صفحة الكاتب : قيس المهندس

قتله الوزير صبرا!
قيس المهندس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ارتدى ملابس العمل كعادته، وخرج في الصباح الباكر، كي يستقل باص النقل، ذاهباً الى مكان عمله، تدور في رأسه عشرات الأفكار، حاملاً على أكتافه أثقالاً من الهموم، مالذي سيفعله ياترى؟! فقد تناثرت أشلاء الذكريات في شتى أنحاء مخيلته! فمنذ ذلك اليوم الأسود، لم يفتأ قلبه يعاقر الألم!
في لحظات غضب إجتاحت سكينة معالي الوزير، طفق يخصف بموظفي وزارته، يهجّر بهم الى شتى المحافظات، ليواري فشله في إدارة الوزارة! وذلك الموظف أحد ضحاياه!
ياترى كيف سيترك منزل أحلامه، الذي عمل طيلة عشرون عاماً، في بناءه ؟! وكيف سيفارق أهله، وجيرانه، وأصدقاءه، وحيه الذي ولد فيه، ونشأ بين أزقته التي حفظها زقاقاً زقاقا، ومنزلاً منزلاً، حتى أصبحت جزءً من كينونته! وكيف ستواصل زوجته وظيفتها؟! وكيف ستبتعد عن أهلها، وعن ذكرياتها وذاكرتها؟!
مرت عشرة أيام، وذلك الموظف هائمٌ على وجهه، يبحث عمن ينتشله من ذلك المأزق، فليس لديه من شفيعٍ عند الوزير، ولا يحمل الوزير من رحمة في قلبه، فلو وجدت لما فعل فعلته! فأوصدت في وجهه الأبواب، وتقطعت السبل، وأناخت رحلُ الأوجاع في قلبه، وأضعنت الفرحة من أيامه!
جميع تلك الهموم، إعترت مخيلته، والحافلة في طريقها الى مقر عمله، فحينما يصل هناك، يُكمل أوراق نقله! وهكذا إكتضت الهموم وزادت الآلام، فكّر في أن يترك العمل، ولكن ماذا سيفعل، وماذا سيعمل، وقد قضى عشرون عاماً في وظيفته تلك، سيما مع ما يمر به البلد من تقشف!
لم تكن في حسبانه تلك الأمور، قبل أن يخط معالي الوزير، أمر نقله الى محافظة بعيدة، ولا يعلم الوزير؛ أن ما يخطه القلم، قد يكون أشد من وقع السلاح!
دخلت الحافلة في زحام شديد، طال لأكثر من نصف ساعة، وحينما تحركت، أغمض الرجل عينيه، وسقط من مقعده مغشياً عليه، عندها أضطرب زملائه وتوقفت الحافلة على جانب الطريق، ونقلوه الى المستشفى، وقد فارق الحياة إثر جلطة قلبية! إذ قدمته يد الأقدار قرباناً للذكريات!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس المهندس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/20



كتابة تعليق لموضوع : قتله الوزير صبرا!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net