صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

لا نريد مواساة القتيل بل محاكمة القاتل
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العجيب والغريب في السياسة العراقية والقادة السياسيين المتنفذين في الحكومة والبرلمان , لم يكلوا ويتعبوا من ألسنتهم  وتصريحاتهم الاعلامية الخارقة والخفاقة  , حتى ملئوا الدينا ضجيجاً وصخباً وهوساً , واقاموا الدنيا ولم يقعدوها , بان افعالهم وسلوكهم السياسي ستكون منصبة  الى محاربة الفساد المالي والاداري وقلع جذوره  , لانه سبب الداء والعلة والمصيبة التي اصابت العراق في منحره , ولا مناص من مكافحة الفساد المالي والاداري , باعتباره آفة مدمرة تنخر الحياة العامة , وان آثارها التخريبية اكبر من جسامة من  خطر الارهاب وتنظيم داعش الارهابي , وبسبب الفساد المالي تتعطل الكثير من المشاريع الاصلاحية  , ويعرقل كحجرة عثرة تطور البلاد واستقراره نحو تحقيق الحياة والعيش الكريم , وبسببه تقع الفواجع والكوارث والمآسي , بقلة تقديم الخدمات واهمال مشاكل المواطن المعاشية , وذلك لا حيد وريب في تضيق الخناق عليه وتجفيف منابعه ومصادره , وهو يتجاوز ارقام مالية خيالية , كافية لانقاذ وانتشال العراق من ازمته المالية وسد عجز الميزانية المالية السنوية , وان هذه الاموال المنهوبة من ضلع الشعب العراقي , كافية لانعاش الحياة الاقتصادية والعامة بشكل افضل  , بحيث لا يحتاج العراق الى تطبيق سياسة التقشف وفرض ضرائب اضافية , وتقليص رواتب الموظفين والعاملين , من هذا المنطلق تزداد وتتسع  كل يوم حجم المطالبة ,  باسترجاع اموال العراق المنهوبة والمسروقة من خزينة الدولة المالية , والحاجة الملحة الى حصر عتاوي الفساد في زاوية ضيقة , انها مطاليب مشروعة ومحقة ولا حياد من سلوك هذا الطريق السليم , دون العبث والتفريط في ثروة العراق والاجيال القادمة  بزيادة معدلات انتاج النفط اليومي الى 4 ملايين برميل يومياً , بعد الانتاج الحالي الذي  لايتجاوز اقل من  3 مليون برميل نفط يومياً , فان الواقع المعيشي  الصعب لا يتغير نحو الافضل , بل يفتح الباب لعتاوي الفساد بان تكون اكثر شراسة في النهب والاختلاس , وابتلاع هذه الموارد المالية الاضافية . لذلك لامناص من محاربة الفساد والفاسدين , الذين يتمتعون في جنة المال ,بالنعيم والترف , على حساب شقى وتعاسة الشعب . ان هذه الآفة التي تبلع الحرث والنسل , هي مصيبة العراق الاولى , من هنا يتبادر السؤال من اوجد هذا السرطان الخبيث والقاتل والمدمر ؟ من دعمها ورعاها وكبرها وضخمها لتكون بلية العراق ؟ من وضع بصماته وفتح الابواب  مشرعة للسرقة واللصوصية ؟  هم قادة البلاد السياسيين الذين غضوا الطرف , بان افسحوا الطريق معبداً للصوص والحرامية ؟ ام ان هناك مخلوقات جنية شيطانية , نزلت من الفضاء الخارجي , وهجمت على خزينة الدولة المالية , وخطفوها وذهبوا بها الى كوكبهم الفضائي !! ؟  , وتركوا الشعب يعاني ويكابد من ارهاق الحياة المعيشية , في العوز المالي والفقر . ان مسؤولية القادة السياسيين كبيرة وفادحة , فهم اصل الداء والآفة الخطيرة ( الفساد المالي والاداري ) في استغلال الديموقراطية المخادعة والمزيفة , في استثمار الموقع والمنصب ومراكز النفوذ , للغرف والنهب والشفط والاحتيال , وغياب تنفيذ القانون النائم في سبات عميق , ولكنه يفز من نومه مرعوباً  , ويكون حاداً وصارماً بمنتهى الصرامة , حينما يسرق الفقير دينار واحد  , ويعتبرها فعلة شريرة  وفادحة وجريمة كبرى , ولكنه يعود الى غفوته السباتية مثل اصحاب الكهوف  , حين ينهبون المليارات , عندها يصاب بالعمى والصم والبكم , كأن القانون ليس من اختصاصه وصلاحيته محاربة الفساد والفاسدين , لذلك جاءت ساعة الحساب والقصاص , اذا اراد العراق ان يتخلص من امراضه الخطيرة والشريرة  , عليه ان يسعى في ظل الازمة المالية الخانقة والعجز المالي الكبير , ان يقدم عتاوي الفساد الى العدالة وتطبيق القانون , واسترجاع الاموال المنهوبة , وليس الاقتصار على كلام والتصريح المعسول بالعسل , يجب ان تكون افعال حقيقية على الواقع العملي  , لان القتيل لا يحتاج الى مواساة , بل يتطلب تقديم عتاوي الفساد الى المحاكم , كمعاقبة للقاتل


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/07



كتابة تعليق لموضوع : لا نريد مواساة القتيل بل محاكمة القاتل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net