احرار البحرين: عهد شعبي مع الله في العام الجديد بالصمود والتصدي للبغي الخليفي

 اصدرت حركة احرار البحرين الاسلامية المعارضة للنظام البحريني بيانا نسخة منه عاهدت فيه الله في العام الجديد بالصمود والتصدي للبغي الخليفي .. فيما يلي التفاصيل:

مع نهاية عام ميلادي وبداية آخر يبدو الافق السياسي المحيط بمشروع التغيير الديمقراطي في الشرق الاوسط اكثر تعقيدا. وللمرة الاولى منذ انطلاق الربيع العربي، يمكن القول ان قوى الثورة المضادة استطاعت احكام القبضة والقضاء على كافة منجزات ثورات الشعوب. وبعودة اركان النظام السابق الى الحكم في تونس، اصبح متوقعا ان يعود ديكتاتورها السابق، زين العابدين بن علي، الى البلد الذي ارغمه شعبها على الفرار قبل اربعة اعوام. وفيما مرت الذكرى الرابعة لاستشهاد الفتى التونسي، محمد بوعزيزي، كان احرار العالم يأملون عدم تحقق الحلم المزعج الذي بدأت فصوله تفرض نفسها منذ الانقلاب العسكري في مصر قبل ثمانية عشر شهرا. ولكن قدر الله ان يتحقق هذا الكابوس لحكمة إلهية بليغة ستظهر مصاديقها بعد حين فلقد تم تخدير الجماهير العربية بعد ما جرى في مصر بالقول بان حركة النهضة التونسية استوعبت درس التجربة الاخوانية المصرية وانها تحاشت الاحتكاك مع فلول النظام السابق، او مع العلمانيين. ولكن اتضح الآن ان ذلك كان تخديرا مدروسا للانقضاض على التجربة الفتية بعنوان الممارسة الديمقراطية، واقصاء الاسلاميين تماما من الحكم، وليس مستبعدا ان تفتح سجون تونس لكوادر النهضة كما حدث في مصر للاخوان. هذا الانقلاب القبيح على الشعوب وارادتها والسعي المستمر لكسر عنفوانها وطموحها من اكبر الجرائم التي حلت بالمنطقة منذ عقود. فقد تزامن مع هذه السياسات ضخ اعلامي هائل لا يتوقف. فمن جهة تواصلت الضغوط على دولة قطر للتخلي عن دعمها الاخوان او استهدافها نظام العسكر، وأجبرت على تغيير سياستها التي وفرت لها صيتا غير مسبوق وتأثيرا على الشارع العربي. اليوم تبدو قناة "الجزيرة" صوتا باهتا لا يستطيع الحراك او التأثير او الرد على المشروع السعودي – الاسرائيلي لضرب حركة الشعوب. ومن جهة ثانية تنطلق من البحرين، وما ادراك ما البحرين، قناة اخرى لتكون ذراعا آخر لقوى الثورة المضادة وبوقا باهض الثمن لاعادة صياغة العقل العربي بعيدا عن المطالبة بالحرية والحقوق. ومن جهة ثالثة تضخ الدولارات النفطية لابقاء المشروع الطائفي منتعشا بهدف منع الامة من استعادة قوتها والانطلاق بصف مرصوص واحد على طريق التغيير والتحرير.

وتبقى للبحرين قصتها، وحكاية ثورة استعصت حتى الآن على مؤامرات قوى الثورة المضادة، واستطاعت الاستمرار ما يقرب من اربعة اعوام بدون توقف، وبدون ان تحول البلاد الى طاحونة موت ودمار وخراب وحريق. يقف شعب البحرين مستقبلا العام الجديد وهو اكثر تصميما مما سبق على تحقيق التغيير وتخليص البلاد من دنس الاستبداد الخليفي المقيت. وما المخاضات العسيرة التي تمر البلاد بها بين الحين والآخر منذ انفجار الثورة المظفرة في 14 فبراير 2011 الا تأكيد على انها حبلى بوليد سعيد يهون آلام العقود والقرون من الاستبداد والاحتلال. ولذلك يودع الثوار عامهم الميلادي ولديهم نفوس كبيرة وآمال عريضة بحتمية تحقق التغيير المطلوب وان القوى التي تعارضه وتتصدى للمطالبين به اثبتت عجزها عن التأثير على مسار الثورة او منع التغيير المحتوم. ولقد اصبح متوقعا ان تتجه مملكة آل سعود جنوبا لتنتقم من الحوثيين وتلغي منظومة الحكم التي وضعت اسسها في الشهور الثلاثة الماضية. وليس مستبعدا ان تشن السعودية حربا على الممارسة الديمقراطية الجديدة في اليمن، وان اقتضى الامر اجتياحا او احتلالا كما حدث في البحرين. ولكن ما مدى ضمان اية مغامرة غير محسوبة من هذا النوع؟ ثمة قناعة بان السعوديين اعجز من ان يسجلوا انتصارا عسكريا في اليمن التي استعصت عليهم منذ خمسين عاما والتي استطاع مقاتلوها أسر جنود الاحتلال السعودي وافشاله. مع ذلك اصبحت السعوديون يدركون ان وعي الشعوب العربية يهدد مملكتهم وان التغيير، ان سمح به، سيصل اليهم ويقتلع حكمهم.

شعب البحرين لديه تجربة تسعة عقود من النضال المتواصل بدون انقطاع، ولذلك يستقبل العام الميلادي الجديد وهو اكثر اصرارا من قبل على تحقيق التغيير خصوصا في ضوء الجرائم اليومية الكبيرة التي لم تتوقف منذ اربعة اعوام. الخليفيون يحاولون تسطير بعض الانجازات الصغيرة على امل كسر ارادة الشعب الصامد، ولكن الصورة الكبرى تؤكد ان نظامهم ما يزال في غرفة الانعاش وان القوات السعودية والبريطانية هي التي تصر على ابقائه على قيد الحياة. في الاسبوع الماضي مارس داعمو الخليفيين ضغوطا كبيرة على تايلاند لتسليم الشاب علي هارون، الذي لم يبلغ العشرين من العمر. واعتبر الطاغية ذلك انتصارا كبيرا، مع علمه ان ذلك لا يغير في موازين القوى شيئا وان باسطاعته استرجاع بحراني هنا وآخر هناك، ولكن في المقابل سيضيق الخناق تدريجيا على مسؤوليه المتهمين بجرائم ضد الانسانية. فكل من مارس التعذيب خصوصا من الخليفيين انفسهم لن يفلت من العقاب القانوني الحتمي انشاء الله لان صمود الشعب في الداخل ونشاط ممثليه في الخارج حقيقتان ستحاصران النظام الخليفي المجرم تدريجيا حتى يستسلم لارادة الجماهير، ويسلم السلطة للشعب.

شعب البحرين يستقبل العام الجديد بارادة وتصميم ورؤى واضحة. فهو أولا سيواصل حضوره الميداني بشكل يومي ولن يتراجع خطوة واحدة عن ذلك، ثانيا انه سيصعد عمله السياسي والحقوقي والاعلامي في الداخل والخارج لتعرية الديكتاتور وعصابته امام العالم، ثالثا: انه سيعمل لكسر السلاح الطائفي الذي استطاع العدو الخليفي استغلاله لتهميش الدور السني في البحرين وابعاده عن ساحة النضال الوطني، لعلمه ان تاريخ البلاد حافل بصفحات العمل المشترك بين كافة المواطنين وان الطائفية سلاح كليل سرعان ما يتلاشى اثره حين يعد الوعي لمن تم تخديرهم وتضليلهم. رابعا: ان قضية البحرين ستصل قريبا بعون الله الى المحافل الدولية وسيجد داعمو الخليفيين انفسهم في موقف صعب وهم يدافعون عن نظام حكم متخلف يرتكب يوميا جرائم ضد الانسانية ويسعى لإبادة السكان الاصليين بما لديه من وسائل دنيئة، خامسا: ان شعب البحرين وجد نفسه بين خيارين: أما التلاشي والانتهاء التدريجي ان منح الخليفيين فترة اطول في الحكم، او الصمود والتضحية ورفض الحلول الجزئية. وقد دفعته نتائج الاستفتاء الشعبي لتقرير المصير وفشل انتخابات مجلس عبيد الطاغية لنتيجة تاريخية مفادها ان التضحيات مهما بلغت ستكون اقل كثيرا مما سيلحق به من ضرر اذا بقي الخليفيون حكاما. ولذلك هناك عهد شعبي مع الله سبحانه والشهداء الابرار بمواصلة مسيرة الصمود وتقديم مثل متحضر لبقية الثورات التي فشلت حين تحولت الى نصف ثورة, وهو عهد لن ينال البغي الخليفي منه شيئا لانه شهادة امام الله والتاريخ والانسانية.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

النهاية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/27



كتابة تعليق لموضوع : احرار البحرين: عهد شعبي مع الله في العام الجديد بالصمود والتصدي للبغي الخليفي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net