صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

ولادة عام جديد!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في هذه اللحظات يولد عام جديد , فنحتفل به بالأغاني والرقصات والقبلات , والأضواء والألوان والتعبير عن الحب الفتان , ونحسب أن هذه الولادة ليست قيصرية , وفي واقعنا المتأزم أن الأعوام تحولت إلى صافرات إنذار , تنشر الذعر وعدم الشعور بالأمان.

ويبدو أن أول عمل سيقوم به المحتفلون في الساحات , هو الذهاب إلى دورات المياه , لأنهم قد سُجنوا لساعات في المكان لإحترازات أمنية مشددة.

وهذا يعني أن الأعوام تشتد في خصامها ونُذرها وتدهور أحوال أيامها , فالبشر أصبح يَحذَر البشر , لأنه تحول إلى قنبلة موقوتة , وآلة تدمير وقتل وخراب.

رقصات وفرح وإبتسامات وأنغام وآمال وتطلعات , وويلات وصراعات , وفي هذه اللحظة تهوي براميل المتفجرات على مدن وبشر أبرياء إحتفاءً بحقدٍ جديد.

عالم غابي الطباع مدنّس بالإحتراس والمخاوف النكراء , والمراقبة والمتابعة والترصد عبر وسائل الإتصال , التي إخترقت خصوصيات الناس , وحولتهم إلى عراة في ميادين الإحتراز.

فالحرية كلمة لا تساندها الوقائع والتفاعلات , وعندما توَهّم بها المحرومون منها , تحولت في ديارهم إلى أفظع بلاء.

فالعالم يأكل نفسه , وأُرضة الإرهاب أخذت تنخر هياكله وأعمدة وجوده , حتى لتجده ذات عام جديد على حافة الإنهيار الرهيب.

وفي عالمنا الصاخب , أخذت تتشكل محاور ذات قدرات تدميرية هائلة , وكأنها تسعى للإصطدام والتحارب وعدم التوافق والإنسجام.

وفي العام الذي يعلن عن بداية ختام النصف الأول من العقد الثاني لهذا القرن , تتقافز توجسات وتنطلق تحسبات , وربما تتحقق إنزلاقات تأخذ البشرية إلى سقر , لأن سلوك القرون يشير إلى أن البشرية تنفذ إرادة الأرض في الصراعات والحروب , وفقا لمعايير موازين التعادل والبقاء , ولا يمكن لهذا القرن أن يحيد عن القرون السابقة , التي أوجعت البشرية بحروبها العالمية الإمبراطورية الحامية الوطيس والدماء.

ومشكلة هذا القرن أن البشرية تمتلك ما يكفي من الأسلحة الفتاكة لمحق النوع البشري عن بكرة أبيه , وما ينذر بالوعيد , البدء بالضغط على أسود العرين المدججة بآلات الفتك الخلاق , ومَن يتجرأ أن يوقظ الأسود النائمة عليه أن يتأهب لصولاتها الشنعاء.

أتمنى أن تكون البشرية قد إنتصرت على عواطفها , ولجَمت أمّارة السوء التي فيها , وإلا فأن التأزيم سيحقق ويلات أرضية ما عهدتها القرون جمعاء , وأملنا ان يجنبنا الرحمن الرحيم شرور حرب عالمية دهماء.

وكل سنة والإنسانية بخير ووئام , هذا ما إستحضرته الدقائق الأولى من العام الجديد , الذي نحلم أن يكون سعيد!!!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/02



كتابة تعليق لموضوع : ولادة عام جديد!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net