صفحة الكاتب : باقر العراقي

في بلادي الفساد ليس حرام ولا جريمة..!
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا ريب أن الفساد ممقوت ومستهجن فطريا عند البشر،نمتعض جميعاً عند ذكره، حتى ولو بتصنع الامتعاض، ولكن عند ممارسته من قبل ضعاف النفوس، ستجدهم يبحثون عن التبريرات والأعذار؛ المناسبة لسد الخلل الناتج من هذه الممارسة المشينة أو هذا السلوك المدان.
ما تقدمت الأمم، ولا خطت خطواتها الأولى نحو الازدهار، إلا من خلال إشاعة ثقافة النزاهة في المجتمع، والقضاء على الفساد ومنابعه المتواجدة دائما عند قمة الهرم السلطوي، أما عامة الناس وبسطاءهم، فهم أتباع يتأثرون بما يفعل سلاطينهم، أو من يقودونهم، والناس بصورة عامة على دين ملوكهم كما يقال.
اليوم وعند قيادة سيارتي في أحد شوارع مدينتي، وكان ذو إتجاهين تفصل بينهما "جزرة وسطية" مزروعة بأشجار "الكاربس"، فاجئني أحد السائقين وهو ينطلق بسيارته بإتجاهي مباشرة، فما كان مني الا التوقف وإعتراضه، لكونه يسير بالاتجاه الخاطئ، فقلت له بلطافه: "أنت تسير رونك سايد ومع ذلك تمشي سريع"،  فقال "شنو يعني الرونك سايد عجيبة لو جريمة".
عندها تذكرت قصة "تشرشل" مع رجل المرور الذي أوقفه، لأنه يسير بالإتجاه المعاكس، وهو بطريقهُ لعقد إجتماع يُتخذ فيه القرار النهائي، بدخول الحرب العالمية الثانية من عدمه، حينما قال له رجل المرور "حتى لو كنت رئيس وزراء بريطانيا، عليك إحترام القانون"، عندها قال تشرتشل: "سندخل بالحرب وننتصر لأننا نملك هكذا مواطن ومسؤول".
عندما يسري الفساد ومخالفة القوانين في هرم الدولة، فسيتحول لاحقا الى ثقافة تنتشر في المجتمع كالنار في الهشيم، ولا يمكن السيطرة عليه إلا من خلال إجتثاث هذه الآفة من جذورها، لأن ما يحصل الآن هو تقليم براعم صغيرة من شجرة الفساد العملاقة، ولم نصل لحد الآن الى حيتان الفساد أو الرؤس الكبيرة.
نظرية السائق البسيط؛ بأن مخالفة القانون ليست عجيبة ولا جريمة صحيحة حسب وجهة نظره البسيطة، لأنه يرى حيتان الفساد وكبار السراق والمخالفين للقانون، يتنعمون بسرقاتهم أمام الملأ، أو بمناصب جديدة، وفي أتعس الأحيان تقاعد ممتاز.
إذن مع كل التغيير الذي حصل في عام 2014، وكل الايجابيات؛ أيضاً يتوجب على أصحاب مشروع التغيير، البدء بتفتيت هذه الثقافات الفاسدة، وإقتلاعها من عقول الناس، وطرح نظرية المسؤول الخادم والصالح، بدلا من نظرية المسؤول الفاسد المتسلط.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/22



كتابة تعليق لموضوع : في بلادي الفساد ليس حرام ولا جريمة..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net