صفحة الكاتب : سعود الساعدي

الحرب الجديدة على المنطقة بعد 11 ايلول الفرنسي
سعود الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تواصل الصهيونية العالمية حياكة المؤامرات وتحسن فبركة احداثها وصياغة قصص تسويقها المثيرة والمؤثرة في تعبئة الرأي العام الغربي والعالمي السياسي والشعبي خلف الادارة الصهيونية، فبعد التداعيات الجيواستراتيجية لهجمات الحادي عشر من سبتمر/ايلول عام 2001 التي دخل التاريخ المعاصر معها عهدا جديدا ومختلفا عما قبله، بدأت معه مرحلة مستحدثة سميت بـ "استراتيجية الحرب على الارهاب"، يتم اليوم فبركة حادثة جديدة تعيد لهذه الادارة الهيمنة من جديد على القرار الدولي ومفاصل النظام العالمي، وقيادته لتنفيذ مخططاتها بدعم رسمي وشعبي كبير وتظاهرة يوم الاحد المليونية الشعبية والرسمية في فرنسا رسالة واضحة بهذا الشأن.

المعطيات الاولية لهجوم شارلي ايبدو تُشم منها رائحة الموساد الاسرائيلي، فالصحيفة الفرنسية تعرضت لتهديدات وهجمات سابقة وتخضع لحراسة مشددة تبدو معها الشرطة الفرنسية متواطئة، فقد سبق والقت القبض على مجموعة يهودية ناشطة في ما يسمى بـ "عصبة الدفاع عن اليهود" قامت بهجمات على الصحيفة تم اطلاق سراحها فيما بعد، كما اشار العديد من الخبراء الى احترافية منفذي الهجوم الاخير وقدرتهم العالية الامر الذي يؤكد ان هناك تخطيطا لمخابرات دولية اكثر منه مجرد عملية لتنظيم ارهابي، فرائحة الموساد تنبعث من بصماته الداعشية وهذا ما اكدته مصادر اعلامية متعددة منها فرنسية، ان المشتبه بهم الذين تم قتلهم لاحقا هم من النواة التي شكلت شبكة تنظيم القاعدة في فرنسا منذ سنوات، ويخضعون لمراقبة الامن الفرنسي ويديرون شبكة تجنيد للمتطرفين وارسالهم الى العراق قبل اندلاع الصراع في سوريا، وما يؤكد هذه المعلومات الاخبار الاخيرة التي اكدت مقتل ضابط التحقيق الفرنسي "هيرلك فريدو" المسؤول عن التحقيق في حادثة شارلي ايبدو في ظروف غامضة اذ ادعت السلطات الفرنسية انه انتحر باطلاق النار على نفسه اثناء عمله في مكتبه بمقر الشرطة في مدينة ليموج!!.

اعادة تجميع اجزاء الصورة يشير الى دور المخابرات الدولية الاطلسية في لعبة الحرب والامن، عبر اعادة احياء الحلف الصهيو اميركي باستراتيجية الحرب الصليبية التي ستمهد لحرب جديدة ضد المسلمين بعد تكسر امواج الهجمات السابقة على حائط الصد المقاوم في العراق وسوريا ولبنان فضلا عن تداعيات الانقلاب الاستراتيجي في اليمن.

المؤشرات التي تؤكد هذه الحقائق عديدة وسابقة لحادثة شارلي ايبدو قد يكون اهمها:

اولا / عودة المحافظين الجدد الى الواجهة بعد فوزهم في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس ما يمهد لعودتهم بقوة الى البيت الابيض في انتخابات الرئاسة عام 2016، في ظل اجواء وتجاذبات مشابهة لما اثارته هجمات 11 ايلول 2001، فمنذ اشهر والمحافظون الجدد يرددون نفس المقولات التي رددها غلاة المحافظين الجدد في إدارة بوش الإبن من أمثال ريتشارد بيرل و ولوفتيز و دوجلاس فيث و دونالد رامسلفيد و ديك شيني يعاد طرحها و ترديدها ، مثل :

     - القرن الحادي و العشرين هو قرن أمريكي بإمتياز ستظل أمريكا القطب الأوحد و لن تسمح لا لروسيا و لا للصين بالوصول إلى مرتبة القطبية .

-       الدول المارقة  يجب أن تقوض أو ما تبقى منها بعد تقويض العراق وليبيا .

-       إيران وسوريا وكوريا الشمالية والسودان هي الهدف القادم بعد عودتنا إلى البيت الأبيض .

-       سنخوض معركة حاسمة ضد إرهاب داعش وغيره في كل الساحات في أفغانستان والصومال واليمن والعراق وسوريا ولبنان وشمال إفريقيا ولن نتوقف أو نتراجع أو ننسحب كما فعل باراك أوباما .

-       سندعم أوكرانيا والقوقاز في مواجهة روسيا واليابان وكوريا الجنوبية في مواجهة الصين .

-       سنعيد تفعيل أطروحاتنا ومنها أن أمن الولايات المتحدة ورفاهية شعبها وسلامة وأمن الدول الحليفة في أوروبا هو رهن بمكافحة الأعداء الذين تحدد الحكومة الأمريكية هوياتهم وصفاتهم وليس فقط تنظيم القاعدة والحركات الإرهابية وإنما دول منتجة ومسوقة للفكر الديني المتطرف الذي يفرز بالتالي إرهابيين قتلة و متطرفين بحسب تعبيرهم.

ثانيا / ما ورد في دراسة حملت عنوان مخاطر الصراعات في عام 2015 من منظور اميركي نشرها موقع مجلة The Atlantic والتي اعتمدت على التقرير السنوي الذي يصدره مركز العمل الوقائي The Center for Preventive Action ، التابع لمجلس العلاقات الخارجية Council on Foreign Relations، والذي يحمل عنوان "مسح الأولويات الوقائية لعام 2015 Preventive Priorities Survey 2015″. 

يركز تقرير مركز العمل الوقائي على " الصراعات في البلدان الأكثر أهمية لصناع السياسة الخارجية الأمريكية" ، حيث يشير إلى أن "المصلحة الوطنية الأمريكية تُعد العامل الحاسم في اتخاذ بعض القرارات دون غيرها، وتحديد أماكن الصراعات التي ينبغي البدء بها، وتأجيل البعض الآخر إلى وقت لاحق. وهذا ما يفسر إدراج الإدارة الأمريكية لمواجهة تنظيم داعش في سورية والعراق كأولوية أولى للولايات المتحدة في عام 2014، والذي يتوقع استمراره في احتلال قمة أولويات السياسة الخارجية الأمريكية خلال عام 2015".

كما اكد على "أن مواجهة تنظيم داعش في العراق وسورية تحتل المرتبة الأولى، جنباً إلى جنب مع تزايد خطر تنظيم القاعدة في أفغانستان".

واشار تقرير مركز العمل الوقائي الذي ينشر سنوياً، إلى "أنه إضافة إلى الحرب مع التنظيم هناك أيضاً خطر تزايد الصراع ما بين السنة والشيعة، والذي يُعد ضمن الأولويات القصوى للولايات المتحدة في العام المقبل، والذي لم يدرج في تقرير العام الماضي، وإنما اكتفى التقرير بالتحذير من إمكانية اندلاع حرب أهلية في العراق، والتي باتت تتضح معالمها في هذا العام " بحسب تعبير التقرير.

ثالثا / تصويت البرلمان الفرنسي بأغلبية ساحقة يوم الثلاثاء لصالح تمديد تدخل فرنسا العسكري ضد جماعة الدولة الإسلامية في العراق والذي بدأ قبل نحو أربعة اشهر.

كما ذكرت قيادة أركان الجيوش الفرنسية أن حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» غادرت مدينة تولون متوجهة إلى منطقة الخليج ورجحت القيادة إمكانية المشاركة في عمليات بالعراق ضد تنظيم «داعش»، قبل التوجه إلى المحيط الهندي والتي تزامنت مع تصريح القيادة العسكرية الاميركية عن اعادة النظر بالخطط الموضوعة لمحاربة تنظيم داعش في العراق.

كما أكدت مصادر حكومية عراقية ان مسؤولين أميركيين، معظمهم من قادة الجيش ووكالة الاستخبارات، الـ"أف بي آي"، زاروا بغداد وأربيل، بشكل غير معلن حوالي 12 مرة، من أصل 31 زيارة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لتنسيق الجهود ضد تنظيم "الدولة الإسلامية.

الغريب في الامر ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، دعا في هذه الاثناء ما يسمى التحالف الدولي إلى زيادة وتيرة الضربات الجوية ضد مواقع "داعش"، ومتابعة خطوات تدريب القوات العراقية وتوسعتها!!.

وقال مكتب العبادي في بيان إن "رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي استقبل، في مكتبه الرسمي منسق التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، الجنرال جون آلن، وممثل الرئيس الأميركي بريت مكيرك وسفير واشنطن في بغداد"!.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعود الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/16



كتابة تعليق لموضوع : الحرب الجديدة على المنطقة بعد 11 ايلول الفرنسي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net