صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

كربلائيات
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


بعدما زحف العمران المدني، اصبحت ديارهم مهددة بالزوال، حتى ان البعض من اهاليهم، نقلوهم الى المقبرة الجديدة، وحقيقة الامر فانا مازلت ازورهم بين مدة واخرى في المقبرة القديمة، وأندهش كثيرا لما يحملونه من متعة روحية برواية التواريخ، تقرب إليَّ عوالم مدينتي كربلاء... البعض لم يصدق حواراتي معهم عن كربلاء، واعتبرها (فبركة) صحافة، وتبقى عندي تلك المحاورات، اعز ما املك من تاريخ... جلست عند قبر الجد انتظر خروجهم إليّ، عسانا نتكلم عن اشياء جديدة، عن عوالم تاريخية، تحملها ذكريات بعض الشهداء وآراؤهم ذات العبق الاقحواني.
يقول جدي: كربلاء لها علاقة وطيدة مع الشهادة والشهداء الذين يقدسون كربلاء، ولدينا مدن تشبه مدنكم، اما انهارنا هي انهاركم نفسها، فعندنا نهر العلقمي، ونهر نينوى، ونهر الغازاني، والرشدية، ونهر السليمية: أي الحسينية الخالد...
قلت: اننا حرمنا من هذه الانهار، ولا نعرف عنها شيئا، وليس لدينا سوى نهر الحسينية العظيم، فنهر العلقمي الذي شيده الوزير ابن العلقمي قد اندرس تماما، فتعالى الضحك من بعض الشهداء، وسخروا من كلامي، قلت: عجبا ما الذي اخطأت فيه؟ قال احد الشهداء: ان الوزير ابن العلقمي، هو الذي هو الذي طمر النهر استجابة لعتاب بعض أئمتنا مع الفرات... قلت: اذا لماذا يُسمى بالعلقمي؟ قال شهيد آخر معقبا: ان الذي حفر النهر هو احد اجداد هذا الوزير، وسمي بالعلقمي نسبة اليه...
فقال الجد: هذه المعلومات مدونة عندكم في الكثير من المصادر، واذا شئت فاقرأ تراث كربلاء للسيد سلمان هادي آل طعمة، فاردف شهيد آخر: لقد تم اصلاحه من قبل السلطان محمد الغزنوي، على يد وزيره علي الجويني، وقد طمر ايضا عام 915هـ.
واما نهر الغازاني فان احد ملوك التتر، جدد النهر باضافة مجرى مائي من الحلة، حفروه الى ان اوصلوه الى العلقمي، وسموه نهر الغازاني...
اشعر ان الحديث عن كربلاء يفرح الشهداء كثيرا، وكذلك يفرحني، فثمة سعادة بداخلي لاتوصف، يغبطني عليها الكثيرون، ولذلك هم ينكرون عليّ هذه اللقاءات، ويقولون عنها: كلام جرائد.. يسألني احد الشهداء، وقد لاحظ شرودي: الى اين سرح فكرك؟ قلت: حقيقة استوقفني نهر نينوى، فقد سمعنا ان هناك قرية او ضاحية من ضواحي كربلاء تسمى نينوى، ونينوى اسم من اسماء كربلاء، لكننا لم نسمع بنهر نينوى؟!
فاجابني احد الشهداء: هذا النهر حفره البابليون بين شمال سدة الهندية، وجنوب المسيب من نهر السوري، ويعد هذا النهر احد انهار كربلاء قديما... قلت: طيب ونهر الردية ايضا، لم نسمع عنه؟ قال احد الشهداء: تبرعت زوجة محمد شاه القاجاري بتنفيذ هذا النهر عام 1299هـ.
اما الفرع الثاني يسمى نهر الهنيدية باتجاه جنوب مدينة كربلاء.. فقال احد الشهداء ضاحكا: ونهر السليمانية؟ اجبته لا هذه نعرفها، فنهر السليمانية هو اهم اعمال السلطان سليم، وهو نفسه النهر الذي يسمى الحسينية..
فقال جدي: قبل ان تذهب اريد ان احدثك عن شيء، ويبقى لك معناه، طلب السيد مير علي الطباطبائي مساعدات من الهند عقب هجوم الوهابيين على كربلاء عام 1216هـ وشيد سورا عظيما لمدينة كربلاء، ليحفظها من الغزو، وكذلك السيد قاسم بن السيد كاظم الرشتي، طلب مساعدات من وجوه ايران، فمد نهر الحسينية الى موقع الشهيد الحر الرياحي، سمي الفرع الذي يبدأ من قنطرة باب الطاق بالرشتية، ومما بعد سمي بالرشدية، وانتخي على حفره المرحوم السيد مهدي بن السيد محمد الطباطبائي رحمه الله


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/25



كتابة تعليق لموضوع : كربلائيات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net