العبادي يكشف ابعاد الحرب العراقية ضد عصابات "داعش"

يرى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن بغداد باتت خارج خطر تنظيم داعش الذي خطط للاندفاع في اتجاه الجنوب، واضطر للارتداد نحو كردستان بعد اصطدامه بمقاومة شرسة، محذرًا من أن أي جيش لن يستطيع مواجهة داعش إذا أتيح لهذا التنظيم الاستمرار في استقطاب آلاف الشبان والزج بهم في مشروعه، ولفت إلى أن سنّة العراق هم أول المتضررين من ظهور داعش والحروب التي يشنها، مؤكدًا أن التهديد الذي يشكله داعش أدى إلى تغيير في أولويات دول عدة، ملاحظاً أن الإصرار على إزاحة نظام الرئيس بشار الأسد تراجع أو أرجئ، ليتقدم عليه هم مكافحة الإرهاب. رئيس الوزراء العراقي
أكد أنه من الصعب وصف الوضع العراقي بكلمات محدودة، لكن كانت هناك تحديات حقيقية بعضها تم تجاوزه، وبعضها ما زال يواجهنا، والتحدي الأكبر الذي واجهنا أمنياً، كان في بغداد.هذه الاّراء والتصريحات للعبادي جاءت خلال الحوار المطول الذى أجرته صحيفة "الحياة اللندنية" اليوم (23يناير2105)
وحول ما إذا كانت بغداد مهددة بالسقوط بيد تنظيم داعش فعلاً، نفي العبادي، قائلا: "لكن كان يمكن أن تكون هناك حرب داخل شوارع بغداد، هذا الخطر أبعد بالكامل في بغداد، وهذا التحدي الأول، والتحدي الآخر أننا نجحنا في إيقاف زخم داعش الذي كان مندفعاً نحو الجنوب، ويتراجع الآن، لم يكن ضمن مخطط داعش مثلاً أن يهجم باتجاه أربيل وكردستان، لكن عندما وجد الطريق مغلقاً باتجاه الجنوب، اتجه شرقا".
وأضاف: "تحدي تنظيم داعش ما زال موجوداً، مع اضمحلال قدرته على التوسع، فـ داعش يمتلك صفتين رئيسيتين، الأولى هي صفة المجموعات الإرهابية، التي تقوم بعمليات إرهابية بطريقة الجيش غير النظامي، وأيضاً صفة الدويلة أو شبه الدولة التي تمتلك مؤسسات والمال، والمناطق التي تسيطر عليها، وهذا خطير، ولدينا خطة لا بأس بها في مواجهته".
وتابع: "بالتأكيد نحن نواجه تحديات أخرى، أبرزها محدودية الإمكانات، فكما هو معروف أن جزءاً كبيراً من قوة جيشنا انهار مع احتلال داعش الموصل، ومع انهياره فقدنا الكثير من الأسلحة والمعدات، ويبقى الانهيار النفسي هو الأكبر والأهم، وأي دولة يحدث فيها مثل هذا الانهيار يمكن أن يقود إلى انعكاسات اجتماعية خطيرة على المواطنين، شهدنا حتى في الجنوب العراقي- حيث لا وجود لـ داعش- أن القيادات العسكرية كانت تعاني من نظرة الناس إليها، وبعض القادة تعرضوا لإهانات واتهامات بعدم الدفاع عن الوطن، لكن هذا الأمر تغلبنا عليه اليوم، عبر تغيير بعض القيادات، وإعادة هيكلية بعض وحدات الجيش، والزج بقيادات عسكرية جديدة، تشارك الجنود في القتال وقدمنا شهداء من بين القيادات العسكرية".
وفيما يخص مفاجأته في انهيار الجيش، قال: "ومن لم يفاجأ؟ المفاجئة كانت هائلة، خصوصاً أن احتلال داعش تم من دون قتال، وعبر حرب نفسية كبيرة، نفذها التنظيم ومجموعات أخرى داخل الجيش، والمؤسسات الأمنية، واستمر الحال لأشهر، أعتقد أن سبب كل ذلك هو وجود خلل استخباري هائل، ليس في العراق فقط، بل حتى لدى الدول الغربية، أوروبا وأمريكا مثلاً، مع امتلاكها أجهزة استخبارات كبيرة لم تشعر بحجم الخطر".
وحول تلقي هذه القوات أمراً بعدم القتال، أكد أن "هناك تحقيق، لكن الموضوع حساس، نحن في حالة حرب، والقتال مع داعش ما زال مستمراً، وفي مثل هذه الأجواء، أي تحقيق لن يكون منصفاً أو حيادياً؛ لأن السياسيين سيستثمرونه لتبادل الاتهامات. علينا أن ننهي ملف تحرير نينوي، ومن ثم تظهر الحقيقة، لدينا بعض الحقائق حول ما حصل، بعضها ليس سراً، فالصراع السياسي مسئول جزئياً عن الأحداث".
وحول مسئولية الصراع عن الانهيارات، أكد ذلك، قائلا: "عندما تكون القوات العسكرية في الموصل للدفاع عنها، وعندما تتهم هذه القوات بتحريض من بعض ساسة الموصل، بأنها قوات أجنبية يجب أن تخرج من المدينة، وتتم مهاجمتها، فإن العسكري يفقد الدافع لمواصلة القتال، وهو يجد أن هناك تحريضاً، وأن البلد يغيب عنه التوافق السياسي للدفاع عن مدنه".

العبادي يكشف ابعاد
وتطرق في حواره بشأن استحالة وقف داعش ما لم تتدخل القوات الأمريكية لمحاربة داعش، قائلا: "لا لم يكن مستحيلاً، بدليل أن اندفاع تنظيم داعش تم إيقافه، قبل التدخل العسكري الأمريكي الذي تأخر لشهور، أعتقد أن العامل الأساسي هو اندفاع العراقيين للدفاع عن بلادهم، وكان لفتوى علي السيستاني دور كبير في ذلك، فأعداد المتطوعين للقتال كانت هائلة، وبعض المتطوعين جلبوا أسلحتهم من منازلهم. وذهب بعضهم إلى القتال بمعدات بسيطة، ولا بد هنا من أن أشير بوضوح، إلى وجود ألوية وأفواج عراقية صمدت، مع انهيار وحدات أخرى، وقدم ذلك إلهاماً لباقي القوات وأيضاً للمواطنين".
وتناول في الحوار، الطرف الذي بادر أولا في مساعدة العراق أمريكا أم إيران، قائلا: "من الناحية الزمنية، كانت إيران سباقة، فهي منذ الأسبوع الأول أنشأت جسراً جوياً لنقل الأسلحة إلى العراق، إلى كردستان وبغداد، وهذا لم يكن سراً".
وأكد، أن "هناك مصالح مشتركة عراقية- إيرانية في الحرب على داعش، فأنا لا أشك في أن الإيرانيين يدافعون بصدق عن العراق؛ لأن تهديد داعش يتجاوز العراق، وهو خطر حقيقي على إيران، قائلا: لو أن هذا التنظيم، تمكن من الوصول إلى الحدود الإيرانية سواء من خلال كردستان أو عبر ديالي، لكان من الممكن أن تتزعزع مناطق هائلة من إيران".
وأضاف: "أن التدخل الإيراني بهذه السرعة لمساعدة العراق، كان قضية استراتيجية، وحتى لم يحصل تفاهم حول كيفية دفع ثمن الأسلحة الإيرانية في بادئ الأمر؛ لسرعة الحدث وخطورته".
وحول مشاركة طائرات إيرانية في عمليات قصف على الأرض العراقية، قال، "إنه وفق معلوماتي، كلا، هناك ثلاثة خروقات تمت من الطيران الإيراني للأجواء العراقية، أحدها في شهر أغسطس الماضي، وخرقان في نوفمبر وكانت خروقات استطلاعية".
وحول عدم تسجيل عمليات قصف إيرانية، أكد: "لم تسجل لدينا، بعد الضجة الإعلامية حول وجود قصف إيراني، طلبت مسحاً من الدفاع الجوي العراقي، ولم تكن هناك عمليات قصف، آخر خرق للطائرات الإيرانية كان في 23 نوفمبر 2014، وقدمنا احتجاجاً رسمياً إلى إيران في هذا الشأن، فنحن لم نطلب من الإيرانيين التدخل بالسلاح الجوي، لضرب مواقع عراقية".
وقال: "من يصف الوضع العراقي، بأن الطائرات الأمريكية في الجو، والجنرال قاسم سليماني على الأرض، إنه ليس سراً وجود مستشارين ومدربين أمريكيين، وبريطانيين، وفرنسيين، وأستراليين، وألمان، مع وجود مستشارين إيرانيين، نحن اليوم مثلاً نتعاون مع الإمارات العربية المتحدة في شكل كبير، ونتعاون أيضاً مع الجانب الأردني، والأردنيون فتحوا كل القدرات الاستخبارية والأمنية والعسكرية أمام العراق، وعرضوا المشاركة في الحرب عبر القصف الجوي المباشر لـ داعش، لكن حتى هذه اللحظة لم نطلب مساعدة أي من دول الجوار في ما يتعلق بالقصف الجوي، وبالتأكيد لم نطلب من أي دولة التدخل برياً".
وحول وجود قوات برية إيرانية في العراق، "أكد أنهم ليسوا مقاتلين، لا يوجد مقاتل أجنبي في العراق، هناك مستشارون إيرانيون، وبعضهم سقط بقصف قذائف هاون، خصوصاً في سامراء".
وحول ما تردد بشأن إصابة الجنرال قاسم سليماني أصيب في معارك بسامراء، قال: "سمعت بمثل هذا الحديث الإعلامي، لكن الجانب الإيراني نفى ذلك كما أعتقد، إضافة إلى ذلك ليس لدينا الآن عمليات عسكرية في سامراء وآخر عملية عسكرية كانت قبل أسبوعين. أنا لا أنفي أن الرجل يأتي ويذهب من وإلى العراق، الكل يعلم بذلك، فإيران تقدم خدمات في مجال التعاون الأمني مع العراق، ونحن نرحب بذلك".
وقال: إن "مسلحو حزب العمال الكردستاني موجودون في شمال العراق، وسورية، وهم يشاركون البيشمركة الكردية في قتال داعش. فالقوات التي قاتلت وصمدت في منطقة سنجار تتبع حزب العمال الكردستاني في شكل أساسي".
وأضاف: "نحن أخبرنا الأتراك، أن الـ بي كي كي ساعدوا العراق بأوجه عدة، وكانت مشاركتهم متميزة على المستوى الإنساني، عندما تعرض الإيزيديون في سنجار إلى مذبحة ساعدوا بنقل الكثير منهم من خلال ثغرة عبر الحدود السورية ومنها إلى دهوك، وهم يقاتلون إلى جانب البيشمركة في سنجار".

العبادي يكشف ابعاد
ولفت إلى أن "الجانب التركي يعتقد أن حزب العمال تهديد حقيقي لأمن تركيا، وفي بعض الأحيان يعتقدون أنه خطر أكبر من خطر داعش، وربما هذا الأمر يفسر عدم حماسة الأتراك للدخول في التحالف الدولي للحرب ضد داعش، لكنهم أعربوا لنا عن تأييدهم لهذه الحرب، وعرضوا تدريب قواتنا وتوفير أسلحة، ونحن نتفاوض في هذا الشأن".
وأوضح أن "الزيارات التي قمنا بها إلى كل دول المنطقة فتحت آفاقاً كثيرة، نحن نقول بوضوح، أن استراتيجيتنا في مجال العلاقات مع دول المنطقة سبق أن أعلنتها، أنا لم أذهب إلى هذه الدول لغرض تصفير المشاكل معها، إنما ذهبت لفتح علاقات إيجابية، بعض المشاكل متراكمة وتحتاج إلى زمن لتحل في شكل نهائي، نعم نضع خطوات للحل، لكننا لا ننتظر حل كل المشاكل لتكون العلاقات إيجابية مع دول الإقليم والعالم، يمكننا البدء بفتح علاقات إيجابية، ونضع آلية زمنية لحل المتعلقات، اليوم ليس لدينا أي مشكلة مع الكويت مثلاً، باستثناء التعويضات التي كانت من المفترض أن تنتهي، لكن طلبنا من الإخوة في الكويت تأجيل سدادها لمدة سنة بسبب الوضع المالي العراقي، ووافقوا في شكل فوري".
وأكد أنه "بالنسبة لإيران ما زالت لدينا بعض متعلقات الحرب العراقية- الإيرانية، فالحدود لم تخطط في شكل نهائي حتى اليوم. ولم ننتهِ من حدود شط العرب أو خط التالوك في شكل نهائي، لكن الشيء الإيجابي، أن الإيرانيين عرضوا عرضاً سخياً، وأبلغونا بأن تخطيط الحدود سيتم في ضوء الرواية العراقية وليس الإيرانية، بما في ذلك حدود شط العرب".
وحول وجود مشكلة من الإدارة الإيرانية للشأن العراق، قال: "علاقتنا مع إيران متينة لأسباب عدة: أولها جغرافي فنحن نمتلك أطول حدود مع إيران، والعامل الآخر سكاني، فالكثافة السكانية العراقية تتركز شرقاً في محاذاة الحدود الإيرانية، وهذا خلق على مر السنوات، تداخلاً ثقافياً، كما أن الأمن العراقي متداخل مع الأمن القومي الإيراني".
وأضاف أن "إيران خاضت مع العراق حرباً لسنوات، وكانت حرباً مدمرة للجانبين، والإيرانيون ما زال لديهم الخوف، أن تتجه الأوضاع العراقية مرة أخرى في الاتجاهات التي قادت إلى هذه الحرب... كما هو معلوم أن صدام حسين، لم يكن ليتمكن من الاستمرار في الحرب لولا الإسناد العربي، والإسناد الغربي أيضاً، ما زالت إيران تشعر بالخشية والخوف من تكرار ذلك، لهذا ربما يذهب الإيرانيون إلى خطوات أبعد كالخلاف مع العراق حول الموقف من التحالف الدولي ضد داعش".
وقال: "لدينا علاقات متينة مع الجانب الأمريكي والدول الغربية وتخطيط على مستوى عال في مجال الضربات الجوية والتدريب، وهذا الأمر يعتبره الإيرانيون تهديداً لهم؛ لهذا قلنا للإخوة في إيران إن هذا الأمر ليس من حقهم، بل هو حقنا الطبيعي وشأن عراقي داخلي، فنحن لا يمكن أن نسمح باستخدام الأراضي العراقية ضد إيران، في الوقت الذي يقف التحالف الدولي مع العراق ضد داعش، وليس ضد أي دولة مجاورة. وهذا أمر معلن، بل إن هذا التحالف ليس ضد سورية على رغم خلافات التحالف الدولي مع النظام هناك".
وأكد أنه "على رغم علاقاتنا المتينة مع الجانب الإيراني، إلا أننا لا نسمح لإيران التدخل في شئوننا، فالإيرانيون لهم مصالحهم ولنا مصالحنا، وهناك فرق، بين تداخل المصالح، وبين التدخل في الشئون العراقية"، مضيفًا: "نحن نسعى إلى تداخل المصالح مع دول الجوار وباقي الدول الإقليمية".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/27



كتابة تعليق لموضوع : العبادي يكشف ابعاد الحرب العراقية ضد عصابات "داعش"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net