صفحة الكاتب : حسين الركابي

قاطعي آذان الجنود على رأس قضائنا
حسين الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حين التفكير بذكر حقبة من الزمن، قد مرت على الشعب العراقي، يتبادر إلى ذهنك مصادرة الحقوق، والحريات، والحروب، والحصار الإقتصادي، والإعدامات، والمشانق، والثرامات البشرية، وأحواض التيزاب؛ وغياهب السجون، والتشوهات الجسدية، والقرارات الإرتجالية، والقضاء الذي لم يقضي إلا بصالح السلطة آنذاك، ويحكم بما تريد العصابة الحاكمة التي تربعت على صدورنا عقود..
النظام السابق الذي سخر جميع مؤسسات الدولة، وجعلها أداة قمع، وتضيق على ابناء الشعب العراقي، ولا سيما المؤسسة القضائية؛ التي هي تكون من المفترض مؤسسة مستقلة تحكم بالعدل، والقوانين الوضعية التي وضعها الدستور للدولة، ولا تتأثر بالسلطة الحاكمة، أو جهة معينة، ومن المفترض أن تميل مع العدل؛ حيث ما مال..
السلطة القضائية في حكومة البعث، الذي قبعنا تحت حكمة أكثر من ثلاثة عقود، هي عبارة عن أداة قمع، حيث كانت تجري في أروقتها الأحكام بالجملة، فقد يتقدم أمام القاضي العشرات من الأبرياء، والذين ليس لديهم أي جريمة، أو شبهه، وإنما أصحاب الفخامة بحاجة إلى وجبة عشاء، إلى الأسماك، والأسود المفترسة..
حيث يقوم القاضي بوضع رجل صاحب البشرة السوداء في المنتصف، وينطق بالحكم من على يمين أبو سمرة إعدام، ومن على يسار أبو سمرة مدى الحياة، ومن خلف أبو سمرة مؤبد؛ هكذا كانت الأحكام التي كان يحكم فيها النظام البعثي، ولا سيما وهناك عشرات الأحكام التعسفية، وفي مقدمتها قطف، والتشوه الجسدي..
فقد شرع القضاء آنذاك بقانون كل من رفض البيعة إلى البعث، والحروب العبثية، تقطف أذنه، وكان هذا القرار من السلطة القضائية، ومبارك من قبل معظم القضات الأخرين، الذين اليوم يحتلون مراكز متقدمة في العراق الجديد، وعلى سنام السلطة القضائية التي هي أساس العمل الديمقراطي، ومؤتمنة على مكتسبات الشعب، ومقدرات البلاد..
أن فسدت السلطة القضائية أفسدت جميع مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها الكابينة الحكومية، والسلطات الثلاثة، التشريعية، والتنفيذية، والرئاسية، ويبدو إن هذه المرة الكابينة السياسية هي التي أفسدت السلطة القضائية، كون القائمين عليها ملاحقين قانونياً، وأصبح لا خيار أمامهم إلا إعلان الولاء، والطاعة للمؤسسة التنفيذية؛ من أجل بقائهم على سنامها مدى الحياة..
هذا الأمر الخطير الذي يريد أن يعيد العراق إلى المربع قبل 2003، وينسف جميع ما تحقق من تقدم في العملية السياسية، ولا سيما التغيير، والإصلاح الذي شرعت فيه الكابينة الحكومية، منذ اليوم الأول لتغيير" المتشبثين في السلطة"، لأبد أن يطال هذا التغيير المؤسسة القضائية، وإزاحة المتشبثين، وأصحاب القرارات، وقاطفي" الاذنين"...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/15



كتابة تعليق لموضوع : قاطعي آذان الجنود على رأس قضائنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net