صفحة الكاتب : واثق الجابري

((عين الزمان)) المساحات الخضراء
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إذا أردنا فهم طبيعة الأزمة الإقتصادية الراهنة؛ يتعين معرفة تراكمات السياسات المتوالية للأنظمة العراقية، ومضاعفاتها التي يحركها السوق النفطية، وتمظهرها بالإدارة الريعية، التي تعتمد النفط كمصدر للثروات، وتحويله الى رواتب ومشاريع جلها لخدمة السلطة؟!
مازالت الأزمات الإقتصادية، وتناقضات البلد الغني والشعب فقير، وتداعياتها السلبية على المواطن؛ تدور حول توصيفات مبهمة تهدد مستقبل النظام الإقتصادي.
تطال الدول المنتجة للنفط تحديات ذات تأثير متفاوت، حسب قدرتها وطبيعة نظامها الإقتصادي، الذي يفتقده العراق، نتيجة الإستحقاقات التي تخلف فيها كثيراُ، ما يدعو الى إعتبار الأزمة لحظة يقظة ظرفية في غاية الحراجة.
النفط كمفهوم قانوني وإجرائي، من المفترض أن يكون ملك الشعب، وما الحكومة سوى مجموعة موظفين يستأجرهم المواطن، للعمل بإجور متفاوتة حسب واجباتهم وقدراتهم، وكأنما المواطن هو المالك، وما يستقطع من ثروته ضريبة الخدمات، والدولة كأمين صندوق تأخذ أجرها وخدماتها من 70-80% والباقي يعود للمواطن نفسه.
خلل الإدارة السياسية إنعكس سلبيا على الإدارة الإقتصادية، وجعل من المواطن أجير ينتظر العطف الحكومي من سلطة تنظرة بالتدني، وتعتبر نفسها نخبة مختارة أعلى من الدولة ولا يمكن تغييرها، وقد أُرخ لذلك منذ تأسيس الدولة العراقية التي قسمت الشعب الى فئات، ثم جاء النظام الجمهوري الى تسلط الدكتاتورية التي ترى شعبها عبيد.
الديموقراطية هي الآخرى لم تكن منصفة، وقد تدفقت الإنفاقات المفرطة على السلطة، وتراجع مستوى دخل المواطن، ووسعت الهوة الطبقية، وصار من ينعم بالثراء طرفين لا غيرهما: أما أن يكون الإنسان في السلطة، أو الفساد في القطاع العام والخاص؟!
المشكلة ليسن بقصور الثروة وطرق إستخارجها، بل غياب الرؤية وهيمنة السلطة على الثروات، والدافع بإتجاه الإحتكار الحكومي للموارد التي يشكل النفط 80%، وما زاد الطين بلة، سياسة السنوات من 2003م الى يومنا هذا، التي إعتمدت السوق المفتوح، الذي سبب إرتفاع تكالف المنتج المحلي، وأدى الى ضمور وإضمحلال الصناعة والزراعة؟! والعدائية بين القطاع الحكومي والخاص.
مالكية الشعب للنفط والغاز، نظرية تنطلق من حق دستوري، إذْ ليس من المعقول أن يملك العراق كل هذه الثروات ويحتاج الى 3 ملايين وحدة سكنية و30% تحت خط الفقر وعاطلين بنفس النسبة، ويعتمد النفط مصدر وحيد للثروة؟!
النفط سلاح في المعركة ونفط العرب للعرب، شعارات لم يجني منها العراقيون سوى إستجداء التوظيف من السلطة، وإعتبار الخدمة مكرمة ومنة من المسؤول؟!
مالكية الشعب للنفط والغاز نظرية إقتصادية لأول مرة يطرحها وزير النفط العراقي عادل عبدالمهدي، ويتحقق من خلالها التوازن المجتمعي وإعادة السلطة والثروة للمواطن، وبذلك يكون المسؤول الحكومي هو الأجير عند المواطن، ولا يختلف بيتك أن كنت وزير أو مواطن تعمل في القطاع الخاص، مع وجود الضمان الصحي والإجتماعي، وراتب تقاعدي لكل مواطن؛ إذا بلغ السن القانوني.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/23



كتابة تعليق لموضوع : ((عين الزمان)) المساحات الخضراء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net