صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

مئة عامٍ من الحروب يا عرب!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الإعداد لحرب المئة عام بين العرب يمضي على قدم وساق , وهو على أشده منذ إفتراس العراق في عام ألفين وثلاثة , ولن تقوم قائمة للدول العربية التي سقطت بين مخالب المفترسين , ولن تستعيد أنفاسها , وإنما ستبقى مضرجة بالدماء,  وتنهال عليها الصولات من كل حدب وصوب.

فالعرب ربما ينفذون مشروع حرب المئة عام وأكثر , حتى تجف منابع النفط , وتصبح أرضهم خاوية على عروشها , وعندها سيكونون أضياعا وكينونات مملوكة وتابعة للقوة التي عليها أن تتسيد , وتتحكم بمصيرهم وتستعبدهم إلى أبد الدهر.

بدأ المشروع في العراق وقفز إلى ليبيا وسوريا واليمن , ونجت منه مصر بأعجوبة , وهو في حالة إستعداد للقفز إلى دول عربية أخرى , لا تزال على قائمة الأولويات وسيحين وقتها , وسقوطها في جحيم الويلات المتأجج , والذي يبدأ إيقاده في النفوس والعقول أولا , ومن ثم التعبير عنه بالسلوك الدموي الفتاك.

تلك حقيقة المأزق العربي المعاصر الذي يتنامى ويستعر , والدنيا الأجنبية والإقليمية تشيح الطرف عنه,  أو تسعى لصب الزيت على نيرانه , فلا أحد من القوى الإقليمية والعالمية يريد إطفاء النيران , وإنما مصالحها تقتضي أن ينشغل العرب بتدمير بعضهم , وإنهاك وجودهم , والتنازل عن ثرواتهم ونفطهم , مما يوفره بأسعار زهيدة جدا للعالم المتحضر المتنعم بخيرات النفط , والعرب يحترقون بنيرانه.

قد يقول قائل ما يقول , لكن الواقع الأليم يتكلم بوضوح صارخ , ويقول , أنك إذا أردت أن تصادر ثروات أي مجتمع فعليك أن تشغله بنفسه , وتثير الفتن والإضطرابات فيه , وتجعله يعتمد عليك في السلاح , الذي ستورّده إليه وتأخذ منه ثرواته بأبخس الأثمان , لأن الأطراف المتنازعة ستكون مؤهلة ومتهالكة للإعتماد على الآخرين بمدها بالقوة والسلاح , أي أن جميع الأطراف تتحول إلى دمى وآلات لتنفيذ مصالح القوى الطامعة بثروات البلاد.

وهكذا فالعرب مقبلون على قرن الإفتراس الحضاري اللذيذ الذي بدأت طلائعه في العراق , وستمضي إلى بلاد العرب أوطاني , ما داموا يتعاملون بآليات الحمل الوديع , ولا يثقون ببعضهم , ويرتمون بأحضان الطامعين بهم , ويرفعون شعار صديق عدوي صديقي.

وهي حقائق مرعبة تكشفها الأحداث والتطورات , والتفاعلات الساذجة أو المبرمجة , التي تقوم بها العديد من الأنظمة , التي ربما تؤدي دور الوكيل أو الدمية في تطوير هذا المشروع التدميري التخريبي البشع , الذي إستشرى في أصقاع كبيرة من أرض العرب , ولا يمكن تبرأة الأنظمة والحكام من المساهمة في إطلاقه , توهما منها بأنه سيحافظ على بقائها في سدة الحكم , وتتناسى إن الذي يفعل هكذا يكون عرضة للرمي في سلال النسيان والهوان.

فهل أدرك العرب متوالية الدمار التي يتحركون فيها كأرقام , وهل سيعودون لعروبتهم , ويتحدون لكي يرعوي المفترسون وينهزم الظلام؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/26



كتابة تعليق لموضوع : مئة عامٍ من الحروب يا عرب!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net