صفحة الكاتب : د . صلاح الفريجي

ثقافة الكراهية الدينية والاثنية هل امتدت لفرنسا
د . صلاح الفريجي

عاصمة الفن وتاسيس القانون وابتكار فكرة ان الانسان له كل الحق في ممارساته وبكل حرية وبلد الاعراق والاديان فرنسا الحضارة والعلم والحرية تستهدف من قبل التطرف الديني بسبب مواقفها فالقانون الفرنسي منع الحجاب للمسلمات في الجامعات الفرنسية وليس له الحق مطلقا كقانون مدني يفرض على الشخص طريقة ارتداء ملابسه او طريقة عباداته وبما ان القانون هو الحاكم للحياة المدنية وتنظيم شوؤن المجتمعات فكانت هناك ثغرات تحمي بعض المستهترين من الاعلاميين للاساءة للرموز الدينية منها الصحيفة التي حاولت الظهور واطلاق الدعاية ليس من خلال الابداع في التحقيقات الصحفية للدفاع عن الحقوق المدنية للاخرين من المهمشبن والفقراء واللاجئين في فرنسا بل عمدت لاستخدام نظرية خالف تعرف كما كان حال الكاتب الانكليزي من الاصول الهندية سلمان رشدي الذي برز وعرف عنه كتابه الموسوم بالايات الشيطانية كي يحقق سبقا اعلاميا وشهرة مما سببت له ولاسرته الكثير من الاحراج والخوف بعد صدور فتاوى ايرانية وعربية بوجوب قتله كمسلم مرتد عن الدين والاحداث الاخيرة للصحيفة الفرنسية ماهي الا من هذا النوع فنحن نرفض اي عمل اجرامي يستهدف اي فئة مهما كانت وكان الاجدر الرد بالمثل من خلال الكتابة لكن مشكلتنا في العالم هو ان الاديان تلتقي جميعها بطريق واحد الى الله وانبيائه وتختلف جميعها اذا ما طرحت من خلال الفكر المتعصب والذي ينظر بعين واحدة لا اريد ان ابرر او ادافع او اركز على الصراع الحضاري او الفكري او العصور الصليبية وحروبها بقدر مااركزعلى الارهاب الجديد الذي شمل العالم باسرة قد تكون لدينا تكهنات او اراء حول التطرف الديني في العالم ابتداء من الحروب الصليبية الى الصراعات الاثنية والدينية بين نفس المسيحيين في ايرلندا الشمالية بين البروتستانت- والكاثوليك وامتدادا كما لاننسى الصراع الوهابي التكفيري مع كل المسلمين في عقود مضت نتيجة للتطرف الديني وعدم فتح الاذنين للاستماع للاخرين بدقة ولا اريد ان اخوض بحرا لجي مظلم في الحقب الماضية لان الزمن عفى عليها ومضت بعد ان فشلت الكنيسة وحدثت الثورة الصناعية والعلمية في اوربا فابعدت الكنيسة عن الشؤون الاجتماعية والسياسية وبقيت محل احترام وتقديس كدين ونحن نقر باحترام كل الاديان ولانسيء له باي شكل من الاشكال ان التحضر والثقافة والتطور والحرية لايعني الاستهزاء والسخرية بالاخرين وعقيدنهم مهما كانت لاتقتع العقول لان الادراكات متفاوته والعقول متباينة في شتى مراحل الادراك وهناك مناطق فراغ بالعقل الانساني او البشري قد يملى غيبيا بشيء لم يدركه العلم ابدا وهنا لايدركه احدا ابدا وكيف تسلل الى تلك المنطقة في النفس البشرية وقد تكون خرافة او تفاهه لاخرين ينظرون لها من زاوية واحدة وادراك بسيط ومن حق كل انسان ان يعترض بطرق حضارية وحوار وادلة مقنعة حول اي عقيدة او دين ولكن ليس من حقة السخرية والاستهزاء بما يعتقد به الاخرون لان ذلك سيجعل فجوه بين السائل او المستشكل وبين صاحب النظرية والدين كصورة الموناليزا متعددة المعاني كل واحد ينظر لمعنى خاص فيها واما منهج الاستخفاف والسخرية والرسوم الكاريكاتيرية فاسلوب متخلف جدا لاسيما للرموز الدينية المحترمة فهل يجوز لمسلم السخرية والاستهزاء بطريقة ولادة السيد المسيح-ع- وامه الطاهرة البتول السيدة مريم -ع-وهي معجزة الله في السيد المسيح وامه الطاهرة-عليهما السلام-طبعا من المستحيل ان يفكر شخصا بذلك مسلمل او غيره فكيف اقدمت الصحيفة الفرنسية للاستهزاء بالنبي محمد -ص-والمسلمين عدة مرات بلا اي حساب من الحكومة او القانون الفرنسي الراقي حقا على منع التجاوز على الرموز الدينية بسوء ادب وبسخرية هل يجوز بالقانون الفرنسي ذلك ؟وهل حرية الاديان واحترامها لاتنطبق على رسولنا الكريم واعتقادنا به ؟ اننا نرفض الطريقة الهمجية للارهابيين الذين قاموا بالهجوم والقتل بالطرق الوحشية وكان المفروض رفع دعوى قضائية ضد التجاوزات للصحيفة الفرنسية المسيئة لرموزنا الدينية ولكن سبق السيف العدل ؟ ان الاعلام الذي نعتز به هو الذي يكتشف لنا الحقيقة ويضع اصبعه على الخلل لا الاعلام الذي يكيل الشتائم والسب بكلمات بذيئة كما حدث لي من قبل احد المدعين للثقافة والكتابة ونزل لمستوى الانحطاط الاخلاقي وتعرض لسب اهلي جميعا باسلوب قذر يدل على معدنه الردئ لذكري قضية بمنتهى الدقة فلم يتمالك نفسه المريضة والضعيفة وحتى وصل به الحال انه اشكل على بعض الاخطاء الطباعية ولم يعرف قرائتها للكنته الغير العربية ؟ وهذا الاسلوب المتخلف في الرد يجعل فجوة وهوة عميقة وينقطع طريق الحوار والتواصل ؟وذكرته استطرادا والا فهو لايستحق كلمة سوء ؟واقول للتاريخ اننا نريد ان نحافظ على الكلمة المضادة اكثر مما نحافظ على الكلمة الموافقة لا من جهة التنازل عن مبادئنا ولكن من جهة ان يكون الاخر المخالف حرا ونحن احرار كما ان الحرية للخصم تكشف كوامن الخطا لدينا بشرط الانضباط وعدم الاساءة الشخصية او الدينية او السخرية نتيجة لمكنونات عدائية بعيدا عن النقد الموضوعي وجميل جدا ان نختلف في مسيرة النضج والتكامل للارتقاء بالحوار ولكي نستفيد من الراي الاخر لنكتشف كوامن الخلل في سلوكياتنا وافكارنا لا ان نفرض انفسنا على الاخرين بطريقة الدكتاتورية او ساخرة او متكبرة كي لا ننزلق في مهاترات ونزاعات عقيمة لاتقدم سوى العادء والكراهية كما اعزي ذوي الضحايا الفرنسيين الابرياء وكل انسان ضحية التطرف الديني واقترح على الحكومة الفرنسية بما تحمل من تراث وحضارة وثقافة وانفتاح لعقد حوارات الاديان والمذاهب لتقريب وجهات النظر والانضباط بالحريات الاعلامية وتقنين مواد قانونية بضرورة احترام الاديان وعدم الاساءة لاي معتقد او دين وبالنتيجة فلابد ان يفهم بعضنا الاخر بكل احترام فان لم يكن فهما متبادلا فلن نشترك في نقاط التفاهم وقد نخرج عن فهم الحقوق العامة للانسانية ولن نلتقي في اي نقاط تقارب وهذه مشكلة الارهاب في العالم الكاتب د-صلاح الفريجي
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صلاح الفريجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/09



كتابة تعليق لموضوع : ثقافة الكراهية الدينية والاثنية هل امتدت لفرنسا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net