\" ومن أثر السم الذي سمته به، فواجهت الرسول \"صلى الله عليه وآله\" مواجهة عنيفة بعصيانها الذهاب في حملة أسامة بن زيد ونعت النبي \"صلى الله عليه وآله\" بالهجر. ولما إشتدت معصية الجماعة للأمرين النبويين بالانضمام في حملة أسامة والمجيىء بورقة ودواة إشتد غضب النبي \"صلى الله عليه وآله\" على هؤلاء وتمثل غضبه في إخراجه لهم من بيته، إذ جاء في مسند احمد بن حنبل: فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي \"صلى الله عليه وآله\" قال لهم قوموا. وكذلك جاء في مسند احمد: فلما أكثروا اللغط والاختلاف وغم رسول الله \"صلى الله عليه وآله\" قال: قوموا عني.
وهذا السبب من أهم الأسباب التي دعت هؤلاء لعصيان حملة أسامة والفرار من الحملة بأعذار شتى من دون إذن، منها صغر سن أسامة وعدم تجربته وعدم القدرة على فراق رسول الله \"صلى الله عليه وآله\" المريض، في حين أنهم بعد وفاته إنصرفوا إلى السقيفة لمبايعة أبي بكر وتركوا جهاز النبي \"صلى الله عليه وآله\" ودفنه.

وعن عائشة قالت: قال رسول الله \"صلى الله عليه وآله\" لما حضرته الوفاة: إدعو لي حبيبي، فدعوا له أبا بكر فنظر إليه ثم وضع رأسه، ثم قال أدعو لي حبيبي، فدعوا له عمر فلما نظر إليه وضع رأسه، ثم قال إدعو لي حبيبي، فدعوا له علياً \"عليه السلام\" فلما رآه أدخله معه في الثوب الذي كان عليه فلم يزل يحتضنه حتى قبض \"صلى الله عليه وآله\" ويده عليه. قال: وأخرجه الرازي.
وبعد وفاة رسول الله \"صلى الله عليه وآله\" أرسل عمر من يخبر أبا بكر بموت رسول الله \"صلى الله عليه وآله\" بعد أن تخلفا عن حملة أسامة التي أنفذها \"صلى الله عليه وآله\" إلى الشام، ثم مسك عمر سيفه قائلاً: إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفي، وأن رسول الله والله ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران فغاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع بعد أن قيل قد مات، والله ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أن رسول الله مات.
ولما أكد الناس موته \"صلى الله عليه وآله\" وذكروا الآيات القرآنية في ذلك ( وَمَا مُحَمَّدٌ إلاَّ رَسولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرُسُلُ أَفإن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلى أَعقابِكُم وَمَن ينقَلِب عَلى عَقَبيهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيئاً ...) وقوله تعالى: ( إِنَّكَ مَيِتٌ وإِنَّهُم مَيِتونَ ) واستمر في تهديده وتكرار أقواله إلى أن عاد أبو بكر، وبمجرد أن عاد وذكر الآية: ( وَما مُحَمَدٌ إِلاَّ رَسولٌ ......). سكت عمر وقال: كأني ما سمعتها من قبل .
والحقيقة التي كشفت الأمر وفضحته هي تركه وأبو بكر وابن الجراح مراسم دفن رسول الله \"صلى الله عليه وآله\" وانتقالهم بسرعة خاطفة إلى سقيفة بني ساعدة، فلم ينتظروا مجيء رسول الله \"صلى الله عليه وآله\" من السماء كما قال عمر، ولم يشتركوا في مراسم جهازه ولم يطالبوا بالمشاركة في تغسيل النبي \"صلى الله عليه وآله\" وفيها شرف عظيم.
وقال ابن أبي الحديد: خاف عمر من تغلب أقوام عليها ـ أي الإمارة ـ من الأنصار أو غيرهم فاظهر ما اظهر وقال: ولو كان الباعث لأبي حفص على إنكاره موت الرسول حبه له وحزنه عليه لما كان ينبغي له أن يترك جنازته بين أهله في بيته ويسارع إلى سقيفة بني ساعدة ويجالد الأنصار في سبيل أخذ البيعة لأبي بكر .
ولا يخفى على احد بولاء ابن أبي الحديد لعمر ولأبي بكر ويعتبرهم مثل اعلى في نهجه ولكن الحقائق لا يمكن انكارها واخفائها .
وقال ابن عبد ربة : بايع الناس أبا بكر وأتوا به المسجد يبايعونه فسمع العباس وعلي \"عليه السلام\" التكبير في المسجد ولم يفرغوا من غسل رسول الله \"صلى الله عليه وآله\" ، فقال علي \"عليه السلام\" ما هذا؟ قال العباس: ما رؤي مثل هذا قط ما قلت لك. وجاء البراء فضرب الباب على بني هاشم وقال: يا معشر بني هاشم بويع أبا بكر، فقال بعضهم: ما كان المسلمون يحدثون حدثاً نغيب عنه ونحن أولى بمحمد.
فقال العباس: فعلوها ورب الكعبة. وكان المهاجرون والأنصار لا يشكون في علي \"عليه السلام\". كما رواه أبو بكر الجوهري في السقيفة وفدك.
وقال سليم بن قيس الهلالي: سمعت سلمان يقول: سمعت عليا \"عليه السلام\" بعد ما قال ذلك الرجل ما قال وغضب رسول الله \"صلى الله عليه وآله\" ودفع الكتف: ألا نسأل رسول الله عن الذي كان أن يكتب في الكتف مما لو كتبه لم يضل أحد ولم يختلف اثنان؟
وبعد قول عمر سكت رسول الله \"صلى الله عليه وآله\" حتى إذا قام من في البيت وبقي علي وفاطمة والحسن والحسين \"عليهم السلام\" وذهبنا نقوم أنا وصاحبي أبو ذر والمقداد، قال لنا علي \"عليه السلام\": اجلسوا، فأراد أن يسأل رسول الله \"صلى الله عليه وآله\" ونحن نسمع، فابتدأ فقال: يا أخي أما سمعت ما قال عدو الله؟ أتاني جبريل قبل فأخبرني انه سامري هذه الامة وان صاحبه عجلها وان الله قد قضى الفرقة والاختلاف على امتي من بعدي، فأمرني أن أكتب ذلك الكتاب الذي أردت أن أكتبه في الكتف لك واشهد هولاء الثلاثة لك، ادع لي بصحيفة فأتي بها فأملى عليه أسماء الأئمة من بعده رجلا رجلا وعلي \"عليه السلام\" يخط بيده، وقال \"صلى الله عليه وآله\" : إني اشهدكم أن أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم من بعدهم تسعة من ولد الحسين، وأني سمعت صفة المهدي وعدله وعلمه وأن الله يملأ به الأرض عدلاً كما ملئت ظلما وجورا.
وقال \"صلى الله عليه وآله\" : إني أردت أن أكتب هذا ثم أخرج به إلى المسجد ثم ادعوا العامة فأقرأه عليهم واشهدهم عليه. فأبى الله وقضى ما أراد.
ثم قال سليم: فلقيت أبا ذر والمقداد في إمارة عثمان فحدثاني ثم لقيت عليا \"عليه السلام\" بالكوفة والحسن والحسين \"عليهما السلام\" فحدثاني به سرا ما زادوا ولا نقصوا كأنما ينطقون بلسان واحد.

الموضوع السابق ((عين الزمان)) صدى واقعة الطف

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat