صفحة الكاتب : انصار ثورة 14 فبراير في البحرين

النصر حليفنا وعلينا تحمل المصائب والإبتلاءات وتحدي الطاغوت الخليفي
انصار ثورة 14 فبراير في البحرين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله:

بسم الله الرحمن الرحيم
}هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148){ ( القرآن المجيد ، آل عمران ) .

"في ذكرى شهادة الصديقة الطاهرة السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وأم أبيها الذي يصادف هذا اليوم السبت 7 مايو 2011م الموافق 3 جمادى الثاني 1432هجري،نعزي صاحب العصر والزمان الإمام المهدي المنتظر (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء) والأمة الإسلامية بهذه المصيبة العظمى ونسأل الله سبحانه وتعالى لشعبنا العظيم والمؤمن والموالي النصر المؤزر على أعدائه آل خليفة وعلى القوات السعودية الوهابية وقوات درع الجزيرة المحتلة والغازية لبلدنا البحرين".

منذ مئات السنين ونحن في صراع مع الطاغوت في البحرين ، هذا الطاغوت الذي حكم البحرين لأكثر من 230 عاما بصورة حكم قبلي عشائري جاءنا من نجد بعد أن طردهم أبناء عمومتهم من الكويت ومن ثم تم طردهم من قل آل ثاني في الزبارة.

ومنذ أن دخلت قبيلة آل خليفة الى البحرين ونحن نعيش المصائب والإبتلاءات ، وكلنا يعرف أن عشائر نجد هي عشائر لأسلاف الجاهلية الأولى تربت وترعرت على الظلم والفساد والشرك والنفاق ، وأغلب المشركين وعبدة الأصنام هم من أهل نجد ، وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله بأن نجد منبع الفتن.

قبيلة آل سعود هي الأخرى قبيلة من أسلاف اليهود والمشركين ولذلك ليس من الغريب أن تقوم الحكومة السعودية وعلى إمتداد حكمها الأسود بأعمال بربرية وجرائم حرب ومجازر فقبل أكثر من مائة وستة عشر عاما قامت بالهجوم على مدنية كربلاء وإستباحتها وقتل أكثر من خمسة ألآف شخص من النساء والرجال والشيوخ والأطفال وإنتهكت الحرمات وهتكت الأعراض وهدمت مرقد الإمام الحسين والشباك وإقتلعته وسرقت الكنوز والنفائس ، كان ذلك في يوم 18 ذي الحجة وهو ذكرى عيد الغدير.

كما هاجم آل سعود والوهابية الأحساء في تلك الفترة وقتلوا وسفكوا الدماء وإستباحوا الحرمات وهتكوا الأعراض ، وقبل 77 عاما إحتلوا إقليم عسير ونجران الذي كان من ضمن الحدود اليمنية وإلى يومنا هذا وقتلوا وذبحوا وسفكوا الدماء وإعتدوا على الأعراض والحرمات.

وفي البحرين قامت قوات آل سعود قبل ذلك وبطلب من حاكم آل خليفة بالتدخل وقمع الشعب في البحرين وإعادة الحكم لآل خليفة ، وبعد ثورة 14 فبراير وبعد أن شعرت السلطة الخليفية بالسقوط طلبت من حكومة آل سعود بالتدخل فإحتلت البحرين وإستباحت البلاد وقامت بمجازر وجرائم يندى لها جبين الإنسانية  وقتلت أبناء الشيعة على الهوية ، وهي التي تدعي بأن شيعة البحرين روافض وكفرة ومشركين يحل قتلهم وسفك دمائهم وإستباحة مدنهم وقراهم.

أما آل خليفة فقد كشفوا القناع عن وجههم القبيح هذه المرة وبصورة أكبر وأفضع وبينوا للشعب بأنهم طلاب سلطة ومتعطشين للحكم وسفك الدماء والإستقواء بالأجنبي حتى ولو قتلوا الناس بالألآف وسفكوا الدماء وإرتكبوا الحرام المخالف للإسلام. فالمهم عند آل خليفة هو البقاء في السلطة مهما كلف الثمن ولا يدرون بأن هذه السياسة وهذا النهج هو سياسة الحكم الأموي فقد قام معاوية بن أبي سفيان بإنحراف كبير في الإسلام حيث جعلها حكما وراثيا في عقبه وهي سياسة ونهج يخالف الشرائع السماوية ، وقد تجل الظلم والقمع والإرهاب في زمن معاوية بن أبي سفيان وإبنه يزيد بن معاوية الذي قتل الإمام الحسين عليه السلام وضرب الكعبة بالمنجنيق وإستحل المدينة وأباحا ثلاثة أيام لجيشه ، وإن الله يمهل ولا يهمل ، وآل خليفة هذه المرة بعد ثورة الغضب لشباب 14 فبراير قد كشفوا عن كل أوراقهم أمام الشعب.

إننا نرى أن ثورة 14 فبراير 2011م بينت الكثير من الحقائق للشعب وللعالم أجمع وفضحت المشروع الإصلاحي لملك البحرين الذي كان يتشدق بالديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان والمشاركة الشعبية في الحكم. لقد كشفت الثورة والإنتفاضة والإحتجاجات الشعبية عمق الهوة بين الشعب والسلطة الخليفية ، وأن السلطة غريبة عن الشعب وبعيدة كل البعد عنه فهي قد جاءت من نجد عبر قرصنة بحرية قبل 230 عاما وفي عهد حكم حمد بن عيسى آل خليفة ومنذ عام 2006م قامت بمؤامرة سميت ب"بندر غيت" حيث أن من ضمن المؤامرة التي جاءت في تقرير صلاح البندر أن السلطة ومن ضمن خطتها لتغيير الخارطة الديموغرافية للسكان في البحرين وجعل الأكثرية الشيعية أقلية بعد ذلك قامت بالمجيء بالمجنسين من البعثيين الصداميين والأردنيين والسوريين واليمنيين والبلوش الباكستانيين والوهابية السعوديين وجندتهم في سلك الأمن والمخابرات والجيش والحرس الوطني وأجهزة القمع والتعذيب لا لشيء إلا من أجل البقاء في السلطة. فقد جنست السلطة تجنيسا سياسيا لأكثر من 400 ألف شخص إستخدمتهم في الفترة من عام 2006 وإلى الى الآن في في قمع الإنتفاضات والمظاهرات والمسيرات والإعتصامات الشعبية ، بالإضافة إلى تعذيب المعتقلين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان.

وما زاد الطين بلة وزاد من إتساع الهوة بين الشعب والسلطة هو السماح للقوات السعودية المحتلة والغازية لقمع الإحتجاجات الشعبية والمطلبية وبشدة مفرطة ، وما رأينا بأم أعيننا حيث شاهدنا القوات السعودية والمرتزقة والبلطجية والقوات الأمنية للسلطة الخليفية كيف تقمع الناس بشدة وتداهم القرى والأحياء والمدن بشراسة وتطلق أنواع الرصاص وغازات المسيل للدموع بكثافة مفرطة وتداهم البيوت وتكسر كل ما فيها بل وتهدمها وتعتدي على النساء والأطفال والشيوخ والرجال ومن جاءت لتعتقله وكأنهم في حرب مع عدو أجنبي على أرض البحرين. فقوات الإحتلال السعودي والمرتزقة تتعامل مع المواطنين العزل كأنهم مدججين بالسلاح وأي شخص في الطريق يطلق عليه النار أو يتم دهسه وإعتقاله.

إنتشرت في البحرين الدبابات الضخمة والمدرعات والمزنجرات وناقلات الجنود والجنود السعوديين المنقبين وسيارات النجدة والدوريات السعودية إنتشارا واسعا بحيث أصبحت البحرين مقاطعة ومحافظة من محافظات السعودية كما حدث قبل أكثر من 77 عاما في إقليم عسير ونجران بعد أن أحتل السعوديون هذا الإقليم وفصلوه عن اليمن.

الشعب في البحرين قال كلمته التاريخية  منذ تفجر ثورة شباب 14 فبراير وهي: "الشعب يريد إسقاط النظام" و"يسقط حمد .. يسقط حمد" و"الموت لآل خليفة" وشعارت تطالب بسقوط حكومة خليفة بن سلمان الجزار الذي حكم لأكثر من 42 سال وتسلط على رقاب الشعب وقتل المئات من الأبرياء وعذب الألآف.

لقد فقدت سلطة آل خليفة شرعيتها ومصداقيتها كما أن الشعب فقد ثقته في سلطة لا يأمنها على حياته ولا حياة أجياله القادمة ، فلم تعد السلطة الخليفية شرعية في قاموس الشعب مهما قامت بعض القوى والجمعيات السياسية بدعوته إلى القبول بشرعيتها والنضال الدستوري تحت مضلتها.

إن الشعب الذي هدمت مساجده وحسينياته ومظائفه وقبور أولياء الله الصالحين في بلاده ، وهدمت بيوت ومنازل أبنائه المطالبين بالحقوق وهتكت أعراضه وحرماته ، وتم إعتقال الألآف من أبنائه وقادته ونسائه وتعذيبهم تعذيبا قاسيا في السجون ومنهم من أستشهد لن يقبل بأن تصافح أيديه أيادي الجلادين أمثال الطاغية حمد بن عيسى آل خليفة وخليفة بن سلمان آل خليفة ، والذين يذهبون لقصور وبلاط الملك ليقدموا له ولخليفة بن سلمان التعازي بسبب موت "موزة الخليفة" عليهم أن يعرفوا بأن شعبنا الذي صرخت حناجره بالموت لآل خليفة ويسقط حمد .. يسقط حمد .. وهتفوا ضد خليفة بن سلمان آل خليفة بأنهم يرفضون إضفاء الشرعية مرة أخرى للسلطة الخليفية ، والشعب قال كلمته ولا تراجع عنها ومن يريدون للشعب أن يقبل بشرعية الحكم الخليفي فإنهم يسبحون عكس التيار الشعبي ولسنا بحاجة إلى شعرة معاوية بعد كل هذه المجازر والذبح والإجرام والذلة والمهانة التي لقيناها من آل خليفة والقوات السعودية الوهابية الغازية.

إن الجمعيات السياسية التي ترى بأن الإصلاحات السياسية من تحت مظلة السلطة الخليفية هي خيارها الوحيد عليها أن لا تدعي تصديها لقيادة المعارضة ، فشباب ثورة 14 فبراير الذين فجروا الثورة هم أحق بإدرة الصراع القائم بين الشعب وآل خليفة ، ومعهم قوى المعارضة السياسية الذي يقبع قادتهم وكوادرهم وشبابهم في السجون والمعتقلات ، والذين لا زالوا يعقدون الأمل على السلطة الظالمة عليهم أن يعرفوا بأن الشعب لا يؤمن بمنهجهم في الإصلاح السياسي جملة وتفصيلا ، فلو أطلق العنان لشعبنا ليقول كلمته الأخيرة فإن شعب البحرين سيقول مرة أخرة: يا آل خليفة إرحلوا .. وعلى آل خليفة أن يرحلو من البحرين.

ومع كل هذا القمع والإرهاب والتنكيل وهدم البيوت والمنازل والمساجد والحسينيات والمظائف وقبور الأولياء والصالحين والتعدي على الحرمات وإنتهاك الأعراض والقتل والتعذيب وإنتهاك حقوق الإنسان إلا أن شعبنا في البحرين صابر وصامد والصبر له شأن عظيم في حياته ، فبه يتحمل المشاق ، ويستهل الصعاب ، ويرضى بقضاء الله وقدره ويسلم لما كتبه وأراده ، وبالصبر يكون أداء الطاعة ، والقيام بالواجب ، وبه يكون إمساك النفس عن المعاصي والذنوب ، وحجزها من الفجور والمآثم ، فالصبر ثلاثة أنواع : صبر على المصائب والإبتلاءات ، وصبر على الطاعة ، وصبر على المعصية.

ولا شك أن الصبر شاق على النفوس ، وثقيل على القلوب ، إلا من وفقه الله وأعانه ، ثم أتى بجملة أمور تعين عليه وتهونه على النفس.

شعبنا في البحرين يعيش المحن والإبتلاءات وطبيعة الحياة الدنيا ، أنها دار إبتلاء وإمتحان ، محفوفة بالمتاعب والمشاق وقد قال سبحانه وتعالى :"لقد خلقنا الإنسان في كبد" فليست الدنيا جنة نعيم لا تنغيص ولا تكدير ، بل إختلطت فيها اللذة بالألم ، والفرح بالترح ، فهيهات أن يرى فيها لذة لا يشوبها ألم ، أو صحة لا يكدرها سقم ، أو سرور لا ينغصه حزن، أو راحة لا يخالطها تعب ، أو إجتماع لا يعقبه إفتراق ، أو أمان لا يلحقه خوف. والمؤمن الصادق يعلم هذا فيعد له عدته وصبره ، ويوطن نفسه على ما يكون فيه.

قيل لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): "صف لنا الدنيا ، فقال: ماذا أصف لك من دار أولها بكاء ، وأوسطها عناء وآخرها فناء".

ومما يعين على الصبر: اليقين بحسن الجزاء من الله تعالى ، فجزاء الصابرين عظيم حسن ، قال تعالى:"ما عندكم ينفذ وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) "النحل: 96".

بل أن الله سبحانه وتعالى يتفضل على الصابرين من جوده وإحسانه بلا عد ولا حساب ، قال تعالى:"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" ((الزمر:10)).

واليقين بأن الفرج والتيسير من الله عزل وجل ، واليقين بأن نصر الله قريب ، وأن فرجه آت لا ريب فيه ، وأن بعد الضيق سعة وأن بعد العسر يسرا ، هذا اليقين الجازم جدير بأن يبدد ظلمة القلق من النفس ، ويطرد شبح الياس من القلب ، وكفيل بأن يضفي عليه الراحة والطمأنينة والثقة بوعد الله الذي لا يخلف الميعاد ، ولهذا قال تعالى: "إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" يوسف: 87)) وقال عز وجل:"قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون" (الحجر:56).

وخاطب الله عز وجل نبيه محمدا – بعد أن قص عليه ما كان بين نوح وقومه وأبنه وما إنتهى إليه أمرهم – فقال:" تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فأصبر إن العاقبة للمتقين"(هود:49).

وقال تعالى مبينا ما نال الرسل من قبل : حتى "إذا إستيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فننجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين" (يوسف 110).

وفي وعد المهاجرين في سبيل الله عز وجل بحسن العوض والإخلاف لهم بخير قال تعالى: ((والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين . الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون) "العنكبوب : 59,58

وعن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول: (ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها ، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله "فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله".

ومما يعين على الصبر: التأمل في سير الصابرين ، وما لاقوه من صنوف البلاء، وألوان الشدائد، وبخاصة الرسل عليهم السلام ، فكانوا بصبرهم وتحملهم ، وحلمهم ، قدوة وأسوة لغيرهم ، ولهذا لما قص الله تعالى في سورة هود بعض قصص الرسل مع أقوامهم قال تعالى: "وكل نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين" (هود: 120)، وقال تعالى: "فأصبر كما صبر أولو العزم من الرسل" (الاحقاف: 35).

ومما يعين على الصبر : الايمان بقضاء الله وقدره ، فما كتبه الله وقضاه نافذ لا محالة ، لا راد لقضائه ، ولا معقب لحكمه ، وما أصاب العبد لم يكن لخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، ولهذا قال تعالى : "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير. لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور"(23،22 ).

وهنا نضع أمام أبناء شعبنا مجموعة من العبر وهم يعيشون محنتهم وإبتلائهم مع الطاغوت الخليفي والمحتل السعودي الوهابي:

أولا    : جوهر منهج أهل البيت ، والذي يعد جوهر الاسلام الأصيل هو تحدي الطاغوت ، والإيمان يكون من قسمين : توحيد الله ونفي الطاغوت "الكفر بالطاغوت".

ثانيا   : أساس الشعائر هو تعبئة النفوس المؤمنة ضد الطواغيت والمستكبرين ، ولا ينبغي للمؤمن أن يبرر التقاعس عن تحمل المسؤولية بوجود الخطر والتهديد. فهل رأيتم عبر التاريخ جهادا بلا خطر ؟ هل رأيتم تغييرا للواقع الفاسد بلا مواجهة عنيفة من قبل الطواغيت ؟ هل رأيتم تحديا رساليا للكفار والمنافقين والسلطات الجائرة دون تضحيات وإصابات؟.

ثالثا   : يقول الله تعالى : (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) ليس هذا الخطاب للمؤمنين في عهد الرسول فقط ، بل هو خطاب لكل المؤمنين عبر كل العصور. فعلينا أن لا نضعف ولا نحزن على ما يصيبنا. علينا أن نصبر والصبر يعني المقاومة والتحدي والإستقامة حتى يفتح الله لنا وللأجيال القادمة.

وإذا أصبنا بجروح ، أو بخسارة مالية ، أو بضحايا ، أو بالطرد من العمل والوظيفة ، أو قطع المساعدات المالية للبعثات الطلابية ، أو إعتقال بعض أبنائنا وإخواننا وقادتنا الرساليين والوطنيين .. فعلينا أن نعرف إن ما أصاب العدو هو أكثر فداحة وأعظم ألما. يقول الله ((إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ، وتلك الأيام نداولها بين الناس)) فالطاغوت لا يستمر ، كما كل طواغيت الدهر الذين أطاح بهم الله عز وجل في نهاية المطاف. وما أصابنا من قرح وألم إنما هو إمتحان من الله عز وجل: ((وليعلم الله الذين أمنو منكم ، ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين)) والظالمون على أقسام: فالحاكم الجائر المستبد ظالم ولا يحبه الله ، وكذلك المحكوم الذي يثبط عزائم المؤمنين ويمنعهم من التحرك الجدي ، هو الآخر ظالم لا يحبه الله.

رابعا  : يقول الله تعالى مخاطبا المؤمنين الذين يواجهون الطاغوت والحاكم الجائر عبر التاريخ : ((ولا تهنوا في إبتغاء القوم)) علينا أن لا نتوقف عن المواجهة التي بدأناها على بركة الله ، فالله ينهانا عن أن نضعف في مطاردة القوم الظالمين ((إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون)) فلولا ألمهم الشديد من حركة الجماهير المؤمنة لما تمترسوا بقوات الإحتلال السعودي ، ولولا الألم الشديد لما صرفوا الملايين لإسكات الفضائيات الناطقة بالحق ، ولولا الألم القاتل لما إختفوا في قصورهم تحرسهم قوات من خارج البلاد، فحتى قواتهم لا يثقون بها.

ولكن هناك فارق كبير بيننا ونحن نتألم وبين العدو الظالم الجائر وهو يتألم أيضا ، والفارق هو كما يقول الله عزل وجل: (وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله حليما حكيما) فنحن نرجو الآخرة والخلود في جنان الله تعالى ، وفي الدنيا نرجو نصر الله القادم إن شاء الله ، بينما عدونا لا يرجو الله ، ولا يرجو نصره ، بل رجائه في جنود الغزو والإحتلال والضلال والإنحراف الذين سوف نرى إندحارهم بإذن الله تعالى.

فيا شعبنا في البحرين يا من فجرتم إنتفاضة 14 فبراير المجيدة..

 فكما قال الله سبحانه وتعالى: ((ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) "139".  لا تهنوا – من الوهن والضعف – ولا تحزنوا – لما أصابكم ولما فاتكم – وأنتم الأعلون .. عقيدتكم أعلى فأنتم أصحاب حقوق سياسية وإجتماعية وإقتصادية ومدنية أيدكم فيها كل العالم وأشراف وأحرار الأرض وأنتم تسجدون لله وحده لا شريك له فلا تسجدوا ولا تركعوا لغير الله كما كانت شعاراتكم :"لن نركع إلا لله" .. بينما الطواغيت وعبدة الطواغيت يسجدون لشيء من خلقه أو لبعض من خلقه ! ، بينما منهجكم أعلى وأسمى. فأنتم تسيرون على منهج من صنع الله  ودوركم أعلى. فأنتم الأوصياء على هذه البشرية كلها والهداة لهذه البشرية كلها ، بينما آل خليفة ضالون عن الطريق وهم شاردون عن النهج ضالون عن الطريق. وأنتم يا شعب البحرين مكانكم في الأرض أعلى ، فلكم وراثة الأرض التي وعدكم الله بها وهم إلى الفناء والنسيان صائرون. فإن كنتم مؤمنين حقا فأنتم الأعلون ، وإن كنتم مؤمنين حقا فلا تهنوا ولا تحزنوا. فإنما هي سنة الله أن تصابوا وتصيبوا ، على أن تكون لكم العقبى بعد الجهاد والإبتلاء والتمحيص.

 

علائم النصر تلوح في الأفق

بشائر النصر الإلهي لشعب البحرين تلوح في الأفق وآل خليفة أمدهم وعمرهم قد إنتهى بعد أن طغوا وتجبروا وظلموا ، والسنن الإلهية سارية وجارية على الحكام الطغاة والجبابرة وقد أمهل الله سبحانه وتعالى آل خليفة 230 عاما ، وإنشاء الله سوف يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.

وشعبنا في البحرين الذي توكل على الله وآمن بوعده ونصره الإلهي وخرج من أجل المطالبة بحقوقه السياسية بصورة سلمية وحضارية قد بين للعالم تحضره وتخلف وجاهلية وجبروت سلطة آل خليفة. وبعد أن تمادى آل خليفة في غيهم وإستهتارهم بالمقدسات والقيم الإسلامية والإلهية وإرتكبوا جرائم ضد الإنسانية وهتكوا الأعراض وإنتهكوا الحرمات فإن من حق شعبنا إعلان الجهاد والدفاع عن النفس بكل الوسائل المشروعة والمتاحة له ، وجهاد الكفار والمشركين والطغاة فريضة على كل مسلم ومسلمة من أجل رفع الحيف والظلم عن كاهل المجتمع خصوصا مع سلطة فرعونية متجبرة طاغية إرتكبت كل الجرائم والمجازر بحق شعب البحرين.

لذلك فإن النصر سيكون حليف شعبنا إذا ما توكل على الله سبحانه وتعالى وفوض الأمر إليه وعقد العزم على إرضاء الله سبحانه وتعالى في طريق جهاده ونضاله العادل والمشروع ، وإن الله سبحانه وتعالى سوف ينصرنا إذا ما فوضنا الأمر إليه وعقدنا العزم على نصرة الحق والمظلومين ومقاومة الظلم والظالمين.

والنصر الإلهي على العدو بحاجة إلى التوكل على الله وتفويض الأمر إليه والقيام بأداء التكليف بعيدا عن النصر أو الهزيمة ، وإنما العمل من أجل الحق وطاعة الله والدفاع عن القيم الإلهية ولنكن على ثقة تامة بأن الله مع المظلومين والمستضعفين وسوف يورثهم الأرض بظهور القائم من آل محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

النصر حليفنا إن شاء الله والدماء التي سالت وأريقت على أرض البحرين الطاهرة وفي ميدان اللؤلؤة (ميدان الشهداء) لن تذهب هدرا ، وهتافات مئات الألوف من شعب البحرين بـ"لن نركع إلا لله .. لن نركع إلا لله".. فالله سبحانه وتعالى سوف ينهي حياة هذا النظام الذي يريد للناس أن يعبدوه ويطيعوه وهو على طاعته للشيطان ، الشيطان الأكبر وهي الولايات المتحدة الأمريكية التي وقفت إلى جانبه ومنعت من سقوطه وتهاويه إلى مزبلة التاريخ وأعطته الضوء الأخضر ليقمع الشعب ويسفك الدماء ويزهق الأرواح ويصيب الألآف من أبناء شعبنا بجراح ويعتقل الألآف من الناس الأبرياء ويعذب النساء والرجال والشباب والأطفال ، وكذلك شيطان آل سعود الملك عبد الله بن عبد العزيز والأمير نايف بن عبد العزيز القوات السعودية الوهابية وقوات درع الجزيرة التي هي شياطين عبدها آل خليفة وجلبوها ليدرأوا عنهم خطر السقوط ، ولا يعلمون بأن الله سبحانه وتعالى للمرصاد للطغاة والجبابرة ونهاية الظالم والطاغوت والفرعون هو السقوط الحتمي إن شاء الله تعالى.

وإليكم بعض الأحاديث التي تتحدث عن النصر الذي لا يأتي إلا بعد أن يفوض العبد الأمر إلى الله سبحانه وتعالى:

قال الإمام جعفر الصادق (ع) : بعث الله نبياً إلى قوم فشكا إلى الله الضعف ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه أن النصر يأتيك بعد خمس عشرة سنة ، فقال لأصحابه :
إن الله عزّ وجلّ أمرني بقتال بني فلان فشكوا إليه الضعف ، فقال :
إن الله قد أوحى إلي أنّ النصر يأتيني بعد خمس عشرة سنة ، فقالوا :
" ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله " .. فأتاهم بالنصر في سنتهم ، لتفويضهم إلى الله ، لقولهم : ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله.
2- سئل الإمام محمد الباقر (ع) عن معنى لا حول ولا قوة إلا بالله ، فقال : معناه لا حول لنا عن معصية الله إلا بعون الله ، ولا قوة لنا على طاعة الله إلا بتوفيق الله عزّ وجلّ.
3- باب ما علّمه أمير المؤمنين علي (ع) من أربعمائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: وليُكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فإنه لا يُعصى الله فيه ، وله بكل سلك فيه ملك يقدّس له ويستغفر له ويترّحم عليه ....
4- روي أن الخضر وإلياس يجتمعان في كل موسم فيفترقان عن هذا الدعاء وهو : بسم الله ، ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله ، ما شاء الله ، كل نعمة فمن الله ، ما شاء الله ، الخير كله بيد الله عزوجل ، ما شاء الله ، لا يصرف السوء إلا الله.
5- قال رسول الله محمد (ص) : مَن تظاهرت عليه النعم فليقل : " الحمد لله رب العالمين " ومَن ألحّ عليه الفقر فليكثر من قول :
" لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " فإنه كنز من كنوز الجنة ، وفيه شفاء من إثنين وسبعين داء ، أدناها الهمُّ.
6- قال الإمام جعفر الصادق (ع) : من قال ألف مرة : " لا حول ولا قوة إلا بالله " رزقه الله تعالى الحج ، فإن كان قد قرب أجله ، أخذ الله في أجله حتى رزقه الحج.

7- قال الإمام جعفر  الصادق (ع) : من قال : لا حول ولا قوة إلا بالله مائة مرة في كل يوم ، لم يصبه فقر أبداً.
8- قال الإمام جعفر الصادق (ع) : من قال : " لا حول ولا قوة إلا بالله ، توكلت على الحي الذي لايموت ، والحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ، ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليٌ من الذل وكبره تكبيراً " أذهب الله عنه السقم والفقر.
9- قال الإمام جعفر الصادق (ع) : من وجد همّا فلا يدري ما هو فليغسل رأسه ، وقال: إذا توالت الهموم ، فعليك بلا حول ولا قوة إلا بالله .

10- من وصايا الرسول الاعظم محمد (ص) الى الامام علي (ع) : يا علي .. أمان لأمتي من الهمّ : { لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا ملجأ ولا منجا من الله إلاّ إليه } .

 

اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة ولينا وكثرة عدونا وقلة عددنا

وشدة الفتن بنا وتظاهر الزمان علينا.
اللهم فأعنا على ذلك بفتح منك تعجله ونصر تعزه وسلطان حق تظهره

ورحمة منك تجللناها وعافية منك تلبسنا أياها.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار ، والحرية والفرج لأسرانا ولشعبنا المجاهد

 

أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين

البحرين – المنامة - 7 أيار/ مايو 2011م

3 جمادى الثاني 1432هجري


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انصار ثورة 14 فبراير في البحرين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/07



كتابة تعليق لموضوع : النصر حليفنا وعلينا تحمل المصائب والإبتلاءات وتحدي الطاغوت الخليفي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net