صفحة الكاتب : فلاح المشعل

الغراوي حوار المهزوم ....!
فلاح المشعل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سجلت قناة البغدادية السبق الإعلامي في إظهار مهدي الغراوي بحوار صريح مع المقدم نجم الربيعي ، كان يمكن للحوار ان يكون مدونة واقعية لأحداث مصيرية ونكسة وطنية فقدنا بها ثلث الوطن وآلاف الضحايا، لو انه جاء وفق سياقات زمنية تفصيلية لسقوط الموصل .
كنت اتمنى ان يتوفر الأخ نجم الربيعي على قدرة استنطاق الآخر معلوماتيا ً،وعدم إطلاق التصريحات والإتهامات وشخصنة الكلام .

غياب المعرفة التفصيلية بالأماكن والأدوار وتوقيتات مراحل الهزيمة للمحاور أضاع الكثير من تفاصيل ذلك الزمن الذي عشنا ساعاته بقلق مرعب وشعور قاتل بالخسارة ،وهكذا ضاع نصف وقت الحوار بإستذكارات لافائدة منها وثرثرة لامعنى لها ، كان الحوار حلقة متممة للهزيمة ..!؟

اتذكر حوار احمد منصور في برنامجه " شاهد على العصر " في حواره مع احد نشطاء الثورة المصرية من خلال قناة الجزيرة القطرية ، وهو يدون الاحداث ساعة بساعة ويوم بيوم وحدث بحدث من ميدان التحرير لشارع طلعت حرب ، ومن مقر الداخلية الى حارات مصر المشتعلة ، وكأنه في بانوراما تصويرية تنعش الخيال وتلهبه بواقعية الأحداث وحرارتها .

كان الجمهور العراقي مشدود برغبة جامحة لمشاهدة هذا الحوار حين اعلن عنه أنور الحمداني خلال برنامج استديو التاسعة ، لكن الصدمة أصابت الجميع وهم يتطلعون لشخصية هزيلة منهزمة لكبار ضباط الجيش العراقي برتبة فريق ركن ، ضابط اعلى رتبة من قائد الجيوش الأمريكية ، ولايجيد الحديث بسياقات واصول اللغة العسكرية على نحو وافي ، كما شارك مقدم البرنامج بضياع اللغة العربية بين فصحى متعثرة خاطئة وشعبية لاتجيد البلاغة .

المهم في الموضوع ان الصورة انحسرت في إتهامات تكاد تكون شخصية دون ان نرى أدلة أو ثوابت قاطعة ، كما تعني ان المؤسسة العسكرية التي ابتلعت المليارات من الدولارات لأغراض التسليح والتجهيز والصفقات الفاسدة، اقرب لكونها مؤسسة وهمية (فضائية ) يعيش قادتها صراعا شخصيا وتنافسا ًغير شريف، مع انعدام التسلسل في الأوامر واعتماد العلاقات الشخصية والتمازج مابين القرار المدني والديني والعسكري والشرطوي ، مايعني فوضى عارمة تترجم أمية المؤسسة السياسية ، وانعدام تقاليد التنظيم الصارم والثقافة العالية وروح الإنضباط والوطنية عند قيادة المؤسسة العسكرية .

خيبة كبيرة تظهر للعراقيين لتزيد من حزنهم لهذا الخراب الذي انتجته حكومة الفساد والتزوير والدمج العسكري الذي انتهى لهزيمة مخزية ، لم يشهد مثيلا لها تاريخ العراق وشعبه الأبي .

كنا نحذر من هذا الفساد وماسوف يترشح عنه من انهيار وتحلل المؤسسة الأمنية ، بعد ان تفسخت المؤسسات والوزارات المدنية، لكن إنعدام الضمير والإخلاص الوطني لحكومة الفشل، وسياسيي الصدفة والتزوير ولصوص الأحزاب والعملاء وسيطرة المخانيث،اعطى لجراثيم "داعش " فرصة النجاح ، وأعطى لنا شعور عميق بالخيبة.

لاندري، هل ستدفن جريمة الموصل، كما دفنت بقية الجرائم السابقة، ام سيكون للبرلمان والقوى الوطنية كلمة في هذا الفصل الدامي والعار الكبير ...؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح المشعل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/29



كتابة تعليق لموضوع : الغراوي حوار المهزوم ....!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net